سعت السلطات التركية في الفترة الاخيرة الى تكثيف حملتها العسكرية ضد الاكراد وحزب العمال الكردستاني في ازمة جديدة، قد تمهد لحرب طويلة وصراعات خطيرة في منطقة تشهد العديد من الاضطرابات والحروب، والأزمة الجديدة تجددت بعد عامين من اتفاقية وقف إطلاق النار لنزاع طويل ادى الى مقتل اكثر من 45 الف شخص منذ 1984، وذلك بعد التفجير الانتحاري بمدينة "سوروك" التركية المتاخمة للحدود مع سوريا والذي أودى بحياة أكثر من 30 ناشط يتبع القضية الكردية، حيث اكد البعض وجود تعاون بين السلطات التركية وتنظيم داعش لتسهيل تنفيذ هذا الهجوم، من اجل تحقيق مكاسب السياسية فقدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي استطاع ايضا ان يغير مسار الحرب ضد تنظيم داعش لضرب الاكراد العدو الاول الرئيس التركي، وهو ما اكده في الكثير من المناسبات حيث قال ان القوات التركية ستواصل، سواء جرى حوار ام لا، حملتها على المتمردين، وكرر ان العمليات العسكرية على حزب العمال الكردستاني ستتواصل طالما لم يلق الارهابيون السلاح، وتابع ان التراجع ليس واردا، وهو ما عده بعض الخبراء استهداف واضح وصريح، قد يسهم اتساع رقعة الحرب التي قد تمتد الى مدن كثيرة، خصوصا بعد ان سعى حزب العمال الى اعتماد خطط وتكتيكات جديدة الامر الذي قد يدخل البلاد في حرب أهلية قريبة اذا استمرت حالة الاحتقان بالشكل الحالي.
ابادة الاكراد
في هذا الشأن قال الرئيس رجب طيب إردوغان إن المسلحين الأكراد "سيُبادون" حيث قامت حكومة أنقرة بحملة قمع من خلال عدة عمليات في مدن حدودية مثل الجزيرة وسيلوبي وفرضت فيهما حظر تجول، وقال إردوغان إن العمليات ستتواصل إلى أن يتم "تطهير" المنطقة من المسلحين وتدمير متاريسهم وخنادقهم، وقال إردوغان أمام حشد في مدينة قونية "ستُبادون في تلك المنازل وفي تلك المباني وفي تلك الخنادق التي حفرتموها، ستواصل قوات الأمن هذه المعركة إلى أن يتم تطهير المنطقة بالكامل ويتم إيجاد مناخ آمن".
كما قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا ستستمر في قتال المسلحين الأكراد حتى "تصفية" آخر مسلح مضيفا أن الوقت الحالي ليس وقت نقاش. وأضاف أن العمليات ضد حزب العمال الكردستاني ستستمر حتى يدفن متشددو الحزب سلاحهم. وقتل المئات منذ أن انهار في يوليو تموز وقف لإطلاق النار جرى التوصل إليه مع حزب العمال الكردستاني مما أثار بعضا من أسوأ الاشتباكات منذ أعوام، وقال فرحات إنجو النائب عن حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد إن حظر التجول "تحول إلى عملية لتدمير المدن" مما يجبر الناس على الفرار، وأضاف "ما تقوم به قوات الأمن من هجمات وقصف عشوائي يرقى إلى مستوى شن هجوم شامل على الشعب الكردي من جانب حكومة تريد حصار الأحياء." وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن أنقرة تهدف لمنع حزب العمال الكردستاني من "توسيع نطاق القتال" من سوريا والعراق إلى تركيا من خلال بسط السيطرة على المدن مثلما فعل الجيش في مناطق جبلية حيث كان المقاتلون ينشطون من قبل. بحسب رويترز.
وقالت فيجن يوكسيكداج الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي إن مئتي ألف شخص شردوا خلال الشهور الماضية نتيجة للصراع في جنوب شرق تركيا واتهمت الدولة بشن حرب ضد الأكراد. ونقلت صحيفة ميليت عن داود أوغلو قوله إن العمليات هدفها إجهاض محاولات لإشعال حرب أهلية متهما حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد بالغطرسة بعد حصوله على 13 بالمئة من الأصوات في انتخابات يونيو حزيران الماضي. وقال رئيس الوزراء "لو تأخرنا قليلا (في شن العمليات) فإن نواياهم كانت إشعال حرب أهلية أوسع نطاقا" متهما قادة حزب الشعوب "باللعب بالنار".
أكراد تركيا والسلام
الى جانب ذلك فمثل كثير من الأكراد في جنوب شرق تركيا، كانت شيوجي جيزيجي (22 عاما) تعتقد أن الرئيس طيب إردوغان سيخفف حملته العنيفة ضد المسلحين الأكراد بعد أن استعاد حزبه الأغلبية في انتخابات جرت في نوفمبر تشرين الثاني. وبعد ثلاثة أيام من الانتخابات قتل زوجها- الذي كان قد عاد لتوه من رعي الغنم على مدى سبعة أشهر- بالرصاص في الشارع بعدما حوصر وسط تبادل لإطلاق النار عندما غامر بالخروج من المنزل طلبا للمساعدة لأطفالهما أثناء حظر للتجول. وأصيبت عمته إصابة قاتلة بعد دقائق بعدما هرعت إليه.
وقالت جيزيجي وهي تضع طفلتها التي تبلغ من العمر عامين في مهدها أسفل صورة زوجها "كنت دوما أدعو من أجل السلام.. كنت أدعو الله أن يساعد الأتراك والأكراد"، واضافت "بعد ما حدث.. لم يعد لدي أي أمل. فليفعل الله ما يشاء. لقد تخلى عنا الجميع." وقبل انتخابات الأول من نوفمبر تشرين الثاني كانت وجهة النظر السائدة بين الأكراد أن إردوغان قد دبر صراعا جديدا مع حزب العمال الكردستاني لكسب أصوات القوميين الأتراك ومساعدة حزب العدالة والتنمية الذي أسسه للعودة للحكم بمفرده بعدما خسر الأغلبية المطلقة في انتخابات سابقة في يونيو حزيران. ويرفض إردوغان الاتهام بتدبير مثل تلك المؤامرة.
لكن بعد الانتخابات الثانية التي منحت حزب العدالة والتنمية أغلبية مطلقة أكبر مما كان متوقعا لا تزال مساحات كبيرة من جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية يخضع لحظر التجول. والمعارك التي كانت تدور في السابق في الريف تدور حاليا في مناطق حضرية كثيفة السكان. وبدلا من تخفيف إردوغان لحملته الأمنية فقد توعد بأن قوات الأمن سوف "تبيد" المسلحين في "بيوتهم"، وتحرس مدرعات الشرطة اليوم مداخل حي تيكيل الذي تسكنه الطبقة العاملة في بلدة سلوان وتنتمي إليه جيزيجي. وتملأ الثقوب الناجمة عن الرصاص واجهات المباني السكنية في حين يجللها السواد من الداخل بسبب الحرائق. وتقول عبارة على جدار يكاد يغطيها طلاء أبيض "أنياب الذئب ذاقت طعم الدم. احترسوا." ويقول سكان إن التهديد كتبته الشرطة.
وتقول مؤسسة حقوق الإنسان إن أكثر من 130 مدنيا قتلوا في جنوب شرق تركيا منذ أن تخلى حزب العمال الكردستاني في يوليو تموز عن وقف لإطلاق النار دام عامين. ولم تعلن الحكومة عن عدد للوفيات بين المدنيين لكنها تقول إنه تم "تحييد" 3000 متمرد في تركيا وفي معسكرات للمتمردين في شمال العراق. وقال راجي بيليجي مدير مؤسسة حقوق الإنسان في ديار بكر أكبر مدن جنوب شرق تركيا إن الحكومة اعتبرت السلطة التي اكتسبتها من النصر الانتخابي تفويضا لتشديد الحملة الأمنية بدلا من أن تستغل ذلك لاستئناف عملية السلام. وأضاف "الناخبون قالوا: ‘قاتلوا‘. أظهرت الانتخابات أن الحكومة تتمتع بتأييد لحملتها.. ولذلك فلماذا تتوانى؟ لكن مع امتداد العنف إلى المدن فإننا نخشى أن نتخطى عتبة الحرب الأهلية".
وأثناء حديثه أمكن سماع دوي لإطلاق النار من حي صور بالمدينة الذي يخضع لحظر تجول. ومن المستحيل دخول صور بسبب إغلاقه غير أن المنظر من عند حاجز للشرطة على أطراف الحي يظهر نفايات متراكمة في الشارع ومتاجر مغلقة. وكان أفراد الشرطة المقنعين يحملون البنادق ويجوبون المنطقة مرورا بالقلعة الرومانية الضخمة في ديار بكر التي تعود للقرن الرابع والمدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) والتي لحقت بها أضرار بالغة حاليا.
وعقد الصراع في تركيا الحملة الدولية ضد تنظيم داعش في سوريا. ويرتبط أكراد تركيا البالغ عددهم 15 مليون نسمة بشدة بأبناء عمومتهم الأكراد في سوريا والذين أثبتوا أنهم أقوى الحلفاء على الأرض للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مواجهة التنظيم المتشدد. وتركيا عضو في التحالف لكنها مناهضة للأكراد السوريين حيث تعتقد أنهم يثيرون النزعة الانفصالية داخل أراضيها.
وقوض العنف محادثات السلام التي روج لها حزب العدالة والتنمية يوما على أنها أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء واحد من أطول عمليات التمرد في أوروبا. وتعهد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بملاحقة حزب العمال الكردستاني إلى أن يتم "تطهير" المنطقة. وتطمح تركيا للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
وقالت كاتي بيري مقررة الشأن التركي في البرلمان الأوروبي "تحدث انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على الجانبين." ووصفت نصب حزب العمال الكردستاني لحواجز الطرق بأنه "غير مقبول" كما وصفت الرد عليه بأنه "مفرط". وتابعت تقول "يبدو كعقاب جماعي. يكمن الخطر في أنه سيدفع المزيد من الناس إلى تبني آراء متطرفة"، وتقول بيانات رسمية إن نحو 1.3 مليون شخص في 17 بلدة ومدينة تأثروا بفرض حظر التجول 52 مرة حتى الآن.
ويقول حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد إن ما يصل إلى 200 ألف شخص شردوا بسبب القتال. وقال كريم كانبولاتين رئيس بلدية سلوان إن 11 ألفا فروا من المدينة. وتولى كانبولاتين منصبه في أغسطس آب عندما انضم سلفه إلى نحو 20 رئيس بلدية سجنوا بتهمة "تقويض وحدة الدولة" بعدما أيدوا دعوات للحكم الذاتي للأكراد. وقضى رئيس البلدية الجديد نفسه عشر سنوات في السجن بدءا من عام 1992 في سن 16 عاما بتهم تتصل بالإرهاب خلال مرحلة سابقة من التمرد. وقال "علمني السجن أن الحل للمسألة الكردية يجب أن يكون سياسيا. هذه الحرب لن تنتهي إلا بالسلام".
وتقول السلطات المحلية في سلوان إن 15 مدنيا تتراوح أعمارهم بين تسعة و75 عاما لقوا حتفهم في أثناء حظر التجول الذي فرض ست مرات منذ أغسطس اب في البلدة البالغ عدد سكانها 85 ألفا. وبدأ أحدث حظر للتجول في اليوم التالي للانتخابات. وكان إنجين (24 عاما) زوج جيزيجي قد عاد لتوه من رعي الغنم في مراع تبعد 100 كيلومتر إلى الشمال. وقضى الزوجان ليلة يحميان فيها أطفالهما الثلاثة في المطبخ مع احتدام معركة في الخارج. بحسب رويترز.
وفي الصباح أبلغ إنجين زوجته جيزيجي أنه سيذهب لطلب المساعدة. وبعد دقائق سقط قتيلا وأصيبت عمته عصمت (63 عاما) أيضا. وكان من المستحيل الوصول إلى مستشفى في ظل إغلاق الطرق. وقالت الأرملة "رأى الأطفال كل شيء"، وأضافت قولها "يستيقظون من نومهم ليلا ويصرخون.. يقولون: ‘إنهم قادمون من الجدران".
جيل جديد
في السياق ذاته احتل مقاتلون في مقتبل العمر يعيشون في المدن كثيرون منهم في سن المراهقة الصدارة في الصراع الذي تفجر بين المسلحين الأكراد وقوات الأمن التركية في جنوب شرق تركيا منذ انهار في يوليو تموز الماضي وقف لاطلاق النار بدأ سريانه قبل عامين. وتعيد شدة العنف للأذهان عند البعض ما حدث في التسعينات عندما بلغت حركة التمرد التي شنها حزب العمال الكردستاني ذروتها وسقط فيها آلاف القتلى سنويا وذلك رغم أن أعداد القتلى حتى الآن أقل من تلك المستويات.
فمقاتلو جناح الشباب من حزب العمال الكردستاني المعروف باسم حركة الشباب الوطنية الثورية يهاجمون قوات الأمن في المدن بأسلحة ثقيلة ويحفرون الخنادق ويقيمون المتاريس في الشوارع الجانبية. وترد الشرطة بفرض حظر التجول وشن عمليات أمنية للايقاع بالمقاتلين وكان من أكثرها إثارة للجدل عملية في بلدة الجزيرة قرب حدود تركيا مع العراق وسوريا سقط فيها ما لا يقل عن 20 قتيلا.
ويقول مسؤولون حكوميون إن أكثر من 150 شرطيا وجنديا تركيا لقوا مصرعهم في أحداث العنف منذ يوليو تموز سقط كثير منهم في مدن فيما يمثل تحولا عن تركيز حزب العمال الكردستاني تقليديا على المناطق الريفية. وقال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو لقناة الخبر التلفزيونية "نحن نواجه محاولة لنقل حرب الجماعات المسلحة في المناطق الريفية إلى المدن"، وفي داخل تركيا يقول مقاتلو جناح الشباب في حزب العمال إنهم يحظون بدعم قوي من السكان المحليين في منطقة نكبت منذ فترة طويلة بالعنف والفقر. وهؤلاء المقاتلون لم يتلقوا تدريبا يذكر لكنهم عازمون على التصدي لما يرون أنه قمع الدولة التركية. وقالت فتاة تدعى نودا عمرها 19 عاما هجرت التعليم بعد المدرسة الثانوية من أجل التفرغ للقتال "توجد كتلة كبيرة من الناس يشعرون بتعاطف كبير معنا ويقدمون لنا الدعم. وهم ليسوا مسلحين لكنهم يساعدوننا"، ويقول مسؤولون في الحكومة التركية إن تجدد العنف في الجنوب الشرقي قد أثر سلبا على الدعم المحلي للمقاتلين إذ أن الناس يقدرون الهدوء الذي ساد عامين كانت الحكومة تجري خلالهما محادثات سلام مع حزب العمال الكردستاني. ولم يتم تأسيس جناح الشباب بالحزب سوى عام 2006 وقد ولد كثير من أعضائه خلال فترة التسعينات. وليس من الواضح طبيعة العلاقة التي تربطه بقيادة حزب العمال الكردستاني لكن لا مجال للشك في التزامه بقضية الانفصال.
وقال أحد مقاتلي جناح الشباب يدعى ماوا وهو يتحدث على عجل بينما كان زملاؤه يقفون للحراسة تحسبا لمرور أي دوريات أمنية "تأتي الشرطة والجنود إلى حيك لاعتقالك أو تخويفك. نحن نهدف إلى منعهم من ذلك بحفر خنادق وإقامة متاريس." وأضاف وهو يخفي وجهه بوشاح "عندنا وحدات في كل شارع وكل حي في أنحاء كردستان." وقال إنه ترك الجامعة بعد عام دراسي واحد للانضمام إلى جناح الشباب ويقول مازحا إنه من أكبر أعضاء الجناح سنا إذ يبلغ 26 عاما، ويقول أعضاء جناح الشباب إن الحركة نمت بسرعة لكنهم يرفضون ذكر عدد أعضائها. ووصف ماوا وأعضاء آخرون الحركة بأنها شبه مستقلة عن قيادة حزب العمال الكردستاني رغم أن أنقرة ترفض ذلك. وقال مقاتل آخر يدعي سوركسين عمره 23 عاما في ديار بكر "نحن نتصرف بما يتفق مع قواعد القيادة (الخاصة بحزب العمال الكردستاني) ومنظورها ضد السياسات المدمرة التي تتبعها الدولة." بحسب رويترز.
لكن مسؤولا بوزارة الخارجية التركية أصر على أن جناح الشباب يتلقى أوامره مباشرة من كبار قادة حزب العمال الكردستاني. وقال مقاتل من حزب العمال الكردستاني يرابط في قاعدة قرب مدينة كركوك العراقية إن الواقع أكثر غموضا. وأضاف متحدثا في حجرة كانت مدافع رشاشة مسنودة على جدارها أن جناح الشباب "لا تربطه صلة مباشرة بالقيادات لأن ذلك سيكشف عن القيادات." وأضاف المقاتل الذي ذكر أن اسمه كاني كوباني "القيادة تعطي توجيهات عامة عن طريق التلفزيون. وكل الرفاق يشاهدون التلفزيون. ونحن نعرف كيف نفسر الرسالة." وقالت وكالة الأناضول التركية للانباء نقلا عن مسؤولين أمنيين إن حزب العمال الكردستاني خطف أكثر من 2000 شخص دون سن الثامنة عشرة في العامين الأخيرين لاستخدامهم في هجماته.
انتقاد الحكومة
على صعيد متصل انتقد جندي تركي اثناء مشاركته في جنازة شقيقه الذي قتل في هجوم شنه مسلحو حزب العمال الكردستاني، الحملة التي تشنها الحكومة "ضد الارهاب". وقتل علي الكان، النقيب في الجيش التركي، في محافظة سيرناك جنوب شرق البلاد، في هجوم القيت مسؤوليته على متمردي حزب العمال الكردستاني.
وجرت جنازته في منطقة العثمانية التي يتحدر منها جنوب تركيا وسط توتر، حيث اطلق الالاف شعارات ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ينتمي اليه الرئيس رجب طيب اردوغان. وفي مشهد استثنائي، احتضن شقيق القتيل محمد وهو عقيد في الجيش، مرتديا بزته العسكرية الكاملة، الكفن واطلق انتقادات ضد الحكومة. وقال باكيا "من الذي قتله؟ وما هو سبب ذلك"، بحسب صور بثتها وكالة جيهان للانباء. ورمى بقبعته العسكرية وصاح "انهم من كانوا يقولون انه سيكون هناك حل وهم من يتحدثون الان عن الحرب فقط".
وكان اردوغان بدأ "عملية الحل" لابرام سلام مع المتمردين الاكراد، الا انه يتعهد الان مواصلة الهجوم حتى القضاء على اخر مسلح. وبينما كان الجثمان مسجى، انتقد محمد الكان الحكومة بسبب تصريحات لوزير الطاقة تانر يلديز قال فيها انه يود كذلك نيل الشهادة. وقال "من السهل ان تجلس في قصر يحيط بك 30 حارسا شخصيا والخروج في سيارة مصفحة والقول اريد ان اصبح شهيدا". واضاف "اخرج من قصرك واذهب الى هناك". بحسب فرانس برس.
وتشكل هذه الصور التي انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، احراجا كبيرا للحكومة التي تعتبر ان قتلى الجيش في العملية الدائرة "شهداء". ولم تتطرق وسائل الاعلام الرسمية الى هذا الحادث واكتفت بالقول انه تم دفن علي الكان. وعادة ما تجري جنازات الجنود الذين يقتلون في هجمات حزب العمال الكردستاني في اطار اجراءات محددة ويشارك فيها كبار المسؤولين. وغالبا ما يتم بثها مباشرة على قنوات التلفزيون.
اضف تعليق