المــرأة العــراقية والتزمــت الأعمى

صباح سـعيد الزبيدي*

في الوقت الذي تتظافر فيه الجهود لاطفاء نار الفتنة الطائفية بين ابناء الوطن الواحد .. تحتفل المرأة العراقية بيوم المرأة العالمي في ظل ظروف الاذى والتعسف والظلم والاضطهاد والتعذيب والخطف  والقتل .. مما ادى هذا الوضع الى انحسار دورها في العمل السياسي وتراجع دورها الاجتماعي في ظل غياب القانون والفراغ الامني الموجود في العراق.

ان عيد المرأة العالمي تم الاحتفال به للمرة الاولى في 19 آذار عام 1911 في النمسا والدنمارك والمانيا وسويسرا وذلك تخليدا لاضراب عاملات قطاع النسيج في نيويورك عام 1857 والقيام باول مظاهرة حيث خرجن احتجاجاً على ظروف عملهن ، وبعد 50 عاماً من المظاهرات خرج في 8 آذار 1908 مايقارب 15 الف عاملة بمسيرة في نيويورك تطالب بخفض ساعات العمل ورفع المعاش ، ووقف تشغيل الاطفال ، وحق الاقتراع . وكان شعار المظاهرة " خبز وورد " .
وقد اختارت الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1977 تاريخ الثامن من آذار للاحتفال بـ ( اليوم العالمي لحقوق المرأة والسلام ).
واطلقت منظمة العفو الدولية حملة ( أوقفوا العنف ضد المرأة ) في آذار 2004 ، وتهدف الحملة إلى ضمان اعتماد قوانين وسياسات وممارسات تضع حداً للتمييز والعنف ضد المرأة .


في العراق دفعت المرأة العراقية ثمناً اجتماعياً باهضاً خلال العهد الملكي وكان البعض كلما ارادوا ذكرهن قالوا : زوجتي ( تكرم ) أي السامع ، وكنت مع إمرأتي ( محشوم  السامع ) في السوق ، الى غيرها من ألفاظ الاعتذار التي يطلقها الرجل حين يتحدث في مجلس عام عن إمرأته وكأنه يتبرأ منها ، بل جعلها بمنزلة المادة النجسة التي لابد من التطهر منها حين الوقوع فيها.

وشاع الزواج التعسفي مثل زواج ( الكصة بالكصة) او نهوة ابناء العمومة اذا ارادت عائلتها تزويجها من خارج العشيرة.

وفي فترة حكم الطاغية صدام كان واقع المرأة العراقية اكثر مأساوية وقد تطرقت خلال مقالتي السابقة " المرأة العراقية وتاريخ من الذل والظلم " عن هذا الواقع الماساوي.

اما اليوم فلا تخفي النساء العراقيات قلقهن من القيود المفروضة على حرياتهن وان المرأة تواجه فقدان الاحترام وتتعرض للأهانة من خلال محاولة البعض تعطيل طاقة المرأة العراقية والغاء مشاركتها في البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلاد وإبقاءها اسيرة الجدران الاربعة وعدم اعطاءها قدر بسيط من الحرية والاحترام .

ان المرأة تعني الأم والزوجة والاسرة والمجتمع .. وان كرامة المرأة قضية ترتبط بحرية وكرامة الانسان.

لذلك يجب اخراج المرأة من الضياع بين دعوات التزمت الاعمى ، وأعاصير التفلت المجنون  لتأخذ دورها في الحياة ، ودورها الحقيقي كعنصر فاعل في المجتمع .. وان المرأة العاملة المثقفة هي صاحبة الدور الفعال والمؤثر في المجتمع ، لانه لايخفي على احد ان للمرأة دورا كبيرا في الحياة فهي الشريان النابض لكل اسرة .. وان المرأة هي التي تصنع الانسان رجلاً كان ام امرأة ، تحضنه بشغف ومحبة وتقاسمه حتى دقات قلبها ودمها.

فتحية من القلب لكل امرأة رفضت العبودية والتخلف والذل والاضطهاد والاستغلال..

تحية لجميع نساء العالم والعراقيات خاصة .

وكل عام وانتن بالف والف خير.

بلغراد _ صربيا والجبل الاسود

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/اذار/2006 -8/صفر/1427