عودة إلى صفحة رأي وآخر

إتصلوا بنا

أنت تسأل ونحن نجيب

الأعداد السابقة

الصفحة الرئيسية

 
 

الجالية المسلمة في الغرب وجها لوجه مع حمى الإندماج

مع تنامي حدة الصيحات التي تدعو إلى ضرورة التأكد من النية الحقيقية لدى الجالية المسلمة بالإندماج بالمجتمع الغربي، صارت الجالية المسلمة اليوم تعيش نوعا من التحديات والمضايقات تختلف في طبيعتها عن تلك التي كانت تواجهها قبل أحداث الحادي عشر من أيلول ـ سبتمبر ـ في نيويورك ووا شنطن.

ففيما مضى كان المسلم الذي يعيش في كنف الغرب يكافح من أجل الحفاظ على هويته إزاء التحديات المحيطة بها، والتي تهدف إلى محق تلك الهوية.

لقد كانت تلك الممارسات مما يقدم عليها المسلم بعيدا عن المواجهة التي لم تكن مباشرة، فيما أصبح المسلم يرى أسباب تلك المواجهة ماثلة أمام عينه يوميا، بكل ما لها من إفرازات سلبية تنعكس على نفسيته.

فبعد ان كان الغرب يخطط لاندماج الجالية المسلمة في المجتمعات الأوربية من وراء الستار، صار اليوم ينادي علنا بضرورة الوقوف على حقيقة ما تضمره الجالية المسلمة لمسألة الإنصهار في بوتقة المجتمعات التي تقيم فيها، كخطوة ترسم معالم المرحلة المقبلة في التعامل مع تلك الجاليات.

فقبل أيام صرح الوزير البريطاني بيتر هين بأن مور من شأنها تأليب الجالية البيضاء المتطرفة ضد المسلمين، فقد اتهم هين المسلمين  بالانعزالية، ووصف العقلية الإسلامية بأنها الجيتو الثقافية إلى غير ذلك من التصريحات التي تثير الفتن، والتمييز.

ولم يمض يوم أو اثنين على تصريحات هين حتى طلع علينا سكرتير الدولة للشؤون الاعلامية الألماني اوفي هايه بتصريحات مماثلة أكد خلالها على ضرورة دمج المسلمين في المجتمع الالماني في كافة المجالات وتوفير الاليات  المناسبة لعملية الدمج.‏، وذلك في كلمة له في ندوة بعنوان " نماذج دمج المسلمين في اوروبا " التي تنظمها الدائرة  الاعلامية في الحكومة الالمانية، لمدة يومين.

إذن صار على المسلم اليوم أن يعمل ـ بالإضافة على الحفاظ على هويته الإسلامية ـ على إثبات حسن نيته تجاه الإندماج بتلك المجتمعات التي اضطر على الأغلب للعيش في كنفها.

إن هذين الأمرين متناقضين بطبيعة الحال، فكيف بمكن للمسلم أن يعمل على هذين الهدفين المتناقضين في آن واحد؟

الجواب مرهون بأولئك الذين يدفعون العالم إلى ضرورة الجمع بين المتناقضلت وفق الظروف التي بفرضونها.

حيدر البصري