مهما قرأ الإنسان الأدب العربي بشقَّيه النثري والنظمي وقلب في سجلات التاريخ وتنقل بين صفحاتها وأسطرها وكلماتها، فإن الشعور يظل يلازمه بقصوره عن الوصول الى مصفى اللغة العربية ومفرداتها، فكلما وقف على مفردات جديدة أو مرادفاتها إكتشف أنَّ قدمه مازالت في أول ساحل هذه اللغة ويعجز عن الغوص في أعماقها مهما بلغ من الأدب شأوا ومكانة، فاللغة العربية قاعها عميق فيها من اللآلئ والدرر الكثير.

هذه الحقيقة تتراءى لدى كل قارئ نهم وأديب فهم وشاعر قرم، وإذا ما قارن بين مفردات اللغة العربية واللغات الحية الأخرى، فإنه لا يخرج إلا عن حقيقة واحدة، هي غناء المفردات العربية وكثرة المرادفات للكلمة الواحدة وتزاحمها من حيث المعاني التي قد تقدم معاني مختلفة تبدو متناقضة حتى في الكلمة الواحدة، وهو ما يعكس تنوع البيئات العربية المجتمعية وتنوع القبائل والعشائر داخل الأمة الواحدة، ولعل أفضل ميدان أدبي لاكتشاف هذه الحقيقة، هو ساحة الأدب النظمي أي الشعر القريض على وجه التحديد.

وهذه الحقيقة تتراقص أمام ناظري وتُظهر في الوقت نفسه ضعفي الأدبي كلما تناولت ديوانًا شعريا بالقراءة والنقد الأدبي، وتعظم في نفسي المفردة العربية عندما أجد الشاعر يقلبها من أطرافها وهو يتداولها في قضية واحدة على مدى الدهور والأعصار ويجدد استخداماتها ومرادفاتها بصور بديعة، وقد منحني الباري وساق إليَّ نعمة النقد الأدبي لكم كبير من القصائد التي نظمت في الإمام الحسين(ع) ونهضته المباركة والتي عملت يد المحقق الأديب الشيخ محمد صادق الكرباسي على اكتشافها وتنظيمها وتبويبها وشرح معانيها في سلسلة القرون الهجرية، إذ أفرد في كل قرن مجموعة القصائد والمقطوعات والقطع التي نظمت في النهضة الحسينية ورائدها سيد الشهداء(ع)، حيث يمثل ديوان القرون أحد أبواب دائرة المعارف الحسينية الستين التي بلغت أعدادها المطبوعة والمخطوطة حتى يومنا هذا نحو تسعمائة مجلد.

وبين يدي الجزء السادس من "ديوان القرن الثالث عشر" وهو الجزء الثاني عشر بعد المائة من المطبوع من أجزاء الموسوعة الحسينية، صدر حديثا (2018م) عن المركز الحسيني للدراسات بلندن في 438 صفحة من القطع الوزيري، وضم (48) قصيدة ومقطوعة توزعت بين حرفي العين والغين.

أبلغ الصور

من بدائع المفردة العربية، أن الأديب والشاعر حاله حال الصائغ في تعامله مع فلز الذهب وقولبته في أشكال مختلفة وباهرة، له القدرة على تطويع المفردة في خلق صور أدبية وأشكال شعرية تخطف لب القارئ ومشاعره، أي ترجمة الأفكار والأحاسيس وتجسيدها وتنميطها في هيئات قائمة وظاهرة في الطبيعة وما حولها وحاضرة في ذهن القارئ، وبحضور الصورة المجسدة في ذهن القارئ والمستمع، يحضر المعنى ومراد الشاعر في أروع صوره، وتمثل التشكيلات والصور الأدبية واحدة من عوامل قوة الناثر والناظم، فالصاغة في عالم الذهب كثيرون ولكن المبدعين منهم قلة قلية، والأدباء والشعراء في عالم الكتابة كثيرون ولكن المبدعين منهم قلة قليلة، والمدَّعون الشاعرية في عالم اليوم كثيرون ولكنهم يسقطون عند صخرة النقد الأدبي، كثيرة هي الدواوين التي صدرت منذ منتصف القرن الماضي (العشرين) وحتى يومنا هذا، غير أن الكثير منها غث وطارئ على ساحة الأدب ومشوه لها، وباعث على الغثيان من صفحاتها الأولى، وأكثر الكلمات التي نسمعها عن هذا الديوان أو ذاك في عديد الأصبوحات والأمسيات الأدبية والثقافية إنما هي مجاملات لا أكثر ولا أقل، أو أن الناقد الأدبي على شاكلة الشاعر لا يحسن النقد ويخفي ضعفه الأدبي بالممالأة والتقرب إلى مدعي الشعر هذا أو ذاك، ولهذا لم تعد أكثر المحافل والمرابد الشعرية في عالمنا الناطق بالعربية ذات قيمة وأهمية، لأن عددًا غير قليل من المشاركين هم من الأدعياء والمتطفلين على الساحة النبيلة للأدب النظمي الرصين.

في الواقع، كثيرة هي الصور الشعرية التي تضمنتها القصائد في طي الجزء السادس من ديوان القرن الثالث عشر الهجري، وكثرتها دليل قوة الشعر والشاعر، من ذلك الشاعر القطيفي محمد بن عبد الله الشويكي المتوفى سنة 1245هـ الذي أنشأ قصيدة في رثاء الإمام الحسين من 58 بيتًا وعنوانها "الديار البلاقع" من بحر الطويل، يقول في البيتين السادس والسابع وهو يخاطب الحياة وتقلباتها وما فعلت بالحسين(ع) وأهل بيته:

وكم من تقيٍّ عابدٍ متورِّعِ... يُناجي إلهَ الخلقِ في كلِّ جامعِ

رَمَتْهُ بسهمٍ من كنانةِ خَدعها... فأُبعدَ عن محرابهِ والصوامعِ

فالكنانة هي الجعبة التي يضع فيها المقاتل سهامه، وهي رصيده في المعركة وعتاده، وحيث يرمي المقاتل سهم المنية ليقتل صاحبه، فإن الدنيا كما في البيت الرابع:

تحذّر من الدنيا فإن بقاءها... فناءٌ وما يبقى بها من مطامعِ

توقع حتى التقي الورع في حبال مكرها فترميه من كنانتها وجعبتها بسهم المخادعة والمخاتلة فتصرفه عن ما كان عليه من السيرة الحسنة وحلاسة دور العبادة.

ومن ذلك أيضا، قول الشاعر العراقي السيد سليمان (الكبير) بن داود الحلي المتوفى سنة 1211هـ في قصيدة بعنوان "دروس الأربُع" في 67 بيتًا من الكامل، يقول في آخرها:

صلّى الإلهُ عليكم ما مزَّقَتْ... شمسُ النهارِ قميصَ ليلٍ أدْرَعِ

فالليل الأدرع هو الحالك الدامس الظلمة، وشبّه الشاعر الليل بقميص سميك مدرّع تمزقه أسنة أشعة شمس النهار.

وهذا الشاعر الأحسائي عبد الله بن علي الوايل في البيت 52 من قصيدة من بحر الكامل من 98 بيتًا تحت عنوان "شمس الهدى"، يصور بنات الرسالة المحمدية وقد خرجن من الخيام مرعوبات الى جسد الإمام الحسين(ع) مهرولات وقد قطعته السيوف، فيقول:

فأتينه والبِيضُ قد عَكَفَتْ على... جثمانهِ مِنْ سُجَّدٍ ورُكوعِ

 فيصف الشاعر الجسد الطاهر كأنه محراب مسجد وقد عكف المصلّون فيه بين قائم وراكع وساجد، فشبّه البيض وهي جمع الأبيض أي السيف وهي تهوي على جسد الحسين كهوي الراكع السُّجَّد.

وهذا الشاعر نفسه يستحضر مثيل هذه الصورة في البيتين 14 و15 من قصيدة من 114 بيتًا من الطويل بعنوان (نعم المرابع)، ولكنه هذه المرة يصور دور الأنصار في درء الخطر والموت عن الإمام الحسين(ع) وأهل بيته وعيال الأنصار، مُنشدًا:

وقامت تُهادي دونَه لفدائه... فوارسُ صدقٍ لم تَرُعها الروائعُ

فوارسُ من عدنان ما لسيوفها... مغامد يوم الرَّوعِ إلا الأخادعُ

في ساحات الوغى عند مشتبك الأسنَّة والرماح يصور الشاعر اجتماع الفرسان وميلهم نحو الدفاع عن إمامهم المفدى وقائدهم، وهم فوارس كماة ينتمون الى عدنان جد العرب، وقد أشهروا سيف الدفاع عن حفيد محمد (ص) لا يغمدونه إلّا في الأخادع وهي جمع الأخدع أي عرق الدم، وهما عرقان يقعان في جانبي رقبة الإنسان وبقطع أحدهما أو كليهما يتشحط بدمه ويموت، وحيث يكون الغمد المكان الطبيعي للسيف ومستقره، فإن الشاعر وجد في الأخادع والعروق المكان الطبيعي لسفك دماء الظلم والخيانة والتآمر في كربلاء.

وهؤلاء الفتيان الفوارس من عدنان لا يخافون المنية ولا يهابونها وإنما يرضعونها كما يرضع الوليد ثدي مرضعته، كما يقول الشاعر الخوزستاني هاشم بن حردان الكعبي المتوفى سنة 1231هـ في البيت 31 من قصيدة من 104 أبيات من بحر الطويل تحت عنوان "عصيُّ الدَّمْعِ":

وقامتْ رجالٌ للمنايا فأرخصوا... نفوسًا زكت في المجد غَرسًا ومَنبَعا

وعلى غرار الوايل، يأتي الشاعر العراقي عبد الحسين بن محمد علي الأعسم المتوفي سنة 1247هـ، ليصور في البيت الرابع عشر من قصيدة من الكامل من 36 بيتًا بعنوان "كم لائمٍ" سيف الحسين(ع) وقد أغمده في رؤوس أعداء الرسالة، فيقول:

فنضى ابنُ حيدرةٍ حسامًا قد أبى... إغمادَه إلاّ بهامة باغي

فكان السيف هذه المرة قد انتضى وخرج من مكانه ليهوى في رأس العدو، وحيث يستقر السيف في الهام فلا يرجع إلا بموت صاحبه.

أبلغ التضمين

يحرص الأدباء بعامة وخصوص الشعراء على إظهار مقدرتهم الأدبية وقراءاتهم المتنوعة بتضمين شعرهم بنصوص معروفة ومشهورة أو مقدسة كأن تكون آيات الذكر الحكيم أو الأحاديث الشريفة أو الأمثال الشعبية أو مقولات مشهورة أو صدر بيت أو عجز او كلاهما لشاعر مشهور أو بيت شعر طار في الآفاق، وهذا التضمين يقرب المعنى للقارئ والمستمع وخاصة إذا كان النص المُتضمَّن، له حضور في الأذهان والواقع الإجتماعي والحياتي، والتضمين هذا يضفي على الشعر جمالية.

ويتنوع التضمين ويختلف بين أن يكون النص المُتّضَمَّنُ داخلا في النص الأصيل بحذافيره أو بعضا منه أو بالمعنى مع وجود قاسم مشترك بين النصين، وإذا كان شعراء الجاهلية قد ضمَّنوا في قصائدهم أشعارًا وأمثلة، فإن النص المقدس من قرآن وحديث زاحم الأشعار والأمثال بعد مجئ الإسلام وربما زاد عليها، وأكثر منه الشعراء على حساب الشعر والمثل.

وكما تزينت القصائد في هذا الديوان بالصور الأدبية البليغة تزينت هي الأخرى بعدد وافر من التضمينات، ومن ذلك قول الشاعر العراقي صالح بن حمزة الكواز الحلي المتوفى سنة 1290هـ في البيت الثالث والرابع من قصيدة من 70 بيتًا من البسيط تحت عنوان "ما ضاق دهرُك" وهو يصف الإمام الحسين(ع) وقد داس الأعداء أضلاعه ورفعوا فوق الرمح رأسه الشريف فيقول:

كأنَّ جسمَك موسى مُذْ هوى صَعِقًا... وأن رأسَك روحُ الله مُذْ رُفعا

فالصدر فيه تضمين قوله تعالى في سورة الأعراف، الآية: 143: (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً)، فيما تضمن العجز قوله تعالى في سورة النساء، الآية: 171: (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ)، وقوله تعالى في سورة النساء، الآية: 157 و158: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً. بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً)، وقد أحسن الشاعر وأبدع عندما جمع بين التضمين والصورة الأدبية، حيث شبّه جسد الحسين(ع) وقد هوى من فرسه على صحراء كربلاء مضرَّجا بدمه وقد تناوشته السيوف والرماح والسهام كموسى(ع) عندما هوى في صحراء سيناء صعقا مغشيا عليه من عظمة الله، كما شبّه رأسه الشريف وقد حُمل على رأس رمح طويل بعيسى بن مريم(ع) الذي رفعه الله إليه، وكما ظن أعداء عيسى(ع) أنهم بقتلهم عيسى المشبه به قد قضوا على رسالة التوحيد، كذلك ظن الأمويون أنهم بقتلهم الحسين(ع) والدوار برأسه في الأمصار قد قضوا على الرسالة المحمدية الأصيلة، وحيث خاب آمال الأولين خاب آمال الآخرين، وكما قال الشاعر العراقي مهدي بن داود الحلي المتوفى سنة 1289هـ في البيتين 70 و71 من قصيدته بعنوان "خطب دهى" في 72 بييتًا من بحر الكامل:

وكأنَّ بقتلكَ قد قتلتَ أميَّةً... ولها من الدنيا محوتَ رُبوعا

وبقيتَ عُمرَ الدَّهرِ حيًّا بعدَهم... تَحتلُّ رَبْعًا بالفَخار رفيعا

ويعود الشاعر الأحسائي عبد الله بن علي الوايل المتوفى سنة 1300هـ، إلى التضمين في البيت 117 من قصيدة من 130 بيتًا من بحر الكامل بعنوان "هاج وجدي"، يقوله فيه:

ويملأ الأرض بعدلٍ مثلما... قد مُلئت من جورِ أهلِ البِدَعِ

فالشاعر هنا وهو يتحدث عن دور الإمام المهدي المنتظر في الثأر لدماء سيد الشهداء(ع) التي سفكت في كربلاء عام 61هـ عبر نشر العدل والحرية والرفاه وقيم الخير والحب والسلام، والبيت تضمين لقول الرسول الأعظم(ص): (لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وجورا وعدوانا، ثم يخرج من أهل بيتي من يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا).

ومن التضمين قول الشاعر العراقي عبد الحسين بن محمد علي الأعسم المتوفى سنة 1247هـ، في البيت الخامس من قصيدة في 27 بيتًا من بحر الطويل بعنوان "ودَّع العيشَ"، يقول فيه نادبًا الإمام الحسين(ع):

مُصابٌ تعدّى الحزنُ فيه حدودَهُ... ولم يبقَ في قوسِ التصبُّرِ مِنْزَعا

فالشاعر يضمّن المثل المشهور: (لم يبق في قوس الصبر مِنْزَعُ)، وحيث لا ينفع القوس مع غياب السهم (المِنْزَع) ويُسقط ما في أيدي المحارب من حيلة، فلم تعد هناك مساحة من الصبر على هول المصاب الجلل الذي حلّ بساحة الحسين(ع) بحيث بكت له السموات والأرض وكلّ حجر ومدر.

الفرادة والتنوع الثر

من معالم هذا الديوان وأضرابه، هو تشكيل حروف كلماته وإعراب ما استعجم منها وتوضيح معانيها، وهو في واقعه خدمة جليلة يقدمها المحقق الكرباسي لكل أديب وشاعر وخطيب ومداح ورادود، لاسيما وأن بعض القصائد استحضرها المؤلف من مخطوطات، ومن يتعامل مع المخطوطات أو الكتب القديمة والمستنسخة يعلم حجم الجهد المبذول لاستنطاق الكلمات التي أبهمها نوع الخط أو النسخ وما يتطلب من حنكة وفراسة ووقوف على العربية عند إظهار الكلمات وتحريكها، وعدد المصادر وعديدها التي رجع إليها المؤلف هي الأخرى حاكية عن هذا الجهد المعرفي والأدبي واللغوي وهي 82 مصدرًا ومرجعًا.

لقد توزعت القصائد الثمانية والأربعين على القوافي التالية: العين المفتوحة 15 قصيدة في القصائد رقم 354 الى 368، والعين المضمومة 15 قصيدة في القصائد رقم 369 الى 383، والعين المكسورة 16 قصيدة في القصائد رقم 384 إلى 399، والغين المفتوحة بقصيدة رقم 400، والغين المكسورة بقصيدة رقم 401.

كما ساهم في هذا الديوان 34 شاعرًا توزعوا على البلدان: العراق، إيران، لبنان، البحرين والمنطقة الشرقية، واستأثر الشاعر الأحسائي عبد الله علي الوايل بخمس قصائد، والشعراء عبد الباقي سليمان العمري (العراق) ومحمد مال الله أبو الفلفل (القطيف) ومهدي داود الحلي (العراق) بـثلاث قصائد لكل واحد منهم، والشعراء العراقيون سليمان (الكبير) داود الحلي وعبد الحسين محمد علي الأعسم ومحمد مهدي مرتضى بحر العلوم بقصيدتين لكل واحد منهم، أمّا باقي الشعراء فلكل واحد منهم قصيدة او مقطوعة وهم: إبراهيم العطار، إبراهيم محمد البغدادي، أحمد حسن الدمستاني، جعفر مهدي القزويني، جواد محمد حسين بدكت الأسدي، حسين عبد الله العيثان الأحسائي القاري، حسن محمد المرهون التاروتي، حسين نجف، رحمة الله علي الكرماني، شاعر مجهول، صالح حمزة الكواز الحلي، عبد الله أحمد الذهبة الجدحفصي البحراني، علي جعفر كاشف الغطاء، علي نقي أحمد الأحسائي، كاظم محمد الأزري، محمد أحمد زين الدين (زيني) البغدادي، محمد خلفة، محمد سلطان القطيفي، محمد عبد الله الشويكي، محمد جواد محمد العاملي، محمد شريف فلاح الكاظمي، محمد علي محمد كمونة الأسدي، مسلم عقيل الجصّاني، وهاشم حردان الكعبي.

وكما في كل جزء من أجزاء الموسوعة الحسينية، انتهى الجزء السادس من ديوان القرن الثالث عشر بمقالة تقريظية تعريفية، وهذه المرة باللغة العربية كتبها زعيم الطريقة التجانية وسط السودان الشيخ مجاهد أبو المعالي، تناول بالتفصيل مراحل تطور الحوادث من قبل بعثة النبي الأكرم محمد(ص) وما بعدها حتى وقوع مأساة كربلاء في عاشوراء 61هـ واستشهاد الإمام الحسين(ع) والثلثة الصادقة من أهل بيته وأنصاره، لينتهي المقام بالشيخ أبو المعالي إلى بيان دور المحقق آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي في رفع لواء هذه الموسوعة مؤكدًا: (لقد بذل العلامة آية الله الشيخ محمد صادق محمد الكرباسي مجهودًا وافرًا ليضيف للأمة مصدرًا فريدًا ومتنوعا عن هذه الملحمة الخالدة.. اطلعت على القليل منها ولكنها حملت الكثير المثير في سعتها المبسوطة على كل الحقول.. شعرًا ونثرًا.. أحداثًا وإحصائيات.. شخصيات في عمق الحدث وأخرى على الحواشي.. وزوايا لم يسلط عليها السابقون الضوء.. إنها إضافة لا يسعك إلّا أن تشكر الله تعالى الذي وفق شيخنا الجليل المجاهد لهذا العمل المبارك ونسأل الله تعالى أن يتقبل عمله وينفع به البشرية).

ولا أشك قيد نملة كما ذهب إليه الشيخ أبو المعالي بأن هذا النتاج الأدبي هو نهر جارٍ يمتح منه كل أديب وشاعر وقارئ وكاتب وخطيب ومنشد، فضلا عن الباحثين والدارسين في الأدب العربي بعامة والأدب الحسيني بخاصة.

* الرأي الآخر للدراسات- لندن

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

 

اضف تعليق