|
خاطرة في رثاء الفقيد الراحل |
السيد علي هاشم الموسوي. |
ماذا عساي أن أقول، بعد أدائي صلاتي المغرب والعشاء في يوم العيد؟ جلست أمام الحاسوب و.. وضعت ذلك القرص الذي كان يعرض بعض منجزات سماحة السيد الراحل، لقد كنت أنظر إليه والدموع تكاد تنهمر من عيني، ولم تكن تلك الدموع على الظلم الذي يناله، والجفاء الذي يُعامل به، والإشاعات التي روجت ضد سماحته، بل من قدرته على الصبر، كيف يستطيع أن يبتسم وهو يرى ما يرى ويسمع ما يسمع، ويُسلب ما يُسلب، ويتجاسر عليه من هم دونه؟! حقيقة ما أنت يا سيدي؟ أي جبل وأي نفس وأي روح تلك التي تحملها؟! ولكن عجبي بطل عندما تذكرت جدك الحسين وأخاه العباس واخته زينب. نعم هؤلاء من تربيت في حجرهم وبالقرب منهم أفلا تكون ما تكون؟ أليس جدك هو إمام المتقين وقائد الغر المحجلين؟ الذي كتب له التاريخ بأنه أول مظلوم في الإسلام وما ناله لثبات موقفه وورعه وتقواه، أليست أمكم الزهراء. هي من لم تهنأ بحياتها وعانت ما عانت حتى بعد موتها وإلى اليوم؟ نعم إنه التاريخ الذي يعيد نفسه، يوماً بعد يوم ولا أكذب عليكم – والله الشاهد على ما أقول – لقد كان قلبي يؤلمني من الداخل وكأن شيئاً سيحدث، وتوجهت للعمرة، فلم يكن هنالك ما يربطني ببقية العالم، وحصل ما حصل، وفي صبيحة يوم الخميس، وأنا أقرأ القرآن في الحرم المكي، وإذا بعمي قد جاء مسرعاً إلى الوالد ليخبره بذلك النباء، "نعي السيد الشيرازي"، أغلقت المصحف للحظات ورنوت باتجاه الكعبة لم أكن إلى تلك اللحظة مستوعباً ما حصل، هل حقاً مات السيد المظلوم، مات العالم المهضوم، مات من أبلى وسعى وعمل وأفنى، سيدي ما الذي أقعدك عنا؟، هل هو هم السنين؟، أم غم الوحشة وفراق الأحبة؟ لا وألف لا ليس مثلك من تضعفه الأيام، ليس مثلك من تشغله التوافه، ليس مثلك من يحرص على الفاني، بل هو القضاء الذي لا يرد ولا يبدل، ماذا عساي أن أقول، وأنت الذي علمتنا وآباءنا، وأنشأت جيلاً هو كله منك وإليك، أي والله أنت الأمة، بل الأمم في عطائها وجهدها، حقيقة سيفتخر بك أجدادك لا سيما من كنت تحبه وتهواه، وملئت شغفا وإيمانا به، فحشرك الله معه في جنات النعيم، لذلك فإن المعزى واقعا هو إمامنا الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه). عزاؤنا كان في الحقيقة، ما خلفت لنا من علم وعلماء وأجيال، فها هو آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي – دام ظله- قد أضاء لنا الطريق لنكمل معه المسير إلى ما رسمته لنا عوالم الملكوت، فأنت لا تزال فينا بأنبائك وطلابك وخطبائك وشبابك ومؤسساتك، ولا أنسى كتبك ومؤلفاتك التي هي بحر أعجز عن عد قطراته، فإليك يا من ظلموه ظلما لا ظلم بعده، فصبر صبراً لا صبر بعده، حري بنا أن نواسي أنفسنا باتباع تعالميه والعمل على ما وصّانا به وأمرنا الذي ساقه لنا من قادة الأمم وسادة العرب العجم أئمة الهدى وأعلام الدجى (سلام الله عليهم أجمعين)، لنصل إلى ما فيه السعادة في الدنيا والآخرة.. فياسيدي لن تكف الألسن والقلوب المؤمنة عن ذكرك والدعاء لك أنت وأخيك الشهيد فهي منك وأنت منها في عالم الروح واللامحسوس. نسأل الله أن يجمعنا في ظل نبي الرحمة وخاتم الرسل (ص) إلى جنب بضعته البتول وابن عمه الأنزع البطين وسبطيه وبقية الحجج إنه مجيد حميد ورحم الله من قرأ سورة الفاتحة وأهداها لأرواح العلماء والشهداء والأبرار والمؤمنين، لا سيما فقيدنا السيد الإمام الشيرازي ( قدس سره). |