تغيرت الاهتمامات والتوجهات التي تجذب الأعداد الكبيرة من رواد شبكات التواصل الاجتماعي مؤخراً بشكل ملحوظ فعند الاطلاع على نوع وطبيعة المنشورات التي يتداولها المتصفحين \\\"بشراهة\\\" داخل المواقع وعلى قوائم الكلمات الأكثر بحثاً على شبكة الانترنت (الترند) خلال العام الماضي 2018 ستفاجأ ويراودك سؤال لماذا...
تغيرت الاهتمامات والتوجهات التي تجذب الأعداد الكبيرة من رواد شبكات التواصل الاجتماعي مؤخراً بشكل ملحوظ فعند الاطلاع على نوع وطبيعة المنشورات التي يتداولها المتصفحين "بشراهة" داخل المواقع وعلى قوائم الكلمات الأكثر بحثاً على شبكة الانترنت (الترند) خلال العام الماضي 2018 ستفاجأ ويراودك سؤال لماذا يتم نشر وبحث عن هذه المواد التافهة والبديهية أحيانا وكم نسبة الباحثين عن هذه المفردات في المجتمع.
ولو ان الشبكة العنكبوتية وكمية المعلومات التي تحتويها كانت موجودة في زمن العلماء والفلاسفة والمفكرين والباحثين السابقين كيف سيتعاملون معها وكم ستوفر لهم من الوقت وهل سيبحثون في محرك البحث عن فستان الممثلة المصرية "رانيا يوسف" و"رقصة كيكي" كما فعلنا وهل سيكونون من ضمن الــ 38 مليون معجب بالبيضة الشهيرة التي أصبحت صاحبة الرقم الأكبر بعدد حالات الإعجاب على موقع التواصل الاجتماعي.
الكل يعلم ان محركات البحث سلاح ذو حدين وليس كل المتصفحين على النت علماء وفلاسفة ومفكرين او أنبياء ولكن هنالك خلل في كمية ونوع الطرح الموجود على هذه الشبكات، فماذا تنتظر من شاب او مراهق بقمة عنفوانه وهو يرى كل شيء مباح ومجاناً وبنقرة زر واحدة يشاهد ممارسة "جنسية كاملة" او حفلة على شاطئ تعج بالفتيات العاريات او احدث صورة لــ"كيم كاردشيان" على الانستكرام و الفيس بوك هل تريد من هذا الشاب ان يبحث عن كتب ثقافية وعلمية بصيغة (BDF) ام يرى برنامج العلم للجميع على اليوتيوب!.
وقد أصبحت شبكات التواصل ھي المحرك الأعظم لسلوكیات الكثیر منا بل وتصنع نشاطه الیومي والعامل الأكثر تأثیرا فیه، الأمر الذي وصل إلى حد الإدمان حیث أصبح مصطلح الإدمان شائع ومرتبط مع استخدام شبكات التواصل الاجتماعي واعتماد الشخص علیھا، وهنالك دراسة نشرت مؤخراً أفادت أن الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي بات أقوى من الإدمان على الكحول والمخدرات وكتب أحدهم على حسابه في فيس بوك " الإقلاع عن فيسبوك أصعب من الإقلاع عن التدخين".
وفي حديث لاحدى وسائل الاعلام "أجاب الأستاذ عبد الرحمن القراش، عضو الجمعية الدولية لتكنولوجيا التعليم ISTE والمهتم بالشأن الاجتماعي عن الأسباب التي تدفع الشباب إلى استخدام برامج التواصل بهذا الشكل المخل؟ وما هي الآثار المجتمعية المترتبة على ذلك؟ والحلول.
بداية أوضح القراش أننا دائماً نعيب التقنية والعيب فينا، وما للتقنية عيب سوانا، فالتقنية سلاح ذو حدين وللأسف أساء الشباب استخدامها بشكل أدى إلى آثار اجتماعية مدمرة الهدف منها البروز وحب الإشادة والبحث عن عدد المتابعين حتى ولو كان على حساب السمعة، كذلك عامل الفراغ الذي يسيطر على حياتهم فتكون هذه البرامج إحدى وسائل التسلية وتضييع الوقت، ومنهم من يبحث عن المناظر الإباحية والمخلة للآداب التي تظهر بمجرد دخول هذه البرامج.
أما عن آثار سوء الاستخدام فهي:
ـ كل فرد اكتفى بما لديه من عالم افتراضي.
ـ تقاطع الإخوان والجيران والأصدقاء.
ـ كثرت قضايا الابتزاز والعقوق والجرائم المعلوماتية.
ـ بروز أخلاقيات ومعتقدات تافهة فانحدر الذوق العام وسقطت القيم باسم الشهرة.
ـ زيادة معدل الغيبة والشائعات بسبب الانفتاح الزائد وتدمير المبادئ والقيم السامية.
والعلاج المقترح
يجب أن تكون أجهزتنا مقابر جماعية لكل ما يمس سمعة وعرض الآخرين، فلا تكن نقطة توصيل أو نقل مهما كانت الأسباب فلا تنشر إلا الخير.
ـ أن يؤخذ كل من يساهم في التشهير ونشر المقاطع والصور التي تمس كرامة الآخرين مهما كانت.
ـ التقنين ورفع نسبة الوعي داخل الأسرة من قبل الوالدين لخطورة هذا التمزق الأسري بسبب التقنية والثورة المعلوماتية.
ـ يجب أن تكون لدينا رسالة واضحة وقيم سليمة عندما نستخدم تلك التطبيقات حتى لا نقع فريسة لتمجيد العقول الخاوية أو نكون صيداً سهلاً للتافهين.
اضف تعليق