اللجنة الثقافية بصفوى تقيم احتفالاً بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل الأمام الشيرازي قدس سره

أقامت اللجنة الثقافية بصفوى احتفالاً بمناسبة مرور سنة على رحيل سماحة آية الله العظمى الأمام المجدد السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) في مساء يوم الخميس 7/10/1423هـ الموافق 12/12/2002م في مسجد الأمام الحسين عليه السلام. وقد اشتمل الحفل الكلمات والشعر والأنشودة.

وقد صاحب الحفل معرضين للصور الفتورغرافية حول السيد وأحداث تشييع الجنازة ومراسم العزاء في قم المقدسة للفنان السيد عدنان الشبر. أما المعرض الثاني فهو معرض للكتب شمل بعض كتب وكتيبات السيد في مختلف المواضيع والعلوم.

وكانت أولى الكلمات كلمة سماحة  العلامة الشيخ يوسف المهدي حفظه الله تحدث فيها عن موقع المرجعية الدينية لدى الشيعة ( إن المرجعية تعني بالتعبير السياسي اليوم القيادة لهذه الطائفة المؤمنة المرجع قائد لهذا الكيان. منذ غاب الأمام الحجة عجل الله فرجه الشريف أصبح العلماء الفقهاء نواباً للأمام الحجة وقادة لهذه الطائفة).

وبين أن الأمام الشيرازي لم(يكن مرجع فنوى والأحكام الشرعية فقط ) بل (كان بحق وحقيقة قائداً ورمزاً ومفكراً ومنظراً).

ولبيان مكانة السيد استعرض الشيخ مراحل تطور المرجعية الشيعية بحسب تقسيم الشهيد السيد الصدر رحمه الله كما كتبها صاحب كتاب (المحنة):

1- مرحلة الاتصال الفردي: وفي هذه المرحلة كان العامة يستفتون العلماء المجتهدين في مدنهم ، واستمرت هذه المرحلة من أصحاب الأئمة وحتى العلامة الحلي رحمه الله.

2- مرحلة الجهاز المرجعي وكان الشهيد الأول رحمه الله هو من أدخل المرجعية هذه المرحلة ودفع حياته ثمناً لها، وقد بدأ بها في سوريا ولبنان حيث وزع الوكلاء وفرض جباية الزكاة والخمس.

3- مرحلة التمركز والاستقطاب: وأدخل المرجعية هذه المرحلة الشيخ كاشف الغطاء رحمه الله ومعاصريه حيث بدأ المراجع بالتمركز في مناطق بالخصوص في العراق وإيران بسبب الكثافة الشيعية فيها وشملت هذه المرحلة باقي فترة الدولة العثمانية وحتى بدء الاستعمار.

4- مرحلة القيادة: وبدأت ببداية التدخل الغربي وخاصة البريطاني في العالم الإسلامي. ويقول الشهيد الصدر رحمه الله أن المرجعية كانت تتذبذب بين مد ( قيادة الأمة) وجزر( الدور التقليدي الفتيا).

وكان الأمام الشيرازي رحمه الله من المراجع الذين كانوا قياديين.

وركز الشيخ على بعض جوانب شخصيته:

1- التأليف حيث شدد الأمام الشيرازي على أهمي الكتابة والإكثار من التأليف حتى أنه (في أواخر عمره ألف كتاباً أسماه (الكتاب من لوازم الحياة)) فجعل سماحته الكتاب كالماء والأكل والهواء....الخ من الأشياء التي لا يحيا الإنسان من دونها.

2- الجرأة في طرح الأفكار والصلابة في الثبات على الموقف الذي يراه صحيحاً مهما واجه من صعوبات ومضايقات.

3- البساطة في جميع شئونه وخاصةً في علاقته مع أسرته. وتواضعه في كل شئونه ومع الكل (وهكذا يعيش العظماء البساطة في المعيشة والحياة لكنهم كانوا قي الموقف والعلم أقوياء وصلبين.

وفي ختام كلمته أكد سماحة الشيخ يوسف على أنه من واجبنا أن نقتدي ونعتبر بالسيد لا أن نفتخر به وإن كان انتماؤنا له فخراً لنا.

بعد ذلك أنشدت فرقة الأمام الحسن الزكي عليه السلام بالشويكة أنشودة رثاء الأمام رحمه الله.

بعد ذلك ألقى الشاعر الكبير جاسم الصحيح من الأحساء قصيدة رثاء منها الأبيات التالية:

موت بحجمك فارع جبار                             كيف استطاعت نسجه الأقدار

ما كان عمرك في جليل                              عطائه عمراً فيزهق أنه أعمار

فكأنما انفقدت بفقدك أمة                                وأديل كون وانطوت أسفار

لكن مثلك لا يموت جميعه                           بل فاض منك على الردى مقدار

وبقيت في أفق الهداية                                 كوكباً بشعاعه تتوهج الأفكار

لا لن تحال على المعاش                             رسالة عليا ولن يتقاعد الأحرار

وتحدث فيها عن دور أسرة المجدد الشيرازي في إنهاض الأمة ومقاومة الاستعمار فمن ثورة التنباك إلى ثورة العشرين، وتحدث عن مآثر السيد الشيرازي وما تركه من مؤلفات وغيرها ثم ختم قصيدته بقوله:

هذه المسيرة لا ضريح يوسعها                             في الأرض كي يخطه حفار

هي ثورة الأهداف ليس لنصها                               بدل وقد تتبدل الأدوار

وألقى الشاعر الأستاذ حسين محسن من أم الحمام قصيدة شعرية في رثاء الأمام الشيرازي منها:

لم يعط مثلك من أعطى الهوى تعبا                               فداء قلبك من أعطى ومن وهبا

فداء قلبك نهج قد رفضت                                     به فكراً يمت للإسفاف مضطربا

فداء قلبك جيل أنت رائده                                      تنكب الدرب بعد الهدى وكبا

وختم القصيدة بقوله:

غادرتنا سيدي لكن تركت هنا                                      أخاً يهدئ من روع النفوس أبا

تركت كفك تبني الصرح رائعةً                                     ورائد الفكر أعني القائد القطبا

شريك نهضتك الكبرى التقي هما                                   بحراك فينا فقد سالا فلا نضبا

من المعزى إذا ما نجمة سقطت                                  على الصعيد فلم تحمد بما وجبا

وألقى سماحة العلامة السيد هادي المدرسي حفظه الله عبر الهاتف كلمة في السيد عن عائلة الأمام الشيرازي قدس سره الشريف. تحدث سماحته عن أن الموت أحد مخلوقات الله وتعاقب الموت والحياة هو من سنن الله في الكون وأن علينا أن نعتبر من موت العلماء لا الافتخار بإنجازاتهم:( لا يكفي سرد إنجازات هذا المرجع الكبير وأن نفتخر به. ذلك لأن الأئمة الطاهرين عليهم السلام كانوا يطالبوننا عند رحيلهم أن نتخذ العبرة من ذلك). وعدد سماحته بعض العبر من حياة السيد :

1- إن السيد ليس معجزةً لا تتكرر وليس استثناءً بين العلماء وأن القول بذل غير صحيح وإنما(الاستثناء نحن إن لم ننجز مقدار ما أنجز ولم نكتب مقدار ما كتب)..

2- انتهاز فرصة الزمن (العمر) لأن الزمن الماضي يعتبر ضائعاً ما لم نحمله إنجازاً. فالسيد (لا يترك لحظةً من لحظات حياته تمر إلا ويحاول أن يحملها عملاً من الأعمال) وحتى وهو يأكل أن وجد فرصة قرأ.

3- إن الزمان كفيل بإعطاء الرجال حجمهم الحقيقي. فالسيد قد هوجم واتهم وقلل من شأنه، لكنه بعد موته عرف الناس قدره (فإذا بكثير من الذين كانوا يتحدثون ضده يلهجون بذكره ويمدحونه ويتحدثون عنه ويجللون قدره). ومع كل ما واجه لم يتوقف عن العطاء ولم يستسلم وتحمل الصعاب لأن (الإنسان هو رهن عمله في الدنيا والآخرة).

4- أن الإنسان هو صانع سلم مجده وأنه لا يصعد أحد سلم مجد عمله له آخر.

5- أن السيد كان صاحب نهضة و(إن مرجعيته تابعة لنهضته).

6- جهاده من جهاد النفس وجهاد طواغيت العصر. فهو أول وآخر مرجع يحكم عليه بالإعدام، حيث أن العلماء والمراجع الذين قتلهم الطاغية إما اغتيلوا أوقتلوا في ظروف غامضة وأنكر النظام قتلهم كما فعل بالشهيد السيد محمد باقر الصدر رحمه الله والشهيد السيد محمد صادق الصدر، بينما السيد كان المرجع الوحيد الذي حكم عليه بالإعدام ونشر في الجريدة الرسمية.

واختتم السيد بالدعاء للسيد لرحمة وحث نفسه والجميع على التمسك بتعاليم السيد والسير على منهجه وفكره.

وفي ختام الحفل تم عرض فيلم وثائقي للامام السيد الشيرازي ( قدس سره).