بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لرحيل الامام الشيرازي قدس سره... مؤسسة الامام الشيرازي العالمية تقيم مهرجانا تأبينيا كبيرا في العاصمة الامريكية واشنطن

 

أقامت مؤسسه الإمام الشيرازي - قدس سره - العالميه مهرجانا تأبينيا حافلا في مركز الرسول الإسلامي ـ واشنطن - بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل المجدد الثاني سلطان المؤلفين المرجع الديني الأعلى الامام السيد محمد الشيرازي (قدس سره)

و قد ابتدأ البرنامج بآيات عطرة من الذكر الحكيم تلاها الحاج حسين الشهرستاني ثم الأخ الحاج أبو زهراء الكربلائي.

ثم تحدث عريف الحفل الأستاذ أبو حسن القريشي باللغة الانجليزية حول بعض مواقف السيد الراحل الشجاعة.

ثم تحدث الدكتور السيد محمد احمد شريف الدين أستاذ الأدب الإنجليزي في جامعة جورج واشنطن حول  أفكار السيد الراحل الحضارية مثل التعددية والشورى وسياسة اللاعنف. ثم تلى الدكتور شريف الدين قصيدة باللغة بالانجليزية.

وأنشد الأستاذ القريشي أبيات شعر باللغة العربية نالت إعجاب الحضور.

بعد ذلك تحدث سماحة اية الله السيد مرتضى الشيرازي النجل الثاني للامام الراحل بالعربية والفارسية وابتدأ كلامه بآية من القرآن الكريم حيث قال:

ورد في القران الكريم عن لسان النبي إبراهيم ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين....). ان الإنسان أسير الجسد وحبيس عدة عقود من الحياة إلا أنه بعمله الصالح يستطيع أن يخلد في الدنيا بالذكر الحسن وفي الآخرة حيث رضوان الله الأبدي وذلك لايمكن إلا إذا استثمر الإنسان لحظات حياته.

وأضاف: أن الإمام الشيرازي رضوان الله تعالى عليه لم يترك ثانية ولا لحظة من عمره إلا قضاها واستثمرها في سبيل الله إذ كان يعلم أن الدنيا ممر وليست دار مقر.

 وتابع السيد مرتضى الشيرازي حديثه بإسهاب عن بعدين من أبعاد سيرة وحياة المجدد الثاني وسلطان المؤلفين وذكر البعد ألأول: وهو بعد ارتباطه (قدس سره) وعلاقته بأهل البيت (عليهم السلام ) وذكر في ذلك ثلاثة الشواهد:

الشاهد ألأول: أن السيد الراحل رحمه الله طلب عند ما كان في العشرينات من العمر من سيد الشهداء (عليه السلام ) أن يوفقه لكتابة ألف كتاب، وهكذا كان الامر.. وما ذلك إلا لأنه طرق باب بيتهم بخلوص نية وصفاء ضمير.. ولو أن كل واحد طرق بابهم باخلاص عميق وطلب منهم أن يوفقوه لتأسيس ألف مؤسسة أو هداية مليون إنسان لوفقوه شرط أن يكون جادا في طلبه وأن يثابر على دعوته ويواصل مسيرته.

الشاهد الثاني: إحياء السيد – رحمه الله - لشعائر الإمام الحسين وكشفه عن معجزات هذه الشعائر الخالدة....

و اضاف السيد مرتضى الشيرازي: أن القرآن الكريم هو معجزة الرسول الخالدة دون شك... وأن الله سبحانه وتعالى منح الحسين - عليه السلام - معجزة خالدة هي شاهد صدق على صحة كل ما جاء به الرسول  الكريم - صلى الله عليه وآله وسلم - وعلى حقانية مذهب أهل البيت (عليهم السلام ) وهي أن كل من صرخ يوم العاشر من محرم هاتفا "يا حسين " فأن النار ستكون له بردا وسلاما كما كانت بردا وسلاما لإبراهيم ( يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم).

و الإمام الشهيد الشيرازي أحيا هذه المعجزة في العراق قبل أربعين عاما حتى أن الخطيب ألشهير الشيخ عبد الزهراء الكعبي رحمه الله دخل النار بجوربة فلم يحترق حتى الجورب واستمر البرنامج ثلاث سنوات إلا أن حكومة الجائرة في العراق والأيدي الخفية تدخلت بعنف وقوه حتى منعت هذا البرنامج.....

واستمر المجدد الثاني في محاولته إحياء هذه المعجزة حتى اعيدت ثانية في مركز وحسينية الرسول الأعظم في لندن العام الماضي وهذا العام حيث مشى العشرات من الناس وفيهم أساتذة جامعة ورجال دين وجمع من المؤمنات على النار.

الشاهد الثالث: يقول أحد المؤمنين، كنت مارا بقرب مكتبة الرسول الأعظم في الكويت فشاهدت السيد الشيرازي قدس سره في موقف مذهل اذ كان في قلب الحر (كان ذلك الوقت أواسط الصيف حيث الحر على أشده) وعند الساعة الثانية ظهرا ـ شاهدت السيد بشخصه يتصبب عرقا وهو يحمل كتبا من المكتبة إلى سيارة وانيت كان قد أستأجرها... يقول الشاب المؤمن نزلت من سيارتي وسألت السيد (ماذا تفعل يا سيدي ولم لم تأمرنا ليلة أمس أن نساعدك وأنت تعلم بأن العشرات كانوا سيهبّون لامتثال أوامرك) . فقال هذه كتب دينية إرشادية انقلها للوانيت لأذهب إلى المنطقة الكذائية (منطقة معروفه بالبعد عن أهل البيت(عليهم السلام ) لكي أوزعها عليهم، وأنني كنت أريد أن أقوم بهذا العمل شخصيا لكي أذوق الحر والتعب في خدمة الدين وأهل البيت (عليهم السلام).

ثم تحدث آية الله السيد مرتضى الشيرازي عن الجانب الآخر من حياة السيد – رحمه الله - حيث قال: أن خدمة الناس وقضاء حوائجهم تعد من (الأصول) في الإسلام، واضاف: إن السيد كان قد وقف نفسه لخدمة الناس وحياته كلها سلسلة شواهد على ذلك ولذلك أسس المئات بل الألاف من المؤسسات والمشاريع - تأسيسا أو تحريضا-  في الكثير من بقاع العالم ولم يرض أن تكون باسمه ولو واحدة منها...

ثم ختم السيد مرتضى الشيرازي كلامه بالقول: علينا أن نقتدي بسيرة هذا العملاق العظيم لنحظى بالذكر الحسن في الدنيا وبجنة عرضها السماوات والأرض في ألآخرة.

 بعد ذلك عرضت لمدة 50 دقيقة لقطات من فيلم يصور مشاهد من حياة المجدد الثاني ويتضمن كلمة للمجدد الثاني قدس سره، وكلمه أخرى للمرجع الديني الأعلى الامام آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي حفظه الله - ومشاهد من التشيع.

و كان حديث السيد المجدد الراحل يدور حول الإخلاص للعترة الطاهرة وأن من تمسك بالإمام الحسين (عليهم السلام ) فأنه سيخلد في الدنيا وسينجو من الشدائد والإخطار.

وكان موجز ما أشار إليه السيد المرجع الكبير آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله): (و رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا) وقال: السر في ذلك هو منهج الرسول وطريقه تعامله مع الناس وأسلوب أدارته وحكومته... ولم يكن دخولهم في الإسلام بأعجاز خارق بل كان نتيجة طبيعية لأسلوب الرسول وأخلاقه وسعه صدره وتواضعه ومنهجه في الاقتصاد العادل.

و استشهد السيد المرجع دام ظله بالرواية التي ذكرتها كتب الفقه مثل الجواهر والمستند وكتب التواريخ وذكرتها الصحاح الستة وما ذكرته كتب لنصارى أيضا بأن الرسول (ص) أعلن ذات يوم بأن (من مات وترك ما لا فلورثته.)

 وقال ايضا: لا توجد هذه الامور حتى في أكثر الانظمة حداثة وحتى في أكثر الدول ثراءا اذ القوانين الوضعية تفرض  الضريبة على الإرث. وأضاف السيد صادق الشيرازي دام ظله بأن الرسول زاد على ذلك فقال (من مات وخلف عيالا فإلي وعلي) وما أعظمه من ضمان اجتماعي واقتصادي. بل أن الرسول زاد على ذلك بقوله (من مات وخلف دينا فعلي)، وقد عمل الرسول(ص) (بكل ذلك وهذا كان من أسباب دخول النصارى واليهود أفواجا أفواجا في الإسلام)

و اضاف السيد المرجع دام ظله: لو أن منهج الرسول(ص) طبق في هذا الزمن لرأيتم كيف أن الناس يدخلون في دين الله أفواجا افواجا.... ولو أن أحد منا طبقه في حياته الشخصية لرأيتم كيف سيتموج فعله على أهله وجيرانه وأصدقائه ايجابيا.

كما كان هناك معرض للكتب عرضت فيه كمية كبيرة من كتب الإمام المقدس الراحل – قدس سره - حيث انبهر الجميع بالموسوعة الفقهية القيمة وهي موسوعة تقع في 160 مجلدا. بعد ذلك وزعت اشرطة كاسيت وكذلك سي دي - من إنتاج " مؤسسة المجدد للصوت والصورة " -

كما تم نشر وتوزيع مقالات عن الإمام الراحل (رضوان الله تعالى علیه) باللغات الانجليزية والعربية والفارسية.

 

مراسل مؤسسة الامام الشيرازي - قدس سره - العالمية  (واشنطن)