ما بين الموضوعية والعواطف، لا خلاف على توصيف تحرير فلسطين بكونها معركة المصير للأمة العربية والإسلامية، يظهر الخلاف في خيارات إدارة هذه المعركة ما بين امتلاك قدرات حرب شاملة ام الاكتفاء بعناوين وبعض تطبيقات الحرب المفتوحة منذ عام ١٩٤٨ حتى اليوم...
ما بين الموضوعية والعواطف، لا خلاف على توصيف تحرير فلسطين بكونها معركة المصير للأمة العربية والإسلامية، يظهر الخلاف في خيارات إدارة هذه المعركة ما بين امتلاك قدرات حرب شاملة ام الاكتفاء بعناوين وبعض تطبيقات الحرب المفتوحة منذ عام ١٩٤٨ حتى اليوم!!
كانت إجابة هذا التساؤل مصحوبة بوقائع دولية واقليمية وعربية واسلامية.. تهالكت في حروب إسرائيلية عربية اول من خرج عنها الأردن ثم توالت اتفاقات الهدنة وتحولت إلى اتفاقات تطبيع متوقفة عند حل الدولتين وفق مضمون اتفاقات اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
فيما تواصل الصهيونية العالمية وكيانها المدلل تطبيق استراتيجية الشرق الأوسط الجديد.. يتكرر السؤال من يمتلك القدرة على إدارة الحرب الشاملة لتحرير فلسطين مقابل قدرات المشروع الصهيوني الرافض لحل الدولتين؟؟؟
واقعيا ليس ثمة دولة في الشرق الأوسط لها مثل هذه القدرات او بإمكانها تحمل نتائج الدخول في حرب شاملة مع الصهيونية العالمية تبدأ بتحرير موارد الطاقة وتأميم النفط واستخدامه في معركة التنمية المستدامة.. فجميع الدول بعد احتلال العراق من قبل الصهيونية العالمية بقوات أمريكية بريطانية.. سقطت أمامها خيارات إدارة حرب شاملة... إيران بالذات اكتفت بالحرب المفتوحة عبر أذرعها في محور المقاومة للمناوشات مع هذه القوى الصهيونية وصولا إلى هدفها الاستراتيجي القومي بدخول النادي النووي وفرض معادلة الردع النووي المتبادل بما يؤهلها لادوار إقليمية تتناسب مع معايير الردع النووي.
كل ذلك يؤكد ان معركة المصير لها عنوان واحد ولكن مفاهيم متعددة.. إيران تجدد فيها تصدير ثورتها للمنطقة بقوة صواريخ ومسيراتها.. فكيف يكون الحال اذا امتلكت السلاح او القدرة النووية؟؟
ما سيكون موقف الصهيونية العالمية ودول المنطقة لاسيما الخليجية من اثارة ثقافة حق الشيعة في الحكم بعد استلابه من السلفية الدينية الوهابية؟؟ هل تعود المطالبة بحكم شيعي في البحرين أو المنطقة الشرقية في السعودية؟؟
مثل هذه المخاوف التي ترهب بها الصهيونية العالمية إمارات الخليج المحمية بقواعد أمريكية وبريطانية واساطيل تمخر عباب البحار والمحيطات دفاعا عن مصالح صهيونية تمثل إسرائيل عمود خيمتها.. لذلك الحرب الشاملة اولا مع الصهيونية العالمية ثم مع إسرائيل.. أما هذا التصدير لهدر دماء على طاولة مفاوضات الملف النووي الإيراني.. يطرح تساؤلات كبرى عن توظيف هذه الدماء لمصالح الدولة الإيرانية وليس الثورة والقضية ومعركة المصير في تحرير فلسطين.
يتكرر السؤال.. لمصلحة من وكيف يدخل العراق بوضعه الحالي في نظام مفاسد المحاصصة والمكونات الحرب المفتوحة بين الدولة الإيرانية والصهيونية العالمية ممثلة بالكيان الإسرائيلي؟؟
انعكاس ذلك على إدارة الدولة الإيرانية للحرب المفتوحة مع القدرات الصهيونية الحربية المتمثلة بالكيان الصهيوني مدعوما بقوات أمريكية وحلف الناتو.. لن تنقل هذه الحرب إلى مستوى حرب شاملة ولا إلى حرب على الأراضي الإيرانية.. بل تكتفي بحرب المناوشات المفتوحة.. على ساحات محور المقاومة الإسلامية ومنها الساحة العراقية.. الواقع القانوني الدولي للحرب وايضا الواقع الموضوعي.
يجعل حكومة تحالف إدارة الدولة امام خيارات محدودة جدا.. لان الاغلبية من أحزاب الإطار التنسيقي تتعامل بشكل او اخر مع مخاطر الحرب الإيرانية المفتوحة.. وتعتبر الساحة العراقية للمقاومة الإسلامية حقا لها في ممارسة الدفاع عن إيران (الثورة والقضية) من الأراضي العراقية.. باعتباره واجب عيني وليس كفائي. بمعنى فرض عين لا مناص عنه في التكليف الشرعي لولاية الفقيه الذي تتبعه أغلبية أحزاب الإطار التنسيقي.
لذلك لا يمكن لأي طرف حكومي عراقي القول انه قادرا على إدارة الحرب والسلام من خلال اعتبارات دستورية او ولاية قانونية.. لان كل ذلك يسقط امام استحقاق نظام ايران. هنا يظهر التساؤل الأكثر مرارة.. فقدان القرار الوطني لعراق واحد وطن الجميع.. كيف يترجم قانونيا في تهمة التخابر مع الأجنبي والاضرار بالمصالح الوطنية وعمل أحزاب وجماعات مسلحة عراقية لصالح دولة اجنبية؟؟؟
تساؤلات بلا إجابة في وقائع العجز المتراكم بعد الاحتلال الصهيوني للعراق ولها أكثر من جواب بمختلف الاتجاهات... ربما تكون عناوين لمقالات أخرى... ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!
اضف تعليق