الاحتفال بيوم المرأة العالمي تحت شعار دور النساء في اتخاذ القرارات

الاحتفالات طغت عليها مسائل العنف الجنسي وحق الاجهاض

يحتفل الاربعاء بيوم المرأة العالمي في جميع انحاء العالم تحت شعار "دور النساء في اتخاذ القرارات".

وفي رسالته لمناسبة يوم المرأة اشار الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى انه "تم احراز بعض التقدم في مجال تمثيل المرأة عبر العالم".

وقال انان "في كانون الثاني/يناير 2006 بلغت نسبة النساء في البرلمانات الوطنية رقما قياسيا جديدا في العالم". وحاليا هناك في العالم 11 امراة تتولى رئاسة دول او حكومات موزعة على مختلف القارات وثلاث دول هي تشيلي واسبانيا والسويد يتساوى فيه عدد النساء والرجال في الحكومات.

وفي الولايات المتحدة سيلقي الرئيس جورج بوش كلمة لهذه المناسبة. وفي فرنسا ستحل رئيسة ليبيريا الجديدة ايلين جونسون سيرليف اول امراة تنتخب على رأس دولة افريقية ضيفة لهذه المناسبة وسترأس نقاشا حول المساواة بين الرجل والمراة ك"اداة للتطور".

وفي تشيلي تستعد ميشال باشليت لان تصبح اول رئيسة لبلادها خلال ايام امام اكثر من ثلاثين رئيس دولة ومسؤولا من اميركا اللاتينية وافريقيا واوروبا ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.

الا ان تمثيل المراة في المجال السياسي في مناصب رفيعة المستوى عبر العالم لا يزال امنية لم تتحق بالكامل. وما زالت النساء عبر العالم يتعرضن للعنف المنزلي ولمحرمات دينية وثقافية وللتميز في مكان العمل.

وتحتفل مجموعات من النساء بيوم المراة العالمي وفي العديد من الدول يعتبر احتفالا رسميا.

واتهمت جمعيات نسائية عبر العالم الامم المتحدة بعدم القيام بما يكفي لتحقيق المساواة بين الرجل والمراة في اطار اصلاحاتها.

وفي رسالة مفتوحة الى الامين العام للامم المتدة كوفي انان والدول الاعضاء انتقدت هذه الجمعيات النسائية "الامم المتحدة لاستمرارها في تخصيص مناصب محدودة للنساء في لجانها المهمة ولجان كبار الخبراء والمناصب الاخرى رفيعة المستوى" بعد اكثر من عشر سنوات على التعهد الذي قطعته خلال مؤتمر بكين في 1995 بالعمل من اجل المساواة بين الرجل والمراة في العالم.

وقد اعلن الاتحاد البرلماني ان النساء ما زلن يشكلن اقليات في برلمانات العالم لانهن كن يمثلن في 2005 عضوا في البرلمان من كل خمسة.

وقال الاتحاد لمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يحتفل به في الثامن من اذار/مارس ان "التقدم مستمر لكن النساء ما زلن يشكلن اقليات في برلمانات العالم".

وحصلت 1548 امرأة على مقعد في البرلمانات ال39 التي اعيد انتخاب اعضائها في 2005 اي نسبة 20%.

وعلى سبيل المقارنة في العام 2000 كان 11% من الاعضاء المنتخبين من النساء.

ونهاية 2005 كانت المرأة في البرلمان تمثل 16,3% من اعضاء مجلسي البرلمان في 187 دولة مقابل 15,7% في كانون الاول/ديسمبر 2004. وتستمر هذه الوتيرة التصاعدية منذ 1995 عندما كانت نسبة النساء في البرلمانات لا تتجاوز 11,3%.

وتأتي رواندا في طليعة هذه الدول مع 48,8% من النساء تليها السويد (45,3%) والنروج (37,9%). وتقدر نسبة النساء في برلمانات فنلندا والدنمارك وهولندا وكوبا واسبانيا ب36%.

وفي 2005 سجلت اكبر زيادة في عدد النساء في البرلمانات في هوندوراس (18%) واندورا واثيوبيا وبوروندي وليشنشتاين (12%) وجزيرة موريشوس وتنزانيا (8,2%). في المقابل لم تعد هناك اي امرأة في برلمان قرغيزستان. وهناك تسع دول لا تمثل النساء فيها في البرلمان منها السعودية وميكرونيزيا وتونغا.

هذا واحيا ناشطون الاربعاء يوم المرأة العالمي وسط تعهدات بمحاربة العنف الجنسي والتفرقة بين الرجل والمرأة في آسيا فيما لا تزال الولايات المتحدة تخوض جدلا عاما حول حقوق الاجهاض.

وفيما من المقرر تنظيم مسيرات ونقاشات في دول لا تزال تناضل من اجل المساواة بين الرجل والمرأة تمر هذه المناسبة بدون اهتمام كبير في دول حققت فيها النساء مكاسب في مجالات السياسة والاعمال.

ففي افغانستان التي لا تزال تسعى لاعادة الامور الى طبيعتها في البلاد بعد سنوات من الحرب الاهلية وخمس سنوات من حكم طالبان سيطلق ناشطون مشروعا لتحديد مدى العنف الجنسي الذي يمارس بحق النساء.

ومن المفترض ان يعطي الرئيس الافغاني حميد كرزاي ايضا امرا بالافراج عن عدد من المعتقلات في هذا البلد حيث يمكن ان تدخل النساء السجن اذا قمن باعمال مثل الزنى او الهروب من زيجات اجبارية.

وفي باكستان المجاورة ستتقدم تظاهرة مطالبة بحقوق النساء امراة اثارت قضيتها استنكارا واسعا في العالم بعدما تعرضت لاغتصاب جماعي باوامر من مجلس قبلي.

وقالت مختار ماي لوكالة فرانس برس ان "هذا اليوم سيكون مهما لانه سيجمع للمرة الاولى نساء ورجالا في منطقة تتعرض لانتقادات عالمية بسبب التمييز بين الرجال والنساء والممارسات القاسية بحق النساء".

وقال المنظمون انهم يتوقعون مشاركة حوالى خمسة الاف شخص في مدينة مولتان.

وكانت مختار تبلغ من العمر 28 عاما وتعيش حياة هانئة في قرية ميروالا الصغيرة (وسط) حين قرر مجلس قروي في حزيران/يونيو 2002 انه يجب اغتصابها لتصحيح "خطأ" ارتكبه شقيقها الاصغر الذي اتهم بالتكلم مع شابة متحدرة من قبيلة ذات نفوذ.

وفي اندونيسيا يتزامن هذا اليوم مع دراسة نشرت وتظهر ان حالات العنف بحق النساء ارتفعت بنسبة 45% السنة الماضية كما افادت صحيفة "جاكرتا بوست".

وفي الولايات المتحدة يحتدم الجدل حول حقوق الاجهاض بعد يومين من اطلاق حاكم داكوتا الجنوبية اجراء قضائيا يمكن ان ينقض حكما تاريخيا اصدرته المحكمة العليا عام 1973 وسمح بحق الاجهاض.

واثار هذا القرار غضب المجموعات المؤيدة لحق الاجهاض التي تعهدت باستخدام كل الوسائل القانونية المتاحة لوقف تغيير القانون.

وفي استراليا ونيوزيلاندا حيث تحتل النساء ربع مقاعد البرلمان على الاقل لم يتم تحضير احتفالات تذكر لكن بعض الناشطين حذروا من ان الحق بالمساواة الكاملة لم يكتسب بعد.

وحذرت مفوضة التمييز بين الرجل والمرأة في استراليا برو غوارد من انه اذا لم تبذل الحكومة جهودا اضافية لمساعدة النساء على الجمع بين متطلبات المهنة والعائلة فان الاقتصاد سيتاثر.

ومن غير المقرر تنظيم احتفالات بارزة في اليابان المحافظة غداة تجمع اكثر من عشرة الاف شخص في طوكيو احتجاجا على مقترحات تسمح للنساء واولادهن باعتلاء العرش في اقدم امبراطورية في العالم.

وفي الصين حيث لا يزال الرجال يهيمنون على الساحة السياسية رغم قوانين تهدف الى زيادة عدة النساء في الحكومة فان النساء اخذن نصف يوم عطلة.

وفي فيتنام سجلت مبيعات الزهور ارتفاعا مع اتباع الاولاد والازواج تقليد تقديم الورود لامهاتهم وزوجاتهم.

واستفادت كوريا الشمالية من هذه الفرصة لحث النساء على دعم الديكتاتور كيم جونغ ايل عبر انجاب مزيد من الاولاد.

وكتبت رودونغ سينمون الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي ان "النساء يجب ان ينجبن عدة اولاد وتربيتهم ليصبحوا رجالا ونساء يتمتعون بحس المسؤولية لكي يدعموا الامة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/اذار/2006 -8/صفر/1427