عودة إلى صفحة رأي وآخر

إتصلوا بنا

أنت تسأل ونحن نجيب

الأعداد السابقة

الصفحة الرئيسية

 
 

المقاطعة.. هذه ثمارها فلم التخلف..؟

يعد سلاح المقاطعة واحدا من الأساليب اللاعنفية التي أثبتت جدواها في بلوغ معتمدها الهدف الذي يبغي، وليس بعيدا عنا مارتن لوثر كينغ حيث بلغ هدفه في إلغاء التمييز بين مقاعد البيض والسود في باصات مونتغمري ـ الولايات المتحدة الأميركية ـ حين أقدم على مقاطعة الشركة.

عليه ليس علينا أن نقلل من شأن هذا النوع من المقاطعة كوسيلة للضغط غير المباشر على الولايات المتحدة الأميركية للحد من دعمها اللامتناهي للكيان الصهيوني في ارتكابه المجازر تلو الأخرى إزاء الشعب الفلسطيني صاحب الحق.

فالبعض يرى أنه ليس من شأن هذه المقاطعة أن تهز من شارب المارد الأميركي شعرة.

إن هذه النفس الإنهزامية هي التي قادتنا للوصول إلى مانحن عليه من وضع لا يدفع الآخرين إلى أن يحسدونا.

إن المقاطعة من قبل دول لا تمتلك من المقومات ما يمكن أن تجعل منه سلاحا، حققت من النتائج ما نال إعجاب العالم كما هي الحال في الهند التي قاطعت البضائع البريطانية بأمر غاندي. فإذا كان الأمر في الهند ـ على فقرها ـ كما ذكرت، فكيف يكون الحال بالنسبة للدول العربية، والإسلامية التي حباها الله بنعم أكبر من أن نعرِّف بها؟

إن نتائج المقاطعة الجزئية التي تقوم بها الشعوب المسلمة هنا، وهناك باتت تظهر بالقدر الذي لاسبيل إلى إخفائها، أو التستر عليها.

ففي مصر ـ على سبيل المثال ـ  وعلى الرغم مما قامت به " آنا زوزينتش " المتحدثة الرسمية باسم مجموعة مكدونالدز العالمية في القاهرة من نفي التهم الموجهة إليها بكونها تدعم الكيان الصهيوني، على الرغم من كل تلك التبريرات، أقدمت المجموعة على تغيير اسمها إلى " منفودز " خوفا من الأضرار التي قد تلحق بها إثر مقاطعة وجباتهاالشهيرة.

يجدر بالذكر إن مجموعة ماكدونالدز كانت قد حولت وجباتها التي تقدم لزبائنها من " الهامبرغر " إلى " الفلافل " في إحدى المقاطعات التي نالتها.

فالشركات الأميركية تعيش اليوم هاجس هذه المقاطعة التي يجب على كل مسلم غيور أن يبادر إلى ممارستها من باب أضعف الإيمان على الأقل كممارسة لمساندة شعبنا العربي المسلم الذي يلاقي ما يلاقي يد أبشع كيان إرهابي عرفته البشرية خلال تاريخها، وبمباركة، ودعم أميركيين، وعالميين أيضا.

وبما أن أميركا تتحكم بقراراتها رؤوس الأموال بشكل كبير فإن مقاطعة البضائع الأميركية ستقود ـ بلا شك ـ أصحاب تلك الشركات إلى الضغط على الحكومة الأميركية للحد من كل السبل التي تقود إلى الإضرار بمصالح تلك الشركات، وليس هناك سبب أكبر من المساندة الأميركية للكيان المغتصب في عملية قتله بدون وجه حق للأبرياء من مختلف الفئات من أبناء فلسطين الكليمة.

حيدر البصري