في عودة الامل، وعمليات السهم الذهبي... قرر "التحالف العربي"، ذو القيادة السعودية، القيام بتوغل بري "محدود"، لإسناد الفصائل والميليشيات التي تم تجميعها من الجيش والقبائل ومسلحين المعارضة والأحزاب (سيما اخوان اليمن)، وموالين للرئيس المنفي الى الرياض "هادي"، والتحرك نحو استعادة (عدن) والمحافظات الجنوبية، لعكس المعادلة الجامدة منذ أشهر، والتي سارت في الآونة الأخيرة لصالح حركة أنصار الله المتحالفين مع القوات العسكرية الموالية للرئيس السابق (صالح)، بعد ان امنو العاصمة صنعاء وتوجهوا صوب عدن ومارب وبقية المحافظات الجنوبية في اليمن.
الثقل الأكبر من الانزال البري المحدود، خصوصا في محافظة عدن، تحملت اعباءه الامارات، التي جاملت السعودية منذ البداية وتماهت معها في ضرب اليمن وإدخال مدرعاتها وجنودها في بلد لم تتعرض منه الى تهديد مباشر، ومع ان العلاقة التي طبعت حكام الامارات مع حكام السعودية الجدد، لم تكن لترقى الى مستوى العلاقة السابقة مع الملك "عبد الله"، الا ان المصالح تفرض شيئا اخر يختلف عن الاعجاب او المقت.
المصالح التي جعلت الامارات تتقبل أكبر خسارة في تاريخها العسكري، منذ تأسيس الاتحاد في سبعينات القرن الماضي وحتى اليوم، بعد ان قتل 45 جندي اماراتي، في يوم واحد، في اليمن جراء إطلاق صاروخا ارض-ارض، (أطلقه الحوثيون او الجيش اليمني)، على مستودع أسلحة في مأرب باليمن، تابع لقوات التحالف، الأمر الذي أدى إلى سلسلة من الانفجارات المتتابعة. بحسب الرواية الرسمية للدول المشاركة في التحالف، (طبعا من بين القتلى جنود من البحرين والسعودية أيضا).
ويبدو ان الازمة في اليمن، افرزت صراعا للمصالح داخل التحالف العربي، سيما بين الامارات والسعودية، ويمكن ان يعطي حادث مقتل عشرات الجنود الاماراتيين، مؤشرا جديدا على حجم الصراع المصلحي بين الطرفين، وبالأخص بعد ان اكدت اغلب قيادات الامارات المتحدة، ان هذه الخسارة الكبيرة لن تثني الحكومة عن الاستمرار في المساهمة في التحالف او القتال حتى النصر.
لكن لماذا اليمن؟
اقتصاديا... قد تعطي اليمن دفعة اقتصادية جديدة للإمارات، موانئ جديدة واستراتيجية، ايدي عاملة رخيصة، مشاريع عملاقة، ثروات طبيعية، هذه الدفعة يمكن ان تنال منها حصة الأسد، إذا استفادت من الفرصة، وقد تحققت لها بعد ان قادت بنجاح عمليات التوغل البري، وأصبح صوتها مسموعا داخل التحالف وعلى الأرض اليمنية.
سياسيا... الامارات لديها عقدة من (الاخوان المسلمين)، في عموم من طقة الشرق الأوسط، بخلاف السعودية التي تحالفت معهم في اليوم الاول، وضربتهم في اليوم الثاني... حزب الإصلاح، وهم اخوان اليمن، سهلوا كثيرا انتزاع السيطرة على مناطق كانت خاضعة للجيش وجماعة الحوثي... دخول الامارات كطرف في معادلة اليمن، يعني انها ستكون شريك في رسم مستقبل هذا البلد، ومقدار الدور السياسي الذي سيلعبه (الاخوان) في المستقبل، ربما تكون هذه النقطة محل خلاف اخر بين السعودية والامارات، سيما وان السعودية تعلم ان هناك من يتربص وهو يقف على باب المندب، فقطر الاخوانية ستكون لها كلمة أخرى، في حال ضهر الخلاف الاماراتي-السعودي الى العلن.
اضف تعليق