q

دعوة موسكو الأخيرة إلى تأسيس تحالف دولي - إقليمي ضد الإرهاب هو أبرز نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو..

وعلى ما يبدو فإن تطور الأحداث أصبح ملزما لعمل منسق على شتى الصُعد بين جميع الأطراف المعنية بالتصدي والمشاركة ضد الإرهاب الذي تمثله داعش، لاسيما وأن العالم بات يدرك أكثر من أي وقت مضى بأنها منظمة تكفيرية اعتمدت العنف والإرهاب للتمدد ولتثبيت مواقعها. مشروعها عابر لا بل خارق للحدود ويهدد العالم أجمع، لهذا، وبحسب رأي بعض المحللين والمهتمين بالشأن الإقليمي، سياسيا وأمنيا،.. يعتقدون أنه لا يمكن أن يتم بالاعتماد على الإمكانات المحلية فقط، بل لا بد من تعاون عابر للحدود حتى يمكن استمكان حواضن الإرهاب ومصادر نموه.

و‘‘على دول المنطقة أن تعي أن ما يحصل في غيرها من الدول ليس سوى مقدمة لما سوف يحصل فيها، ولذا فأن من الضروري لكي تقي نفسها مما ينتظرها في المستقبل ان تبادر إلى مساعدة الدول التي تعاني من نشاط الإرهاب، لكي تقضي عليه وهو في مراحله الأولى، إذ يجب أن يتوفر هناك تنسيق جيد بين هذه الدول من ناحية ضبط الحدود المشتركة وتوحيد الجهود الاستخبارية من خلال إنشاء غرف أمنية متعاونة لإيقاف تمدد عصابات التكفير وإيصال المعلومة في وقته‘‘ا.

ربما هذا وغيره، ما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن يكشف بأن موسكو تتلقى خلال اتصالاتها مع دول المنطقة التي تربطها بها علاقات طيبة جدا، إشارات تدل على استعداد تلك الدول للإسهام بقسطها في مواجهة الشر الذي يمثله "داعش". وأوضح أن ذلك "يتعلق بتركيا والأردن والسعودية".

كذلك وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف من جهته وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري ذكر بأن موسكو توجه الدعوة لجميع دول المنطقة لتنسيق الجهود من أجل محاربة الإرهاب وهذه المهمة لا تزال ملحة لكن مع الأخذ في الاعتبار مدى توسع تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية.

 

يحدث هذا التطور في وقت يتم التحضير فيه لاجتماع ثلاثي ثانٍ، يضم العراق وسوريا وإيران في العاصمة العراقية بغداد، يستكمل ما بدأ به في طهران. الدول الثلاث كانت لديها نظرة مشتركة إزاء الإرهاب والتطرف منذ البداية، وقد صمدت في هذا المجال، ومن هنا فإن التعاون بينها أمر ضروري، وهو ما تم الاتفاق عليه.

وقد أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن تشكيل مثل هذا الحلف يعد مهمة صعبة التنفيذ، نظرا للخلافات والمشاكل التي شابت بالعلاقات بين الدول. ونحن سنعتمد على علاقاتنا الطيبة مع جميع الدول في المنطقة لكي نحاول على الأقل تشكيل مثل هذا التحالف".

وفي ردّ على سؤال صحفي، أوضح وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف "أنه من السابق لأوانه الحديث عن تحالف بالمعنى الكلاسيكي ضد الإرهاب لكن يمكن البدء بتنسيق الجهود في محاربته، بينما كشف في الوقت ذاته أنه "يجري العمل مع الدول الإقليمية مثل تركيا وسوريا لوضع الخلافات جانبا وتوحيد الجهود لمحاربة الإرهاب".

فيما اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان تطبيق هذا الاقتراح «يحتاج الى معجزة»، مشيراً الى ان روسيا ستقدم دعماً إضافيا لسوريا.

وبهذا الصدد أيضا، سبق أن قال الشيخ نعيم قاسم،، نائب الأمين العالم لحزب الله اللبناني، إن العراق سيتمكن من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش” وذلك من خلال التكاتف الشعبي والإرادة والتصميم، ملقيا الضوء على أن من يدعم هذا التنظيم واهم وسيأتي الوقت الذي ستنقلب فيها داعش عليه. ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية على لسان قاسم، حيث قال “الآن يواجه العراق خطر التكفيريين بشكل واسع، ولكن مع التكاتف الداخلي في العراق وشحذ الهمم والتصميم والإرادة بالإمكان أن يهزم العراقيون التكفيريين ومن وراءهم من دول كما هزموا في سوريا بإذن الله تعالى” وتابع قائلا: “الحل بتشكيل تحالف دولي إقليمي ضد الإرهاب التكفيري، وكشف حقيقته أمام الرأي العام..

ربما هناك صعوبات كبيرة تواجه هذا المشروع وأساسها ازدواجية الموقف لدى الولايات المتحدة وشركائها من حيث تواصل دعم المجموعات الإرهابية في المنطقة، في ذات الوقت الذي يطالبون بحل سياسي.. لكن أيضا المعطيات الراهنة تشير إلى أن الأطراف السياسية الإقليمية، المتقاربة منها والمتضادة باتوا يدركون الآن،أكثر من أي وقت مضى، خطورة تواجد هذا الإرهاب في المنطقة طويلا، وضرورة تقارب الجهود والإمكانات للقضاء عليه قبل أن يستفحل ويصعب السيطرة عليه، وبالتالي حتى الدول الداعمة له في الوقت الحاضر، لن تكون بمنجى منه ومن عواقب انتشاره فيما بعد.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق