عودة إلى صفحة رأي وآخر

إتصلوا بنا

أنت تسأل ونحن نجيب

الأعداد السابقة

الصفحة الرئيسية

 
 

دورنا في الوضع الراهن

في وقت يتصاعد فيه نبض الشارع العربي غيرة على ما يحدث في الأراضي المحتلة من مجازر، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي يدعي التحضر، والنضوج العقلي، يقع الكثير تحت وطأة سؤال يلح في طلب الإجابة مؤداه:

ما هو دورنا تجاه ما يحدث لشعبنا العربي المسلم في فلسطين؟

كلنا يعلم أن الشعوب العربية ـ على رغم الحماس والغيرة اللذان تعيشهما ـ مكتوفة الأيدي من قبل الغالبية العظمى من حكامها الذين باتوا يتسابقون على تقديم شهادة حسن السيرة والسلوك أمام ظهيرة الصهيونية، التي تمارس سياسة الإخصاء لجميع الدول تحت ذريعة مكافحة الإرهاب علما أنها الراعي الأول للإرهاب، سواء أكانت تلك الرعاية على الصعيد الفكري، حيث لازالت ترفض اعتماد تعريف محدد للإرهاب، أو على الصعيد العملي، والحال أن العالم جميعه يرى الرعاية، والعناية التي

توليها للصهيونية العالمية، منظمة الإرهاب.

 والأمر المدهش في المقام هو أن الرئيس الأميركي لا يتوانى عن التبجح بوصف رئيس الوزراء الصهيوني بكونه رجل سلام.

المهم هو أنه كيف يمكننا أن نؤدي وظيفتنا الشرعية والإنسانية في ظل عدم إمكانية الوصول إلى الأراضي المحتلة.

هنا أقول لابد لنا من ممارسة أساليب  الجهاد المدني، العصيان المدني، أو اللاعنف في هذا الوضع الذي ضربت حولنا الأطواق فلاسبيل لنا إلى بلوغ الأهداف المرجوة.

قد يتهمني البعض ـ حيث أدعو إلى اللاعنف ـ بكوني إستسلاميا، أو خانعا، أو غير ذلك من النعوت. كما قد يلصق البعض الآخر بي تهمة إدانة ما يقدم عليه إخواننا في أرضنا السليبة، ولكن أقول أنا لا أدعو إلى إدانة مثل تلك الأعمال، ولكن في الوقت الذي أتبرأ من هذه التهمة، أوجه لومي إلى أولئك الذين يصفون إقدام إخواننا بأنها عنف، وعنف مشروع.

فالعنف هو قيمة سلبية، ينبذها الضمير الإنساني بكافة اتجاهاته، ومذاهبه، لذا من غير الإنصاف وصف عمليات المقاومة بكونها من العنف، إنما هي من الدفاع المشروع، والمعروف إن الدفاع المشروع يختلف عن العنف اختلافا جذريا.

أنا أدعو إلى أساليب العصيان المدني لأمرين:

الأول: هو لعدم إعطاء الذريعة للحكام لإنزال الأذى بالمواطنين تحت ذرائع مختلفة من قبيل الإخلال بالأمن العام، وغير ذلك، وهو ما حدث في بعض الدول مما يندى له جبين الإنسانية، حيث راح البعض ضحايا إعتراضهم على ما يحدث في الأراضي المحتلة

الثاني: هو أنه الأسلوب الممكن خلال هذه المحنة التي تمر بها أمتنا، وهذا من باب أضعف الإيمان.

يجدر بالذكر إن العصيان المدني له أساليب وطرق لابد من مراعاتها، ومن هذه الطرق والأساليب نذكر:

1ـ الإضراب العام: وذلك باتفاق الرأي العام على عدم ممارسة الوظائف العامة وذلك للضغط في سبيل تحقيق موقف مساند للشعب الفلسطيني.

2ـ التظاهر السلمي: علينا أن نعود أنفسنا على ضبط الأنفس، والتوازن عند ممارسة حرية التعبير عن الرأي. فإن عدم التوازن سيعطي ذريعة لضرب المتظاهرين دون أن يحققوا الهدف الذي خرجوا لأجله، كما إنه سوف يضيع الأهداف ـ التي من أجلها تم التظاهر ـ في زحمة غياب ضبط النفس.

3ـ الأعتصام: إن الإعتصام من شأنه أن يوجه أنظار الصحافة إلى المعتصمين الذين يطالبون بمساندة الشعب المظلوم في فلسطين، فإذا ما تمت ممارسته سوف يجبر الحكومات على التنازل عن مواقفها الضعيفة إزاء الحدث.

4ـ الأعتراض السلبي: لا يشترط أن يحقق التعبير عن الرأي أهدافه في كل الأحيان، فقد يحقق السكوت عن أمر ما تود الحكومات لفت أنظار شعوبها إليه الغرض في سحب البساط من تحت أرجلها في تحقيق مكاسب إعلامية فارغة.

فمن وجهة نظري يعد قيام المرء بهذه الأساليب مما يؤدي إلى إسقاط الواجب في الوضع الراهن.

 

حيدر البصري