ديفيد إل فيليب/ سي أن بي سي-ترجمة أحمد عبد الأمير

 

يغض العراق الطرف عن جميع طائرات النقل الروسية التي تحلق فوق مجاله الجوي، والتي تقدم الأسلحة لسوريا على الرغم من الاعتراضات الأمريكية في هذا الشأن.

وتقوم روسيا باستخدام النزاع السوري لإثبات أهميتها على الساحة الدولية، ولتقويض محاولات الولايات المتحدة لعزل روسيا بعد استيلائها العام الماضي على أراضي في شبه جزيرة القرم.

روسيا، التي أعربت مرارا عن دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، اعترفت بنقل دبابات من طراز تي-90 ومدافع هاوتزر وناقلات جنود مدرعة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لصحفيين روس "لقد كانت هناك إمدادات عسكرية في السابق، وهي مستمرة، وسوف تستمر".

ورصدت طائرات التجسس الأمريكية بناء قاعدة جوية للعمليات المتقدمة في اللاذقية بالقرب من منزل أسلاف الأسد الواقع على الساحل السوري للبحر المتوسط. وقد بدأ بناء المطار الشهر الماضي.

ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابا أمام الحاضرين في الدورة الـ 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك في 28 أيلول 2015.

وقالت روسيا إنها هناك من أجل تقديم المساعدة في مجال مكافحة تنظيم داعش في سوريا، وقد بدأت بالفعل بغاراتها الجوية على أهداف لداعش، الأربعاء. ومع ذلك، فإن توسيع قاعدة اللاذقية يعد تطوراً خطيراً، فهذه القاعدة ستكون ليس فقط بمثابة محطة إمداد رئيسية للقوات المسلحة السورية، ونقطة إنطلاق للطائرات الحربية التي تدعم العمليات البرية السورية، إلا أنها كذلك ستمنح روسيا موطئ قدم عسكري ذات أهمية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط.

لا تستطيع روسيا أن تقدم السلاح لسوريا من دون موافقة العراق. وتستخدم طائرات النقل الروسية العملاقة من طراز كوندور ممرا جويا فوق إيران والعراق لنقل الأسلحة والأفراد. وطلب مسؤولون أمريكيون من العراق منع تحليق طائرات النقل العسكرية الروسية وذلك خلال اللقاء الذي جرى في 5 أيلول، بيد أن هذه الالتماسات قد تم تجاهلها.

وتبدو الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة أكثر ولاء لإيران في مقابل الولايات المتحدة، حيث أن قوات القدس الإيرانية تقاتل إلى جانب الميليشيات الشيعية ضد تنظيم داعش في الأنبار والمحافظات الغربية الأخرى في العراق. ويعد الدعم السياسي والأمني الإيراني حاسماً لبقاء حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

وطفى المزيد من مظاهر عدم تعاون العراق مع الولايات المتحدة على السطح خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما توصل العراق إلى تفاهم مع روسيا وإيران وسوريا لتبادل المعلومات الاستخباراتية حول تنظيم داعش، وقد أبقى المسؤولون العراقيون واشنطن في الجانب المظلم خلال إجراء المفاوضات.

ينبغي على إدارة أوباما أن تكون قادرة على التأثير في الحكومة العراقية، فقد دعمت واشنطن عرض العبادي ليصبح رئيساً للوزراء، وأن لدى وزارة الدفاع الأمريكية برنامج تجهيز وتدريب واسع النطاق لدعم القوات الأمنية العراقية، وأنفقت الولايات المتحدة بين العامين 2005 و2013، 25 مليار دولار على المساعدات الأمنية للعراق، كما أن القوات الأمريكية كانت الاساس في اسقاط صدام حسين، الأمر الذي خلق الظروف المناسبة لصعود الشيعة في العراق.

يجب على المسؤولين الأمريكيين توضيح التكلفة العالية للعراق إذا ما أخفق في غلق مجاله الجوي وفرض حظر على تحليق الطائرات الروسية. ولأكثر من تعابير القلق التي تستدعيها الدبلوماسية القسرية، ينبغي أن يتوقف دعم واشنطن المستمر للعراق على التعاون الذي تبديه بغداد كحليف لها، فإذا ما استمرت بغداد في عدم التعاون، يتعيّن على الولايات المتحدة أن تقوم بتسليح الكرد بصورة مباشرة لقتال أكثر فاعلية ضد تنظيم داعش، وإعادة النظر في معارضتها للاستفتاء على استقلال كردستان العراق.

* هذا التعليق لديفيد إل فيليبس، وهو مدير برنامج بناء السلام وحقوق الإنسان في معهد دراسات حقوق الانسان التابع لجامعة كولومبيا. وتولى منصب مستشار أقدم وخبير في الشؤون الخارجية لدى وزارة الخارجية الأمريكية. وحمل كتابه الجديد عنوان "الربيع الكردي: خارطة جديدة للشرق الأوسط".

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق