مُشكِلةٌ قائِمةٌ بينَ طهارةِ النُّطفةِ ونجاستِها وبينَ طهارةِ التَّربيةِ ونجاستِها وبينَ طهارةٍ في النَّفسِ والرُّوحِ والعقلِ وفي كُلِّ شيءٍ ونجاسةٍ في النَّفسِ والرُّوحِ والعقلِ وفي كُلِّ شيءٍ. وهيَ مُشكِلةٌ قائِمةٌ من قبلِ البِعثةِ واستمرَّت يومَ أَن بعثَ الله تعالى رسولهُ الكريم مُشكلةٌ فيها من الحقدِ والحسَدِ...
{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}.
على الرَّغمِ من أَنَّ الإِمام الحسَن السِّبط (ع) مشمُولٌ بكُلِّ آيات القُرآن الكريم التي نزلَت بحقِّ أَهلِ البيتِ (ع) بِدءاً من آيةِ التَّطهيرِ {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} وليسَ انتهاءً بآيةِ المُباهلةِ {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} مرُوراً بقولهِ تعالى {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا}.
وعلى الرَّغمِ من ورُودِ كمٍّ هائلٍ من أَحاديثِ رسُولِ الله (ص) بحقِّ السِّبطَينِ الحسَنِ والحُسينِ (ع) وفضلهِما كقَولهِ (ص) {الحسَنُ والحُسين سيِّدا شبابِ أَهلِ الجنَّة} و {الحسَنُ والحُسين رَيحانتَاي مِن الدُّنيا} و {الحسنُ والحُسين إِمامان قامَا أَو قعدَا}.
على الرَّغمِ ذلكَ إِلَّا أَنَّهُ (ع) تعرَّضَ لأَبشعِ وأَقذرِ أَنواع الحَرب الإِعلاميَّة والتَّشكيك والتَّسقيط والتُّهم من قِبَلِ الأَمويِّينَ، وما يزال!.
فما هيَ حقيقةُ الأَمرُ؟! وما هيَ مُشكِلةُ الأَمويِّينَ معهُ؟! هل هيَ مُشكِلةٌ شخصيَّةٌ أَم منهجيَّةٌ؟! خاصَّةٌ أَم عامَّةٌ؟!.
هي مُشكِلةٌ خاصَّةٌ معَ الحسنِ السِّبطِ (ع) وعامَّةٌ معَ أَهلِ البيتِ، وهيَ مُشكِلةٌ منهجيَّةٌ وشخصيَّةٌ في آنٍ واحدٍ، فهي مُشكِلةٌ مُستدامةٌ ومُتجذِّرةٌ بينَ شجرتَينِ واحدةٌ طيِّبةٌ بجذُورها وأَغصانِها وأَوراقِها وثِمارها {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} وأُخرى خبيثةٌ بجذُورها وأَغصانِها وأَوراقِها وثِمارها {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا}.
مُشكِلةٌ قائِمةٌ بينَ طهارةِ النُّطفةِ ونجاستِها وبينَ طهارةِ التَّربيةِ ونجاستِها وبينَ طهارةٍ في النَّفسِ والرُّوحِ والعقلِ وفي كُلِّ شيءٍ ونجاسةٍ في النَّفسِ والرُّوحِ والعقلِ وفي كُلِّ شيءٍ.
وهيَ مُشكِلةٌ قائِمةٌ من قبلِ البِعثةِ واستمرَّت يومَ أَن بعثَ الله تعالى رسولهُ الكريم بقولهِ تعالى {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.
مُشكلةٌ فيها من الحقدِ والحسَدِ والبَغضاءِ الشَّيءِ الكثيرِ بسببِ رِفعةِ أَهل البيت (ع) ووضاعَةِ الأَمويِّينَ ودناءتهِم {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا}.
وهيَ مُشكِلةٌ بكُلِّ التَّركيبةِ الإِجتماعيَّةِ، الرِّجالُ والنِّساءُ والكِبارُ والصِّغارُ!.
كتبَ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) لمُعاوية جواباً {وأَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ ومِنَّا النَّبِيُّ ومِنْكُمُ الْمُكَذِّبُ ومِنَّا أَسَدُ اللَّه ومِنْكُمْ أَسَدُ الأَحْلَافِ ومِنَّا سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ومِنْكُمْ صِبْيَةُ النَّارِ ومِنَّا خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ومِنْكُمْ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ فِي كَثِيرٍ مِمَّا لَنَا وعَلَيْكُمْ}.
ولقد جنَّ جنُون الأَمويِّينَ عندما بعثَ الله تعالى مُحمَّداً (ص) خاتَم النبيِّينَ ولم يبعث أَحداً مِنهم {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ* أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.
ولذلكَ فإِنَّ الإِختلافَ في كُلِّ شيءٍ لم يقتصِر على أَمرٍ أَو مُستوى واحدٍ ليتسنَّى للباحثِ تفكيكهِ بسهولةٍ، أَبداً، تلمِسهُ على طُولِ الخطِّ.
فيَوم أَن كانَ عليٌّ (ع) يُرافِقُ إِبن عمِّهِ مُحمَّداً (ص) في غارِ حِراءَ قبلَ البعثةِ {ولَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاه ولَا يَرَاه غَيْرِي} ويَومَ أَن نزلَ الوحيُ عليهِ {ولَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْه (ص) فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّه مَا هَذِه الرَّنَّةُ؟ فَقَالَ (هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِه) إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وتَرَى مَا أَرَى إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ ولَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ وإِنَّكَ لَعَلَى خَيْرٍ)} كان مُعاوِية برفقةِ أَبوهُ في خمَّاراتِ مكَّة، ويومَ أَن كان عليٌّ (ع) يجمعهُ بيتٌ واحدٌ مع رسولِ الله (ص) وخديجة (ع) بعدَ البِعثة {ولَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّه (ص) وخَدِيجَةَ وأَنَا ثَالِثُهُمَا} كانَ مُعاوية يُتابع خُططَ أَباهُ التي كان يضعَها مع بقيَّةِ كُفَّار قُريش للقضاءِ على الدِّينِ الجديدِ، ويومَ أَن كانَ عليٌّ (ع) ينامَ في فراشِ رسولِ الله (ص) ليفديهِ بنَفسهِ فيَحميهِ من الغدرِ والغيلةِ ويحمي الدِّين الجدِيد مِن المُؤَامرة ويفتحُ الطَّريق لهجرةٍ آمنةٍ لرسُولِ الله (ص) {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} كانَ مُعاوية وأَبوهُ وكُل الأَمويِّينَ ينتظِرون البِشارةَ، خبرُ مقتلِ النَّبيِّ (ص) في فراشهِ على يدِ العِصابةِ التي اختارتهُم قُريش ليسيعَ دمهُ بينَ القبائِلِ!.
ويومَ أَن كانَ عليٌّ (ع) يُقاتِلُ معَ رسولِ الله (ص) كتِفاً لكتِفٍ دِفاعاً عن حُرمةَ الإِسلامِ {ولَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله ، نَقْتُلُ آبَاءَنَا وأَبْنَاءَنَا وإِخْوَانَنَا وأَعْمَامَنَا مَا يَزِيدُنَا ذَلِكَ إِلَّا إِيمَاناً وتَسْلِيماً ومُضِيّاً عَلَى اللَّقَمِ وصَبْراً عَلَى مَضَضِ الأَلَمِ وجِدّاً فِي جِهَادِ الْعَدُوِّ، ولَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا والآخَرُ مِنْ عَدُوِّنَا يَتَصَاوَلَانِ تَصَاوُلَ الْفَحْلَيْنِ يَتَخَالَسَانِ أَنْفُسَهُمَا أَيُّهُمَا يَسْقِي صَاحِبَه كَأْسَ الْمَنُونِ فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا ومَرَّةً لِعَدُوِّنَا مِنَّا فَلَمَّا رَأَى اللَّه صِدْقَنَا أَنْزَلَ بِعَدُوِّنَا الْكَبْتَ وأَنْزَلَ عَلَيْنَا النَّصْرَ حَتَّى اسْتَقَرَّ الإِسْلَامُ مُلْقِياً جِرَانَه ومُتَبَوِّئاً أَوْطَانَه} و {كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرسول الله (ص) فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ} كانَ مُعاوية يُتابع خُططَ الحرُوب التي يموِّلها أَبوهُ ضدَّ المُسلمينَ وتُحشِّد لها أُمَّهُ هند آكِلة الأَكباد.
ويومَ أَن كانَ رسولُ الله (ص) يزفُّ إِبنتهُ الكَوثر كما وصفها القُرآن الكريم بقَولهِ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} سيِّدةَ نساءِ العالَمينَ (ع) عرُوساً لأَميرِ المُؤمنينَ عليِّ (ع) لتُنجِبُ لهُ السِّبطانِ الحسَنانِ (ع) كان أَبو سُفيان يشرِفُ على زواجِ إِبنهِ مُعاوِية لتُنجِبَ لهُ قاتِلاً سفَّاحاً خمَّاراً فاجِراً لاعِباً بالقُرُودِ [يزيد] {رجُلٌ فاسِقٌ شارِبُ الخَمرِ، قاتِلُ النَّفس المُحرَّمة، مُعلِن بالفُسقِ والفُجُورِ} كما يصفهُ الحُسين السِّبط (ع).
ويَومَ أَن كانَ الحسنُ السِّبطُ (ع) يلعبُ على ظهرِ جدِّهِ رسُول الله (ص) في المَسجدِ وهوَ يُصلِّي في حالةِ السُّجود كانَ مُعاوِية يلعَب على بطنِ مُومسٍ في فراشِ أَبيهِ!
فهل أَنَّ بينَ الشَّجرتَينِ أَيَّ قاسمٍ مُشتركٍ يلتقِيانِ عندهُ؟!.
فسلامٌ على أَميرِ المُؤمنينَ (ع) الذي قالَ {فَيَا لَلَّه ولِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِه النَّظَائِرِ}.
اضف تعليق