من الامور المهمة والتي ان يجب يعطيها الابوين اهمية فائقة هي التحدث مع الابناء يومياً بما لايقل عن عشرين دقيقة يومياً على اقل تقدير، ومن المهم ان يكون الحديث مرنا وبدون اوامر ولا نصيحة ولا توجيه عن الدراسة او اية امر يستفز الابن ويحول الحديث الى صراع وتناحر...
من ضمن المسؤوليات الملقات على عاتق الابوين لصالح ابنائهم هي الحرص على تربيتهم تربية صحية خالية من كل اشكال الاعتلال والامراض النفسية التي تنتجها انواع التربية الاخرى والتي تتسيد في وقتنا الحالي، والاهم هو كيف يمكن صناعة انسان سوي ومتزن نفسياً ومنتجاً في كافة نواحي الحياة وجوانبها المختلفة ومنها الجوانب العلمية والعملية.
لوعيهم المتدني وجهلهم بماهية التربية يعتقد الكثير من الآباء ان التربية تتركز على تقديم الحاجات الاساسية المادية فقط المتمثلة بالاكل والشرب والملبس وغيرها من الحاجات الاخرى التي تجعل الانسان على قيد الحياة، غير انهم اغفلوا ان الابناء بحاجة تحقيق الكثير من الحاجات المعنوية ذات المردود النفسي على الانسان وهذا الذي تركز عليه التربية الحديثة بأدواتها التي تتفق مع روح العصر ومتطلباته التي فرضت نفسها.
للأسف نقول ان الثقافة النفسية في بلادنا العربية ومنها العراق تعيش حالة من الاغتراب والعزلة، اذ ينظر الى من يذهب الى الطبيب او المختص النفسي على انه امر معيب وهذا ما تمليه الثقافة البدوية التي تتحكم في المجتمع وتسيره الى حيث تشاء، فأذا كنت ترفض الذهاب الى العيادة النفسية فعليك ان تحمي ابنك من الامراض النفسية على اقل تقدير عبر عدة سلوكيات ليست معقدة على الاطلاق وممكنة التحقق في اية بيت بلا جهد عالي.
ما هي السلوكيات التي تحمي الابناء من الاعتلالات النفسية؟
لحماية ابنائنا من جميع صور الاعتلالات والمشكلات والاضطرابات النفسية يبغي على المربين القيام بما يلي:
من الامور المهمة والتي ان يجب يعطيها الابوين اهمية فائقة هي التحدث مع الابناء يومياً بما لايقل عن عشرين دقيقة يومياً على اقل تقدير، ومن المهم ان يكون الحديث مرنا وبدون اوامر ولا نصيحة ولا توجيه عن الدراسة او اية امر يستفز الابن ويحول الحديث الى صراع وتناحر وبذا يفقد الحديث خاصية التقريب نفسياً بين الابوين وابنهم.
وفي طريق التربية الحديثة يجب ان يعبر الابوين عن مشاعر الحب والود لابنائهم بصورة متكرر في اليوم الواحد، ويأخذ التعبير عن هذه المشاعر صور عدة منها لفضية وهي التعبير المباشر، ومنها جسدية مثل الربت على الكتف ولمس الشعر والاحتضان، وهذا كفيل بإيصال رسائل الى الى الابن بأن محبوب من قبل والديه وبذا استلم جرعة من الطاقة النفسية التي تزيد من صحته النفسية.
ومن السلوكيات التي تزيد من ارصدة الصحة النفسية للابناء هي مشاركة الابوين لهم ولو لمرة او مرتين في الاسبوع في سلوكياتهم وفعالياتهم، وذلك يتم عبر مشاركتهم هواية معينة او المشي معهم في حديقة عامة او اصطحابهم الى حديقة عامة او الى التسوق مع اوكال بعض المهام البسيطة التي تناسب اعمرهم وقدراتهم ليشعرون بالرضا والتقدير الذي يسدى اليهم وهو ما يجعلهم ممتناين لذلك ومثمنين له.
ومما يزيد من مستويات الصحة النفسية لدى الابناء هو مدح الابوين لهم على كل سلوك ايجابي لهم، وكذلك مدح طريقة كلامهم وشكلهم الخارجي وشعرهم وملابسهم وكل ما يتعلق بهم والتحدث عنهم امام الآخرين وكأنهم اهم انجازاتهم في هذه الحياة وهذا ما يمنحهم الفخر بأنفسهم وبالتالي الحرص على البقاء في دائرة المديح الذي يوفر الامن النفسي لهم.
ومما يقوى العلاقة بين الابوين وابنائهم ويعود بالمنفعة على الطرفين والابناء بصورة اكبر هو بناء العلاقة بينهما على اساس الاحترام والطاعة بدلاً من اساليب الاجبار والفرض التي يمارسها الابوين بتجبر من غير وعي للعائد السلبي الذي ينتج من ذلك.
فما الضرر من تستمع للابنك وتناقشه وكأنه صديقك وتنفذ له ما يمكن تنفيذه او اقناعه بالعدول ومغادرة ما ليس سليماً وهو ما يجعل الابن قريباً من ابويه نفسياً، وبهذه السلوكيات التي يمكن ان نبني ابنائنا بناء نفسياً آمن.
اضف تعليق