الحملة الوطنية لزراعة الأشجار هذه تجسد الوحدة والعمل الجماعي في التخفيف من آثار التغير المناخي ومعالجة التحديات البيئية الملحّة، من خلال الجمع بين وكالات الأمم المتحدة والوزارات الحكومية والقطاع الخاص والطاقة الجماهيرية النابضة بالحياة كالشباب، ومن اجل ذلك اعلن العراق عن مبادرة لزراعة 5 ملايين شجرة لمكافحة التصحّر...
شكّل الهاجس البيئي والمناخي المراتب العليا من الاهتمام الحكومي والمهام العاجلة في البرنامج الحكومي وذلك بسبب تراجع الأمطار وشحتها وارتفاع درجات الحرارة التي تصل الى نصف درجة الغليان في ايام الصيف القائظ وازدياد التصحر، اضافة الى العواصف الغبارية والترابية، مع تناقص المساحات الخضراء وتراجع نسب المساحات الصالحة للزراعة.
الامر الذي يهدد الأمن الغذائي والصحي والبيئي والأمن المجتمعي، كون العراق يعد من الدول الخمس الأكثر عرضةً للآثار السلبية للتغير المناخي في العالم، وفق الأمم المتحدة، ولتلافي كل ذلك كانت مسالة التشجير احد العوامل التي تساعد على التقليل من اثار التصحّر بالدرجة الأولى.
وتقع مسؤولية التشجير على كاهل الحكومة بكافة اجهزتها التنفيذية خاصة وزارتي الزراعة والبيئة وعلى المواطن كمساهمة فردية وجماعية ايضا لان التشجير يقع في نهاية المطاف لخدمته ولرفاهيته، وعليه يجب ان تتضافر جميع الجهود الحكومية والجماهيرية في التقليل من الاسباب الوخيمة والمترتبة عن التصحّر ومايترتب عليه من اثار سلبية تلحق الضرر بالدولة والمجتمع والمواطن.
إن الحملة الوطنية لزراعة الأشجار هذه تجسد الوحدة والعمل الجماعي في التخفيف من آثار التغير المناخي ومعالجة التحديات البيئية الملحّة، من خلال الجمع بين وكالات الأمم المتحدة والوزارات الحكومية والقطاع الخاص والطاقة الجماهيرية النابضة بالحياة كالشباب، ومن اجل ذلك اعلن العراق عن مبادرة لزراعة 5 ملايين شجرة لمكافحة التصحّر، وكبداية نتمنى ان تكون موفقة.
ومن بين الإجراءات المتخذة للحدّ من هذه الظاهرة، تتحدث السلطات الحكومية عن إنشاء أحزمة خضراء حول المدن تشكّل رادعاً أمام العواصف الترابية بعد ان تضرر أكثر من 7 ملايين مواطن، عانت مناطقهم الجفاف، ونزحوا بمئات الألوف لفقدانهم سبل عيشهم المعتمدة على الزراعةِ والصيد خاصة في الاهوار التي وقع عليها الضرر الاكبر، حيث أدى الجفاف والتصحّر إلى اضطرار المواطنين للهجرة من الريف إلى المدن، كما تقلصت الأراضي الصالحة للزراعة نتيجة التغيرات المناخية الحادة كما اسلفنا آنفا، ناهيك عن الاحتباس الحراري وشحة الأمطار ونقص المياه في دجلة والفرات نتيجة قلة الواردات المائية من دول الجوار لكِلا النهرين.
فيما يؤكد مختصون في الزراعة على أهمية اختيار الأشجار المقاومة للجفاف وبأنواع معروفة وبما يناسب الظروف المناخية لكل منطقة، خاصة في ظل شحة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، إذ يؤدي التصحّر إلى تدهور الأراضي الزراعية وانتشار العواصف الترابية، ممّا يؤثر سلباً على البيئة والصحة العامة، فضلاً عن الأضرار الاقتصادية، (وبعد ان وضعت الحكومة العراقية استراتيجية مناخية تمتد حتى عام 2030 تشمل احتجاز الغازات لتقليل الأضرار البيئية، وتحفيز المزارعين الذين يستخدمون تقنيات الري الحديثة، وتسخير الطاقات المتجددة).
علما ان العراق اعتمد يوم 12 آذار من كل عام يوماً للتشجير الوطني لتشجيع الناس على زراعة الأشجار والنخيل والاعتناء بها وحماية الغطاء النباتي، ويهدف هذا اليوم أيضاً إلى زيادة رقعة المساحات الخضراء وترميم الغابات الطبيعية وحمايتها مع إعطاء المزيد من الاهتمام لترميم المساحات المزروعة وزرع مساحات خضراء جديدة.
وقد استبشر العراقيون خيرا بإطلاق حملة لزراعة الاشجار (كلنا نزرع) التي اطلقتها وزارة البيئة بعد توجيه رئيس الوزراء السوداني بذلك تحقيقا لأهداف البيئة الخضراء المستدامة في عموم محافظات العراق، وهي جزء من مخرجات (مؤتمر العراق للمناخ ومكافحة التصحر) وذلك بزراعة (5 ملايين) شجرة كجزء من الاستدامة وترشيد المياه والسقي بالطرق الحديثة كالتنقيط وتضم مبادرات فردية وجماعية تعد ضرورية لمواجهة التغيرات البيئية، كون العراق يحتل المرتبة الثانية بأكثر دول العالم تلوثاً بحسب الخبراء البيئيين، والمقصود بحملة (كلنا نزرع) هو زيادة المساحات الخضراء وتعميمها على جميع المحافظات العراقية.
اضف تعليق