اتصلوا بنا

سجل الزوار

المراسلات

شارك في الكتابة

الأعداد السابقة

الصفحة الرئيسية

 
 

تنويعة أخيرة على مقام الوجع

 بدر الشبيب

يتاماك كثــــــــر والجنازات أكثرُ
وفي أي نار يطفئ الجمر صوتهُ
عرفتك كــان القلب نبضا مجففا
وألهمته مـــا شئت وحيا مجنحا
وأشرقت فـي عينيه صبحا مبللا
وطفت به الدنيا بساطك أحرف
تهجاك فاكتظت على باب نصه
وغناك فانكبت علـــــــى فيه لحنه
وصلاك فاشتاقت عـــروجا لورده
تباركــــــــت قرآنــــــــا يرتَّل آيُه
تفردت حتى في الظلامات واشتهت
فأخفى من العذل المحبون حبهم
وكنت كمـــــــا شاء الإله مباركا
نقيا غمرت الكل حبـــــــا وبسمةً
فلله قلـــــــب ينبت النحلَ زهرُه
تجرعت كاسات من الهم مرة
صُنعت على عين الحسين فقلت يا
وأبدعت في دار الحسين روائعا
سقيت ظِماء الطف .. كيف تلقفت
وأخفيت في القلب ( الحسيني ) تربة
ومرت على الصحراء كفك نفحةً
وقـــــــالوا لها لا تأمنيه فإنـــــــه
فقبلت صدر الشائعات تحننا
وفتقت أذهان الرمال بنفسجا
وودعتها تسعى لدار شقيقة
فأسمنتها فقها وروّيتها رؤى
تألقت حتى جذت الشمس كفها
وأطلقت من خلف الشبابيك آية
وأشرعت باب القلب فارتاد ظله
وخبأت غابات من الدمع غصة
وأوحيت للقبر احتضني فأنشدت
هنا تولد الأعياد يا ألف فارس
فبث تراب القبر ما كنت واجدا

 

فمن أي نعش غيمة الشعر تمطرُ
ومن أي باب مستحيل سأعبر
فأسرجته زيتا ينابيع يفجُر
وعزما خرافيا وحبا يسيّر
وشاطئ شمس في محياك يسهر
لها الخلد مزمار إذا قام يُسحِر
مروج وجُنت في قوافيه أبحرُ
مواسمُ حور من سواقيك تُسفِر
محاريب في حاناتها الروح تسكر
بألف مقام ما حواها تصور
بنانك أن تلقى لها من يقدر
وأطنب عذلا مَن معانيك يكفر
وكنت كما شاء النبي وحيدر
طفولية إشراقها الكون يغمر
ومن تحته تجري بما لذ أنهر
وأغريتها إذ قلت : شهد وسكر
هموم خذيني .. غاية العشق أكبر
كأنك وجه من ثرى الطف أخضر
يمينك هذا الماء .. لغز محير
معتقة .. فالعمر باقيه مهجر
فأدهشها من أين هذا التنضر
إذا كنت لا تدرين كف مسحر
لعل به يوما يفيق التطهر
وعلمتها في القيظ كيف تفكر
لتبدع فيها رحلة لا تكرر
وصار بها يمشي على الأرض جعفر
تساءل من هذا الملاك المنوِّر
حمائم باللاعنف تشدو .. تبشر
حرور وصلى في حناياه مشعر
إذ اغتال أسراب الحمام التصحر
ذراعاه أهلا .. سيد الروح يأمر
ترجل .. بلغت المنتهى يا مظفر
فإن ضلوع اللحد أحنى وأشعر ما لذّ أنهرُ