يعزز تغير المناخ قدرة الغلاف الجوي على الاحتفاظ بالرطوبة وحدوث الأعاصير، التي يقل عددها وتزداد شدّتها في أماكن متفرقة من العالم، وقال علماء، إن التغير المناخي يسبب تغييرات في أنماط هطول الأمطار في جميع أنحاء العالم، وهو ما قد يؤدي إلى ازدياد شدة الأعاصير والعواصف المدارية الأخرى...
يعزز تغير المناخ قدرة الغلاف الجوي على الاحتفاظ بالرطوبة وحدوث الأعاصير، التي يقل عددها وتزداد شدّتها في أماكن متفرقة من العالم، وقال علماء، في ورقة بحثية نُشرت يوم الجمعة 26 يوليو/تموز 2024، إن التغير المناخي يسبب تغييرات في أنماط هطول الأمطار في جميع أنحاء العالم، وهو ما قد يؤدي إلى ازدياد شدة الأعاصير والعواصف المدارية الأخرى.
وأفاد تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) بأن أقوى إعصار لهذا العام ضرب تايوان والفلبين ثم الصين هذا الأسبوع؛ حيث أغلقت المدارس والشركات والأسواق المالية مع ارتفاع سرعة الرياح إلى 227 كيلومترًا/ساعة، وعلى الساحل الشرقي للصين، أجلي مئات الآلاف من الأشخاص قبل وصول الإعصار إلى اليابسة يوم الخميس 25 يوليو/تموز 2024.
الظواهر الجوية المتطرفة
يقول العلماء إن العواصف الاستوائية الأقوى هي جزء من ظاهرة أوسع نطاقًا من الظواهر الجوية المتطرفة التي تسبّبها درجات الحرارة المرتفعة، ودرس باحثون بإشراف الأستاذ المشارك لدى معهد الفيزياء الجوية في أكاديمية العلوم الصينية البيانات التاريخية للأرصاد الجوية تشانغ وينشيا، ووجدوا أن نحو 75% من مساحة اليابسة في العالم شهدت ارتفاعا في "تباين هطول الأمطار" أو تقلبات أوسع بين الطقس الرطب والجاف، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
وقال الباحثون في دراسة نشرتها دورية "ساينس" إن ارتفاع درجات الحرارة عزّز قدرة الغلاف الجوي على الاحتفاظ بالرطوبة، وهو ما يتسبّب في تقلبات أوسع في هطول الأمطار، وأوضح العالم لدى مركز أبحاث تغير المناخ بجامعة نيو ساوث ويلز، ستيفن شيروود، الذي لم يشارك في الدراسة: "لقد زادت التقلبات في معظم الأماكن، بما في ذلك أستراليا؛ ما يعني أوقات أمطار أكثر غزارة وأوقات جفاف أكثر جفافًا"، وأضاف: "سيزداد هذا مع استمرار الاحتباس الحراري العالمي؛ ما يعزز فرص الجفاف أو الفيضانات".
تغير المناخ يعيد تشكيل سلوك العواصف المدارية
يعتقد العلماء أن تغير المناخ يعيد تشكيل سلوك العواصف المدارية، بما في ذلك الأعاصير؛ ما يجعلها أقل تواترًا وأكثر قوة، وقال العالم لدى مركز أبحاث تغير المناخ بجامعة نيو ساوث ويلز، ستيفن شيروود، لـ"رويترز": "أعتقد أن ارتفاع بخار الماء في الغلاف الجوي هو السبب النهائي لكل هذه الاتجاهات نحو ظواهر هيدرولوجية أكثر قسوة".
وكان إعصار غايمي، الذي ضرب اليابسة لأول مرة في تايوان يوم الأربعاء 24 يوليو/تموز الجاري، هو الأقوى الذي ضرب الجزيرة منذ 8 سنوات، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، وقالت الباحثة في جامعة ناغويا اليابانية ساشي كانادا، إنه في حين يصعب عزو أحداث الطقس الفردية إلى تغير المناخ؛ فإن النماذج تتوقّع أن الاحتباس الحراري العالمي يزيد من قوة الأعاصير، وأضافت: "بصورة عامة، فإن ارتفاع درجة حرارة سطح البحر هو حالة مواتية لحدوث الأعاصير المدارية".
انخفاض عدد الأعاصير في شمال غرب المحيط الهادئ
أكدت الصين، في تقريرها حول تغير المناخ التي نشرت هذا الشهر، أن عدد الأعاصير في شمال غرب المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي انخفض بشكل كبير منذ تسعينيات القرن الـ20، لكنها تزداد قوة، وأشارت تايوان، في تقريرها عن تغير المناخ الذي نشر في مايو/أيار الماضي، إلى أن تغير المناخ من المرجّح أن يقلل من العدد الإجمالي للأعاصير في المنطقة مع جعل كل منها أكثر شدة.
وقال الباحث في مجال الأعاصير المدارية بجامعة ريدينغ، فينغ شيانغبو، إن الانخفاض في عدد الأعاصير يرجع إلى النمط المضطرب لارتفاع درجة حرارة المحيطات؛ حيث ترتفع درجات الحرارة بصورة أسرع في غرب المحيط الهادئ مقارنة بشرقه.
وتوقّع أن ترتفع سعة بخار الماء في الغلاف الجوي السفلي بنسبة 7% مقابل كل زيادة في درجات الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة، مع ارتفاع هطول الأمطار الناجمة عن الأعاصير المدارية في الولايات المتحدة بنسبة تصل إلى 40% لكل ارتفاع بدرجة واحدة.
اضف تعليق