ندد البيت الابيض بشدة الاثنين بالموقف "المنحاز" لأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين وجهوا رسالة مفتوحة الى طهران يحذرون فيها ان اي اتفاق حول البرنامج النووي لن يصبح دائما الا بعد موافقة الكونغرس.

وقال جوش ايرنست المتحدث باسم الرئاسة الاميركية ان هذه الرسالة تشكل "استمرارا لجهد منحاز يهدف الى اضعاف قدرة الرئيس (باراك اوباما) على قيادة السياسة الخارجية" للولايات المتحدة. بحسب فرانس برس.

واضاف المتحدث "هذا يعني ان الجمهوريين (...) يقولون بوضوح ان هدفهم هو تقويض المفاوضات. هذا الامر يطرح تساؤلات فعلية عن هدف اولئك الذين وقعوا هذه الرسالة"، مبديا اسفه "لمحاولة بعض الجمهوريين اقامة تواصل مباشر مع انصار خط متشدد في ايران".

واذ ذكر بان المفاوضات القائمة ليست "فقط بين الولايات المتحدة وايران" بل بين ايران ومجموعة دول خمسة زائد واحد التي تضم الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا، دعا ايرنست الجمهوريين الذين يشكلون غالبية في الكونغرس منذ كانون الثاني/يناير الى التقدم باقتراحات حقيقية بدل محاولة اضعاف موقف الرئيس.

هذا وكان أعضاء جمهوريون بمجلس الشيوخ الأمريكي قد حذروا زعماء إيران يوم الاثنين من أن أي اتفاق نووي مع الرئيس باراك أوباما قد يستمر فقط ما دام اوباما في المنصب في تدخل حزبي غير معتاد في السياسة الخارجية من شأنه أن يقوض محادثات دولية حساسة مع طهران.

وقع الخطاب المفتوح 47 من أعضاء مجلس الشيوخ كلهم من الجمهوريين ما عدا سبعة وليس بينهم أي من اعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له اوباما والذين وصفوا الخطاب بأنه "تصرف بهلواني". ووصفه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بأنه "حيلة دعائية" من جماعات ضغط قال إنها تخشى من الاتفاق الدبلوماسي. بحسب رويترز.

وقال اعضاء مجلس الشيوخ في الرسالة إن الكونجرس يلعب دورا في التصديق على الاتفاقات الدولية. وأشاروا الى أن أوباما سيترك المنصب في يناير كانون الثاني 2017 وقالوا إن أي اتفاق لا يقره الكونجرس سيكون مجرد "اتفاق تنفيذي" يمكن أن يبطله الكونجرس.

وقال دبلوماسي غربي إن هذه الخطوة "لا سابق لها.. هذه قضية أمريكية مئة بالمئة.. ولكن من الواضح أنها قد تصير مشكلة حقيقية."

وانتقد ظريف الجمهوريين قائلا في بيان "اود تنوير المؤلفين (للخطاب) بأنه اذا ابطلت الادارة القادمة أي اتفاق ’بجرة قلم’... فسترتكب ببساطة انتهاكا فاضحا للقانون الدولي."

ويبدو أن الخطاب يشدد على الخطوط الحزبية في مجلس الشيوخ الذي سيحتاج الجمهوريون فيه الى دعم الديمقراطيين لتمرير تشريع يعد حاليا لتشديد العقوبات على ايران او فرض ضرورة موافقة الكونجرس على اي اتفاق.

وقال ريتشارد ديربن ثاني أكبر ديمقراطي في مجلس الشيوخ "هذا جهد مريب من الاعضاء الجمهوريين لتقويض مفاوضات دولية حساسة. إنه يوهن يد أمريكا ويسلط الضوء على انقساماتنا السياسية امام باقي العالم."

وتمثل الرسالة التي كانت بلومبرج أول من كشف عنها احدث جهد جمهوري للتأثير على محادثات ايران. ويشعر كثير من الجمهوريين بالقلق من أن يكون اوباما تواقا الى صفقة لدرجة تجعله يوقع اتفاقا يسمح لإيران بأن تنتج بسهولة سلاحا نوويا.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للكونجرس الأسبوع الماضي إن اوباما يتفاوض على "اتفاق سيء" مع طهران بعدما دعاه الجمهوريون للتحدث عن ايران بدون التشاور مع البيت الابيض او الديمقراطيين.

وتحاول القوى العالمية وايران التوصل لاتفاق اطار هذا الشهر ولاتفاق نهائي بحلول اواخر يونيو حزيران لكبح البرنامج النووي لطهران مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. وتنفي ايران ان برنامجها النووي المدني ستار لتطوير اسلحة ذرية.

ويتزعم الموقعين على الرسالة توم كوتون عضو مجلس الشيوخ لأول مرة والذي دعا الى "تغيير النظام" في ايران وليس المفاوضات. ويضم الموقعون كل الزعماء الجمهوريين في المجلس والمنافسين الرئاسيين المحتملين في انتخابات 2016 تيد كروز وماركو روبيو وراند بول.

وقالت متحدثة باسم كوتون إن مكتبه دعا العديد من الديمقراطيين للتوقيع لكن لم يستجب أي منهم.

ولم يوقع الجمهوري بوب كروكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. وقال مساعد إن كروكر يركز على الحصول على اغلبية بدعم من جمهوريين وديمقراطيين تمنع استخدام حق الفيتو ضد تشريعه الذي سيطلب موافقة الكونجرس على اي اتفاق مع ايران.

 

اضف تعليق