ليس منطقياً ان يواصل اي انسان اداء عمله وانجازاته بذات الوتيرة، فقد تراه اليوم عالي الهمة والعزيمة، ويوماً آخراً لا يقوى على حمل نفسه، هذا الصعود والهبوط بين القطبين يتأثر بعدة عوامل عوامل نفسية ذات مردودات جسمانية، وهنا يظهر ما يشحد همة الانسان للعمل بطاقة عالية وهو ما يعرف بالروح المعنوية...

ليس منطقياً ان يواصل اي انسان اداء عمله وانجازاته بذات الوتيرة، فقد تراه اليوم عالي الهمة والعزيمة، ويوماً آخراً لا يقوى على حمل نفسه، هذا الصعود والهبوط بين القطبين يتأثر بعدة عوامل عوامل نفسية ذات مردودات جسمانية، فحين تصاب النفس بالوهن حتماً سيصاب الجسد وهذه العلاقة معروفة ومفهومة، فوسط هذا التراخي يظهر ما يشحد همة الانسان للعمل بطاقة عالية وهو ما يعرف بالروح المعنوية، فما هي الروح المعنوية؟، وماهي انعكاستها على الانسان. 

يعرف علم النفس الروح المعنوية على انها الحالة النفسية الراسخة في أعماق النفس في قالب شعوري داخلي نابع من صميم الفرد يحثه على القيام بعمله على أكمل وجه وهي محصلة عدة عوامل روحية وفكرية.

ويمكننا تعريف الروح المعنوية تعريفاً اجرائياً بأنها القوة النفسية الخفية التي تؤثر في سلوك الانسان ومستوى انجازه وفي كافة الاصعدة والافاق التي يمارس فيها الانسان ادوار حياته.

تلعب الجماعة التي يعيش فيها الانسان دوراً بارزاً في رفع الروح المعنوية للانسان او خفضها، اذ ان الانسان السوي يؤثر ويتأثر بمن حوله فحين تكون الروح المعنوية في الجماعة عالية فالفرد هو ايضاً ترتفع لديه والعكس منطقي جدا، لذا نحن ندعوا في مناسبات عديدة الى ضرورة ان يحسن الانسان اختيار البيئة الاجتماعية التي يحيا فيها لاثرها على حياته.

توظيفات الروح المعنوية في الواقع

على سبيل المثال لو كان احدنا عاملاً في معمل وهو محاط بمجموعة من الزملاء العاملين الذين يعملون بأخلاص ويحاولن انجاز المطلوب منهم بسرعة ودقة فأنه سيحاول قدر الامكان ان لا يشذ عنهم فيعمل بذات الروح ليجاريهم ولا يتخلف عنهم، اما ذلك الذي يضعه القدر بين مجموعة من العمال الاتكاليين فأنه يصبح اتكالياً مثلهم فالروح التي تتحكم في المكان هي ما يؤثر بالضرورة عليه.

اما في الرياضة سيما الرياضات ذات الطابع الجماعي فللروح المعنوية اثرا كبيرا في ان يتفوق الفريق او يخفق، وهذا يعود الى الروح المعنوية التي تبث داخل الفريق الواحد، فقد تجد مدرب الفريق ولطبيعة شخصيته السلبية يبث السلبية في نفوس فريقه مما يجعلهم لا يثقون بأنفسهم وبقدراتهم وبالتالي يكونون عرضة للخسارة، اما العكس فحين يشجع المدرب فريقه بعبارات حماسية اضافة الى تشجيع اللاعبين بعضهم لبعض فأنهم يفوزون على فرق ذات مستويات متقدمة.

وعلى المستوى الدراسي فقد تعلب الروح المعنوي ذات الدور في مرافق الحياة الاخرى، اذ يؤدي الجو العام داخل الصف في تشجيع او تثبيط من في الصف الواحد، فالانسان مجبول على التنافس مع النضير وهو ما يدفعه الى الدراسة بجدية املاً في الحصول على ذات المستويات التي حصل عليها اقرانه، فلو وجد الطالب زملاء ذووي تحصيلات عالية بالضرورة انه سجتهد من اجل ان يسايرهم، اما حين يراهم متدني المستويات فأن رغبته في التفوق ستنطفئ.

وفي الحياة العسكرية تكون الروح المعنوية وسيلة لتحويل الهزيمة إلى نصر والنصر إلى هزيمة، فالجيوش تقهر حينما يأخذ اليأس طريقه إلى مقاتليها، فالفرد في ظرف معين وتحت تأثير ظروف معينة يكون شجاعاً متحمساً قوياً مفعماً بالرغبة الجامحة في مواجهة العدو والتصدي للأخطار، بينما تجده في ظرف آخر خائفاً، متردداً، فاقد القوة والنشاط لذلك فالحالة النفسية للفرد تنعكس على سلوكه إيجاباً أو سلباً.

في الخلاصة قراءنا الاكارم ذكرنا بعض الامثلة الواقعية لتأثير الروح المعنوية على الانسان بالسلب والايجاب، وكذا الحال بالنسبة لباقي تفصيلات المختلفة، وهو وودنا ان نوصله في مقالنا هذا ونرجوا اننا وفقنا في ذلك.

اضف تعليق