أن الناقد هو الذي يملك الصورة الكاملة ويطرح الحلول بلا شخصنة، والمنتقد هو المسقط لغرض التسقيط ويكفي ان تتصفح اي وسيلة إعلامية مقروءة ومكتوبة ومرئية لتجد ان الانتقاد سيد الموقف، المحب للوطن عليه ان يضع هذا التساؤل أمام ناظريه هل يمكن له ان يؤثر مصلحة البلد على مصلحته الشخصية؟...

النقد وهو وصف للسلبيات والايجابيات بصورة غير خشنة وودودة لتلافي وتصحيح الخطأ وتشجيع الإيجابيات للاستمرار بها دون شخصنة، اما الانتقاد فهو تصيد الأخطاء بصورة مقصودة لغرض الانتقاص وتسليط الضوء عليها وتلعب الشخصنة دور اساسي فيها ونحن نراقب ما يدور حولنا من حراك سياسي لا يتوقف بكل تعقيداته المقصودة وغير المقصودة وملف أقتصادي غير مستقر بكل مشكلاته الداخلية والدولية.

ومحور خارجي بكل تنافسه وتناحره وتناقضه وتنافره وتحفزه بكل قوة لنعيش اثاره، نحن كشعب وأرض وسلطة، ارهاب عابر للحدود لمئة جنسية بالعالم ومفخخات واحزمة ناسفة واسلحة كاتمة وصارخة وسكاكين ونحر واغتصاب واحتلال وترهل وفساد وسرقات (من السلطات او الشعب)

وانعدام وحدة القرار للسلطة وتشرذم وضعف لمؤسسات الدولة ومعاناة وشهداء وايتام وارامل وجريمة وتغول لوجودات على كيان الدولة، المراقب لهذه الصورة يجد ان هناك ضحية نازفة وعلى وشك الموت على أيدي اعداءها وايدي محبيها ( دون قصد بالاعم الاغلب) هذه الضحية هي الوطن ( العراق).

معلوم ان الأعداء وهم كثر لم ولن يدخروا جهدا في كل ما يمكن أن يحقق غاياتهم لكنهم الاقل خطرا لأنهم مصنفين بدائرة الأعداء بشكل معلوم وظاهر، لكن الأخطر والذي يملك قرار إنهاء الضحية تماما (الوطن) هو المحب الذي يمارس بلا قصد عملية تسقيط الوطن ظنا منه انه يخدمه دون أن يلتفت ان النقد ليس الانتقاد وكلاهما مختلفان تماما.

أن الناقد هو الذي يملك الصورة الكاملة ويطرح الحلول بلا شخصنة، والمنتقد هو المسقط لغرض التسقيط ويكفي ان تتصفح اي وسيلة إعلامية مقروءة ومكتوبة ومرئية لتجد ان الانتقاد سيد الموقف، المحب للوطن عليه ان يضع هذا التساؤل أمام ناظريه هل يمكن له ان يؤثر مصلحة البلد على مصلحته الشخصية؟ هل بالإمكان ان يتنازل عن جزء من حقوقه لأجل الوطن؟ كما فعل الالاف من الابطال الذين دفعوا رقابهم للوطن وهم لا يملكون شيئا بهذا الوطن ومارسوا تصحيح المسار بالأفعال وليس الاقوال وهذا هو النقد الحقيقي ( التصحيح للاخطاء) وهل أبلغ من تصحيح الأفعال؟!

والالوف من الأطباء الشرفاء والنساء اللاتي جندن انفسهن لاطعام المقاتلين والمرضى المحجورين صحيا، والكثير من أصحاب الكفاءات العلمية الذين نعرفهم وقد صمتوا عن تسقيط وطنهم بالرغم من كونهم من اكثر المتضررين بلا وظيفة ولا اي امتياز يتمتع به الكثيرين ممن جدوا بالانتقاد ليلا ونهارا وهم غير مستعدين ان يقدموا شيء مما يعطيهم الوطن.

اننا وإذ نستحضر تجارب الأمم والدول قديما وحديثا وبشكل معاصر وجدنا بأن الكثير منهم يجد بالكذب احيانا والمبالغة والتهويل والتضخيم لبطولات وهمية ومميزات غير حقيقية لبلدانهم المليئة بالمشاكل سواء كانت من البلدان المتقدمة او النامية.

لا لشيء الا لأنهم يعون تماما ان تسقيط الوطن من داخله على أيدي محبيه هو ضربة المقتل وسكين الخاصرة، من لم يفخر بمفاخره لن يجد من يذكره بها ومن لم يعظم تضحياته وشهداءه تحول الى مجرم بعيون الآخرين ومن لم يصمت حين يرى ان الضحية الوطن وليس مسؤوليه لن يجد وطنا يؤويه كونوا نقادا لا منتقدين.

* الدكتورة منال فنجان، استاذة القانون الدولي جامعة بغداد، عضو ملتقى النبأ للحوار

..........................................................................................................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق