دراسات ومقالات

اتصلوا بنا

سجل الزوار

المراسلات

شارك في الكتابة

الأعداد السابقة

الصفحة الرئيسية

 

من فكرالإمام الشيرازي قدس سره الشريف

 

موضوع مقدم من شبكة مزن الثقافية

في الثاني من شوال 1422 هـ الموافق 17/7/2001 م، رحل عن الدنيا واحد من أبرز مراجع الدين في هذا العصر تاركا وراءه تراثه الضخم من مؤلفاته الموسوعية ومؤسساته الاجتماعية والثقافية وكوكبة من العلماء والخطباء والقادة والمصلحين .

وفي هذه العجالة سنتطرق إلى بعض فكر هذا الراحل العظيم.

لقد اهتم سماحته ( قدس سره ) بالجانب الثقافي للأمة اهتماما بالغا، فهو يقول في كتابه السبيل إلى إنهاض المسلمين ما نصه" الثقافة هي التي ترسم للأجيال مسيرتها، وهي التي تحدد طريقة تعامل الأمة مع الأحداث والوقائع، وهي التي تعين مستقبل الأمة، فالثقافة الإسلامية الأصيلة تجعل الأمة تسير سيرا متميزا في الحياة فكريا وعمليا ونظريا وسلوكيا"

ويكشف هذا النص عن محورية الثقافة في فكر هذا الإمام . وقد عمل طيلة عمره الشريف على تغيير ثقافة الأمة وإعادتها لمنهجها الرشيد الذي سادت به العالم . وركز سماحته على محاور ثقافية ثلاثة هي:

1- الأمة الواحدة: فالمسلمون أمة واحدة كما يذكر القرآن الكريم (وإن هذه أمتكم أمة واحدة)، ويرى سماحته" أن هذه الحدود الجغرافية الحالية حدود مصطنعة كونها الجهل الداخلي والاستعمار الخارجي"، ولذا فإنه يدعو إلى حكومة ألف مليون مسلم ، وقد كتب في ذلك الكثير ونظّر للمنهجية الواجب اتباعها لتحقيق هذا الهدف .

2- الأخوة الإيمانية: انطلاقا من الآية الكريمة (إنما المؤمنون إخوة)، فهو يقول:"  فالافتخار بالقوميات أو بالقبليات أو بالإقليميات أو باللغات، هذه كلها أعمال جاهلية".

3- الحرية: يؤكد سماحته في كتابه وتوصياته على هذا المحور مستشهدا بالآية الكريمة" ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم"

لقد كان الإسلام هو هاجسه الدائم ، وحاول أن يوصل صوت الإسلام ورسالته للعالم أجمع، لا للمسلمين فقط ، لأنه يرى أن إنقاذ البشرية من مآسيها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لا يتم إلا بتطبيق أحكام الإسلام والتزام الناس بهذا الدين الخاتم.

ومن هنا فقد دعا إلى نشر الوعي في البلاد الأجنبية، إذ يرى إن الاقتصار على تثقيف المسلمين المتواجدين في بلاد الإسلام فقط بالثقافة الإسلامية يؤدي إلى تحجيم الحركة الإسلامية وعدم توسعها ، ومن هنا فإن من الضروري إعطاء الوعي الإسلامي المتكامل للبلاد الأجنبية أيضا .

ولم يهمل سماحته الحديث عن الوسائل والأساليب والآليات التي تحقق ما يدعو إليه، بل أثرى المكتبة الإسلامية بنظرياته التي تدعو إلى تكوين المؤسسات الاجتماعية الفاعلة ، والاستفادة من تكنولوجيا الإعلام المتطورة، وإيصال الإسلام للعالم اعتمادا بأسلوب السلام واللاعنف.

إننا مدعوون للاستفادة من فكر هذا الإمام العظيم بقراءة إنتاجه الغزير، وتطبيق أفكاره وأطروحاته، كما إنه على علماء الدين الاستفادة من فقهه العميق وإضافاته الفذة في مجالات الفقه المختلفة.

نسأل الله أن يتغمده بواسع الرحمة والرضوان، وأن يوفقنا للسير على نهجه والتأسي بسيرته العطرة