q

دافوس (سويسرا) (ا ف ب) - قال سليل الشطي الامين العام لمنظمة العفو الدولية لفرانس برس اثر وفاة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز ان "النظام السعودي لا يبالي بحقوق الانسان" وان المنظمة تعرب عن القلق لمصير المدون رائف بدوي الذي حكم عليه بالف جلدة.

وقال الشطي على هامش منتدى دافوس الاقتصادي "لا اريد التكهن حول ما سيجري سياسيا، لكن من وجهة نظر منظمة العفو الدولية، المشكلة هي غياب حقوق الانسان تماما في ذلك البلد، هذا ما يقلقنا".

واضاف في حين يجتمع كبار قادة العالم واصحاب الصناعة هذا الاسبوع في هذا المنتجع السويسري الصغير، ان "وضع رائف بدوي من احدى الحالات الاكثر مأساوية، لم يتغير شيء وشرعا محكوم عليه بالجلد كل يوم جمعة، والمبرر الوحيد الذي دفع بهم الى التوقف عن ذلك هي انتظار تحسن حالته الصحية كي يتمكنوا من النيل منه مجددا".

واضاف "انها اشنع عقوبة وهي قروسطية، وكذلك قامت السعودية بعمليات اعدام بقطع الرأس علنا، اننا ننتقد (تنظيم) الدولة الاسلامية لكن هذه حكومة نفذت اكثر من ستين عملية قطع رأس امام الملأ خلال الاشهر الاخيرة".

وأرجأت السلطات السعودية جلد رائف بدوي (31 سنة) الذي اعتقل في 17 حزيران/يونيو 2012 وحكم عليه في ايار/مايو 2014 بالسجن عشر سنوات والف جلدة موزعة على 20 اسبوعا بتهمة "اهانة الاسلام"، الذي كان مقررا الجمعة وقالت زوجته ان التاجيل جاء بسبب ان جروحه السابقة لم تندمل بعد.

وقال الشطي "وكأن النظام السعودي لا يبالي بحقوق الانسان والكرامة البشرية ومع الاسف يتمتعون (آل سعود) بحماية عدة بلدان غربية، لان لديهم النفط ولانه ينظر اليهم على انهم حلفاء في مكافحة الارهاب" لكن "في الواقع عندما تنتهك حقوق الانسان كما تفعل السعودية، تتم تغذية الارهاب وليس مكافحته".

واعرب الشطي عن "القلق" من الاجراءات المتخذة في فرنسا اثر الاعتداءات الاسلامية والمعادية للسامية التي اوقعت 17 قتيلا في السابع والتاسع من كانون الثاني/يناير.

وقال "واضح انه لا يمكن تبرير تلك الاعتداءات مهما كانت الظروف" لكن "القلق الان ناجم عن رد الحكومة الفرنسية والغربيين".

واضاف "لا يمكننا ان ننسى ما وقع بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، كان الباتريوت آكت وغوانتانامو والتعذيب (...) والمعلومات الآتية من فرنسا تثير القلق".

وبعد تلك الاعتداءات صدرت في فرنسا عدة ادانات وعشرات الملاحقات بتهمة الاشادة بالارهاب لا سيما على الانترنت.

واوضح ان "الاجراءات الجديدة المناهضة للارهاب التي يضعونها تذهب بعيدا جدا حسب رأينا، انها لا تتطابق مع المعايير الدولية، انهم قد اعتقلوا سبعين شخصا بتهم غامضة جدا".

كذلك انتقد الشطي بشدة "اشكال العنف الشديد" المرتكبة من قبل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق "التي لا يمكن باي شكل من الاشكال تفهمها او تبريرها".

لكنه شدد على انه يجب ايضا التساؤل حول الاسباب وقال ان في هذين البلدين "انتهكت الدولة حقوق الانسان طيلة عقود وفي ما يخص سوريا، ظل الغربيون يتفرجون دون ان يفعلوا شيئا في الاول عندما كانت التظاهرات سلمية".

وكذلك بالنسبة لحركة بوكو حرام الاسلامية المسلحة المسؤولة عن مجازر في شمال نيجيريا.

وقال ان "العنف والارهاب لا يمكن تبريرهما لكننا نعلم انه تم تهميش شمال وشرق البلاد تاريخيا، لا يستطيعون قول كلمتهم على الصعيد السياسي وليس لديهم خيارات اقتصادية والشباب مهمش، لكن السبب الاساسي هو ما فعله العسكريون النيجيريون الذين قتلوا الاف المدنيين منذ سنة".

اضف تعليق