تشعل صفقة استحواذ على أكبر مصهر للزنك في العالم موجةً من الجدل؛ مخافة أن تؤثّر سلبًا في عمليات الشركة المالكة للمصهَر، وما لذلك من تداعيات محتملة على إمدادات المعدن العالمية، وتقول شركة كوريا زنك (Korea Zinc) الكورية الجنوبية المالكة للمِصهَر المذكور، إنها هدف لصفقة استحواذ عدائية...
تشعل صفقة استحواذ على أكبر مصهر للزنك في العالم موجةً من الجدل؛ مخافة أن تؤثّر سلبًا في عمليات الشركة المالكة للمصهَر، وما لذلك من تداعيات محتملة على إمدادات المعدن العالمية، وتقول شركة كوريا زنك (Korea Zinc) الكورية الجنوبية المالكة للمِصهَر المذكور، إنها هدف لصفقة استحواذ عدائية بوساطة مواطنتها شركة الأسهم الخاصة إم بي كيه (MBK) التي يملكها جو كيم، زاعمةً أن الأخيرة تنوي بيعها في النهاية إلى الصين.
وتأتي ملابسات صفقة الاستحواذ في وقت تكافح فيه مصاهر الزنك العالمية للحصول على ما يكفي من مواد المدخلات نتيجة تراجع إمدادات مركزات الزنك المستخرَجة، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وعادةً ما تتفاوض شركة كوريا زنك على عقد سنوي في يناير/كانون الثاني أو فبراير/شباط مع موردها الرئيس تيك ريسورسيز (Teck Resources) بشأن رسوم معالجة الزنك، الذي يُعدّ معيارًا عالميًا غير رسمي لبقية الصناعة.
استحواذ عدائي
اندلع صراع محموم للسيطرة على شركة كوريا زنك، المالكة لما يُعدّ أكبر مصهر للزنك في العالم؛ ما يضع شركة الأسهم الكورية "إم بي كيه" في مواجهة نارية مع عددٍ من الكيانات الصناعية الكبرى الراغبة هي الأخرى في السيطرة على المِصهَر، وفق ما نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
ويتردد صدى المعركة الدائرة للسيطرة على أكبر مصهر للزنك في العالم في قطاع التعدين بسبب المخاطر التي قد تنتج من إمكان إرجاء مفاوضات عقد توريد الزنك السنوي الخاص بالشركة؛ ما قد يؤدي إلى شُح في الإمدادات العالمية.
وتُعدُّ شركة كوريا زنك شريكًا مقربًا من مجموعات الموارد الكبرى أمثال تيك ريسورسيز (Teck Resources) وترافيغورا (Trafigura).
ويقود الخبير المعروف باسم "الأب الروحي للأسهم الخاصة الآسيوية" مايكل بيونغ جو كيم، عرْضَ استحواذ على المصهر، يستهدف من خلاله رئيس شركة كوريا زنك تشوي يون بيوم، وهو سليل إحدى الأسرتين المؤسستين للشركة.
ويتهم الشركاء في شركة "إم بي كيه" تشوي يون بيوم بالتسبب في تدهور أرباح كوريا زنك البالغة قيمتها السوقية 11 مليار دولار منذ تولّيه منصبه الحالي في عام 2019.
غير أن مالكة أكبر مصهر زنك في العالم من حيث الإنتاج السنوي، تقول، إنها عُرضة لصفة استحواذ عدائية يقودها أجانب يسعون، في النهاية، إلى بيع الشركة إلى الصين.
وتُنتِج كوريا زنك- كذلك- مواد البطاريات التي تدعم الجهود الغربية الرامية لبناء سلسلة إمدادات غير صينية للسيارات الكهربائية،
وقال نائب رئيس شركة كوريا زنك لي جي جونغ: "لصالح أمتنا، وشعبنا، وحاملي الأسهم لدينا، يتعين علينا منع بيع تقنيتنا إلى الصين"، وفق تصريحات صحفية رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
دعاية قذرة
قال رئيس قطاع أسهم الأسواق الناشئة في مؤسسة إيه بي جي أسيت مانجمنت (APG Asset Management) بارك يو كيونغ، إن إدارة أكبر مصهر للزنك في العالم تنخرط في "دعاية عامة قذرة، مستغلةً خوف الكوريين من المنافسة الصناعية من الصين".
ولطالما أبدت "إم بي كيه" التزامًا بعدم بيع كوريا زنك إلى مقدّم عطاء صيني، أو حتى إلى أيّ مشترٍ لا يحظى بقبول لدى الحكومة الكورية.
وتأسست كوريا زنك والشركة الأم التي تتبعها، يانغ بونغ غروب (Young Poong Group)، بصورة مشتركة بوساطة زعماء أُسرَتَي تشوي ويانغ - وكلتاهما لاجئتان من كوريا الشمالية، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وبموجب اتفاقية غير رسمية توصَّل إليها المؤسسان المشاركان، ستخضع كوريا زنك لإدارة عائلة تشوي ويانغ بونغ، في حين ستُدار الشركات التابعة لها بوساطة أسرة يانغ.
اتهامات متبادلة
في سبتمبر/أيلول (2024)، أعلنت شركة "إم بي كيه" أن أسرة يانغ قد سلّمتها إدارة حصتها البالغة 33.1 % في كوريا زنك، وأنهما ستقدّمان عرضًا لشراء ما يكفي من الأسهم لتأمين ما يقرب من حصة نسبتها 50% في الشركة.
وقال الشريك في "إم بي كيه" جيونغهوان كيم، إن أسرة يانغ قد تواصلت مع شركته نتيجة مخاوفها بشأن قيادة تشوي، موضحًا أن تشوي وأسرته لا يمتلكون سوى 15.6% من أكبر مصهر للزنك في العالم.
وأشار كيم إلى أن تشوي كان مسؤولًا عن "تدهور حوكمة الشركة"، مسلّطًا الضوء على استثمارات بملايين الدولارات ضُخَّت دون موافقة مجلس إدارة الشركة، في صناديق يديرها صديق دراسة مقرّب من أسرة تشوي، والذي يمثُل أمام العدالة -الآن- في تهم تتعلق بالتلاعب في الأسهم، حسب تصريحات أدلى بها إلى فايننشال تايمز، ورصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
في المقابل، زعمت كوريا زنك أن الأموال التي استُثمرت في أعمال عدّة، بما في ذلك أستوديو الدراما الكوري، هي استثمارات شرعية، ولم تتطلب الحصول على موافقة مجلس إدارة الشركة.
تداعيات المعركة
قال العديد من المستثمرين بأكبر مصهر للزنك في العالم، إن هناك مخاوف تساورهم من أن تؤثّر المعركة الدائرة -حاليًا- للاستحواذ على كوريا زنك، سلبًا في عمليات الشركة، المُنتِج العالمي الرئيس للزنك المكرر والرصاص والفضة.
وتضم قائمة حاملي الأسهم في كوريا زنك شركات كورية جنوبية رائدة أمثال إل جي، وهانوا (Hanwha)، وهيونداي، بالإضافة إلى شركة التجارة السويسرية ترافيغورا.
وقالت شركة هانوا: "في الوقت الذي يتطلب فيه التعاون التجاري مع كوريا زنك استثمارات طويلة الآجل، هناك مخاوف من احتمال أن يتأثر النجاح واستمرار التعاون التجاري سلبًا، إذا طالت مدة النزاع من أجل السيطرة على إدارة الشركة نتيجة العطاء المقدّم من قبل شركة إم بي كيه"، وفق تصريحات أدلت بها إلى فايننشال تايمز.
اضف تعليق