اختتام مؤتمر الإمام الشيرازي قدس سره السنوي الاول في البحرين

 

اختتم في البحرين مؤتمر الامام الشيرازي السنوي الاول المنعقد برعاية جمعية الرسالة الاسلامية، حيث ابتدأت الجلسة الختامية بآيات من الذكر الحكيم، ثم استهل مدير الجلسة السيد جعفر العلوي كلامه منوها بالتأصيل العلمي لتراث الإمام الشيرازي من خلال هذا المؤتمر.

ثم ألقى الدكتور عبدعلي محمد حسن الأستاذ بجامعة البحرين ورئيس لجنة التخطيط في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية بحثه الذي كان بعنوان "قراءة في فكر آية الله العظمى الإمام الشيرازي" معلقا وملخصا أهم الآراء التي طرحها السيد الشيرازي في كتابه "السبيل إلى إنهاض المسلمين"، حيث أشار إلى الأسس للحركة الإسلامية المعاصرة بحسب رأي المرجع الشيرازي وهي التوعية والتنظيم والخلق الإسلامي والسلم والاكتفاء الذاتي. ثم ألقى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي كلمة عبر الهاتف حيا فيها الحاضرين على اهتمامهم بحضور مجالس التأبين، وقال: إن العلماء المراجع هم ضمان استقامة الأمة من حيث موقعيتهم كنواب للإمام الحجة عليه السلام، وان التفاف الأمة حول علمائها يوجد حالة النهوض.

وأشاد بالجهاد العلمي والعملي الذي قاده الإمام الشيرازي الراحل. ثم ألقى سماحة الشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني بحثه المعنون "التسقيط معصية كبيرة وظاهرة من تخلف الأمة"، حيث أشار إلى الوسائل المحرمة في تسقيط الشخصيات، وانها ظاهرة محرمة نبذها الإسلام. وأوضح ان الإمام الشيرازي تعرض لمحاولات إسقاطية عديدة إلا أنها لم تؤد غرضها، حيث ظل الإمام الشيرازي قويا كالجبل وازداد مقلدوه ومريدوه، بل تعلقوا به أكثر من قبل. وقال: إن السيد الشيرازي كان يقابل تلك المحاولات بروح أخلاقية رفيعة ولا يرضى بالرد السيىء بل يغض الطرف، ويطلب من أعوانه أن يبتعدوا عن مثل هذه السفاسف.

ثم اختتم المؤتمر بالإشارة إلى بقية الفعاليات لتأبين الإمام الشيرازي. وأوضح مدير المؤتمر ان هناك مسابقة ترعاه جمعية الرسالة الإسلامية في تأليف كتب عن حياة الإمام الشيرازي وفكره الرسالي.

 

وكان اليوم الاول من المؤتمر قد شهد عدة ابحاث ومداخلات قدمها مشاركون من البحرين ومختلف الدول المجاورة، حيث القى في البدء مدير الجلسة السيد محمود الموسوي كلمة طرح فيها خلفية عن المؤتمر الذي دعت اليه جمعية الرسالة الاسلامية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل المرجع الديني آية الله العظمى الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي، وقال في كلمته:

ان هذا المؤتمر هوالجانب المعرفي في الاستفادة من هذا التراث العلمي الزاخر الذي ورّثنا اياه سماحة الإمام الشيرازي وهو محاولة للتعاطي العلمي الجاد مع هذه الشخصية العظيمة لنتمكن من الاستفادة من عطاءاتها العلمية التي شملت كافة جوانب الحياة الحيوية وخصوصا فيما يرتبط بعالمنا المعاصر. ولنتمكن من استكشاف اسرار العظمة فيها، لنتمثلها في شخصياتنا. وقال: ان هذا المؤتمر خطوة جادة في التعاطي المعرفي مع فكر الإمام الشيرازي، لنستبين ولبنين للناس والعالم مدى النضوج ومدى استيعاب فكره النير لمتطلبات الحياة وللمساهمة في العلاجات المعاصرة لأصعب مشكلات العصر. كل ذلك من هدي القرآن الكريم وتعاليم الرسول وأهل بيته. كرسالة للبشرية لفهم الدين الاسلامي الحنيف كمقدمة للأخذ بتعاليمه على المستوى العالمي، وليس ذلك على الله بعزيز. وقال الموسوي: ان التعاطي مع التراث العلمي ومع شخصية الإمام الشيرازي بخطاب معرفي جاد لا يلغي التعاطي مع شخصية في الابعاد الاخرى. كالبعد الاخلاقي والقدوتي. وبعد احياء التأبينات على روحه الشريفة، فهذا البعد مما لا شك انه يؤثر في السلوك الانساني، ويدخل على روح سماحة الامام الشيرازي الثواب الجزيل مع محبيه وممن له الفضل عليهم، كما اكدت الروايات عن أهل البيت عليهم السلام ان اهداء ثواب اعمال الخير للأموات يصل اليهم.

وقال مختتما حديثه: نعم ليس هذا الاشتغال والتعاطي بناسف للتعاطي التأبيناتي ان صح التعبير. بل هو اضافة وامتزاج لتكمل الصورة ولتتوازن العلاقة بيننا وبين الامام الشيرازي رحمة الله تعالى عليه. بعد ذلك دعى الحضور لقراءة سورة الفاتحة واهداء ثوابها الى روح الامام الشيرازي الطاهرة. بعد ذلك طرح البحث الاول لسماحة الشيخ محمد حسن الحبيب وهو احد علماء المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، ومدير حوزة القائم في منطقة السيدة زينب بسوريا وكان عنوان البحث: "المرجع والأمة، الواجبات والحقوق" وقد جاء فيه: يقف المرجع في قمة الهرم في المؤسسة الدينية عند الشيعة أجمع نظرا لاتصافه بالنيابة عن المعصوم عليه السلام كما دلت عليه النصوص، لذا اصبح التقليد من الامور المهمة في المجتمع الشيعي، اذ مع كونه الخيار السهل المقدور عليه لدى عامة الناس، بالقياس الى الخيارين الآخرين (الاجتهاد والاحتياط) يشكل حلقة الوصل بين المرجع والأمة، او فلنقل مع مقلدية، وعليه فانه يؤسس لعلاقة تتجاوز العلاقات التقليدية من الاحترام والتقدير والواجبات العامة المتبادلة بين الأمة وعلمائها لتصل الى علاقة اكثر عمقا تتسم بالحقوق والواجبات المتبادلة بين المقلَد والمقلِد. وبالرغم من ان هذه العلاقة تتم عن طريق الانتخاب والاختيار كما هو واضح، وكما يظهر من كلماتهم رضوان الله تعالى عليهم في تعريف التقليد حيث قال بعضهم: انه الأخذ بقول الغير من غير حجة، وقال آخر: انه العمل بقول الغير، وقال ثالث: انه قبول قول الغير بل من كلمات ائمة الهدى عليهم افضل الصلاة والسلام (فللعوام ان يقلدوه) و(فارجعوا فيها الى رواة احاديثنا) حيث حدد الامام عليه السلام صفات من يرجع اليه تاركا للناس حرية الانتخاب والاختيار، والامام الشيرازي رضوان الله عليه التفت الى هذه الاشكالية فبعد اقل من عامين من تصديه للمرجعية 1382هـ كتب كتابا اسماه "المرجع والأمة" وضح فيه واجبات وحقوق كل من الامة والمرجع على بعضهما البعض. كما طرح العطار في بحثه رأي الامام الراحل في العلاقة بين المرجعية الدينية والأمة ودور المؤسسة الدينية بما تمثله من امتدادات في جسم الامة ودور وكلاء المرجع في تقوية هذه العلاقة.

وقد قسم سماحته بحثه الى عدة اقسام منها المنطلق ومؤسسة العمل المرجعي والبعد العلمي والثقافي وكذلك البعد الاجتماعي والأمة والمرجع، وفي هذا الصدد يوضح سماحة الشيخ محمد حسن الحبيب مسألة الأمة والمرجع فيقول: الطاعة والانقياد مظهر لما يكنه القلب من حب واخلاص ووفاء، فالامة أية أمة اذا ارتبطت بقائدها فمن العبث القول بوجود صفة الوفاء والاخلاص اذا لم تكن هناك طاعة ولم يكن هناك انقياد، بل ربما يقال عن الحب الحقيقي الخالص، وحيث ان بعض الفقهاء يتعدون مسائل الافتاء والقضاء لتشمل جميع جوانب الحياة، فان هذا لا بد وان يقابل بالانقياد والطاعة، فاذا امر بشيء او نهى عن شيء على الامة الاتباع ان ارادت النجاح والخير، مثلا قد يرى الفقيه المصلحة في ذهاب شخص الى بلد، او بناء مسجد في منطقة، او متاركة ــ مقاطعة ــ جنس خاص، أو ما أشبه ذلك فاللازم اطاعة اوامره حول هذه الامور وأمثالها. وهذا لا يعني القبول بالعلاقة الضمنية مع المرجع وانما يكون دائما وابدا التحكيم للقيم. كذلك المعلومة والخبر والاحصاء ورصد الظواهر كل هذه تساهم في بلورة التوجه المرجعي وتجعل تخطيطه لامور وقضايا المجتمع تخطيطا علميا لذا يقدم الامام الشيرازي اقتراحا الى الوكلاء بان يكون لكل وكيل وكالة انباء ثم يرسل المهم منها الى المراجع ليكون المرجع كالقلب النابض والمخ الحارس ليكون اسهل في الخدمة وأيسر في الادارة. تهيئة الاجواء برد شبهات الحاقدين والحاسدين وصناعة الاجواء الايجابية فالمرجع لا يتمكن من العمل الا في الجو الملائم، فمن اللازم على الامة تهيئة الجو الملائم للمرجع ليتمكن من اداء رسالته ويقدر على نشر الاسلام، وبث الاحكام وادارة البلاد ادارة حسنة، اضافة الى ذلك تكون المنظمة العاملة تحت لواء المرجع في مختلف البلاد والارياف ويكون مقصد الهيئات العمل للتفاعل بين الامة وبين المرجعية، بقصد مد النفوذ الاسلامي واحكام القرآن، الى مختلف قطاعات الامة.

كما ألقى سماحة الشيخ ماجد الماجد رئيس جمعية الرسالة الاسلامية بحثه والذي جاء في بدايته.. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "اذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شيء". وقال الامام الصادق عليه السلام "اذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شيء". وقال الماجد: تمر الذكرى الاولى لرحيل واحد من ابرز مراجع التقليد في عصرنا الحاضر، وابرز رواد الفكر الكبار هو المرجع الديني فقيد الاسلام والمسلمين آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي، وان فقدان الامة لهذا المرجع الكبير خسارة فادحة يصعب تعويضها لما له من تميز في تاريخنا المرجعي وبما يملك من نبوغ وكفاءة في علمه وفقهه وفكره، يبعث الحياة في من حوله وتشهد له الساحات التي تواجد فيها ففي كربلاء المقدسة اوجد نهضة دينية وارتحل وهاجر الى الكويت فأسس المشاريع العلمية والخيرية وهكذا حاله حينما نزل قم في جمهورية ايران الاسلامية فهو بحق رجل العطاء والعلم. وقال: لقد ترك هذا المرجع الفقيد مضافا الى فكره النير واعماله العظيمة مراجع وفقهاء وعلماء ومثقفين وتيارا جماهيريا كبيرا. وكما يقول المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي "ان عزاءنا بعد الله الذي وعد الصابرين اجرا من لدنه عظيما في تراثه العلمي الضخم. وفي الجيل الايماني الذي رباه وفي العلماء الذين استضاءوا بنور علمه". وقال الماجد: ان أهم ما كان عنده هو انه يحمل قضية بحجم العالم الاسلامي كله، ويكفيه فخرا انه أول مرجع حكم عليه بالاعدام في العراق، كل ذلك لانه مرجع لم يقبل ان يبقى العلم في اروقة الحوزات وانما حمل العلم الى جميع الدول الاسلامية، ليعمل من كل مسجد حوزة، ومن كل بيت مكتبة، ولهذا تحمل ما تحمل، فقد ساهم باطروحاته بتجديد فكر المسلم وثقافته وفق صياغة متكاملة للمجتمع من خلال كتاباته التي احاطت بمختلف القضايا والفروع في الفقه والاصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع بل يشمل التغيير الحضاري وفق الموازين الشرعية والقواعد الدينية. بعدها طرح الاستاذ حسن العطار رئيس منتدى القرآن الكريم بدولة الكويت البحث الثاني والذي حمل عنوان "الامام الشيرازي، مشروع لم يكتمل" حيث أوضح في بحثه خصوصية الفترات الزمنية التي عاشها الامام الشيرازي في العراق ثم هجرته الى الكويت، ثم الى ايران، حيث كانت طموحات الامام الشيرازي عالية وكبيرة، ولم تسعها تلك الساحات بل ان العمر الزمني للامام الشيرازي اقصر من مدى تلك الطموحات حيث كان يدعو الى الحرية والانعتاق من الاستبداد وتحكيم الشورى في كل صغيرة وكبيرة من حياة المسلمين، والاخوة بين المسلمين وقيام الحكومة الاسلامية. وطالب العطار في كلمته تلامذة الامام الشيرازي بان يكملوا مشروعه الحضاري والنهضوي.

واختتمت الجلسة الأولى للمؤتمر ببحث القاه السيد جعفر العلوي أمين سر جمعية الرسالة الاسلامية وهو باحث في القضايا القرآنية، وكان عنوان بحثه "الامام الشيرازي مفسرا للقرآن الكريم" ومما جاء في البحث: يلاحظ ان الامام الشيرازي اولى القرآن الكريم اهمية كبرى في مؤلفاته استنادا اليه، واستنباطا منه، وانطلاقا منه في مختلف الآراء الفكرية والسياسية بل نستطيع ان نقول ان المدرسة التي اسسها الامام الشيرازي تعتمد اساسا على القرآن والسنة بصورة شبه تامة. وقد كتب رضوان الله عليه عدة كتب تختص بدور القرآن واهميته ومعالجة عدد من القضايا المثارة حول القرآن الكريم وهي: 1 ــ اهمية القرآن الكريم. 2 ــ الجنة والنار في القرآن. 3 ــ عاشوراء والقرآن المهجور. 4 ــ القرآن حياة. 5 ــ القرآن منهج وسلوك. 6 ــ القرآن يتحدى. 7 ــ لماذا يحاربون القرآن. 8 ــ متى جمع القرآن. 9 ــ محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" والقرآن. 10 ــ الرسالة والخلافة في القرآن. 11 ــ الإله والكون في القرآن. 12 ــ الأحكام والأخلاق في القرآن. 13 ــ بيان التجويد. 14 ــ سلسلة "القصص الحق" القرآنية من خمسين جزءا كتبها للناشئة. 15 ــ الفقه: حول القرآن الحكيم. وهي كتيبات قصد منها سماحته توعية الامة حول القضايا المذكورة باسلوبه الواضح السلس، عدا كتابه "حول القرآن الحكيم" فانه مجموعة بحوث مركزة وهو بحق دراسة ثمينة ونادرة. استطاع فيها السيد الشيرازي ان يقدم اضافة نوعية جديدة في بحوث القرآن. وهذا الكتاب جزء من موسوعة الفقه التي كتبها للباحثين والمتعمقين، وتبدأ المباحث برأي، ثم يستدل عليه، مثلما هو الحال في كتب الاستدلال الفقهي. الا انه بحاجة الى تحقيق واعادة طبع. وقد تطرق الكتاب الى قضايا حيوية ومهمة تختص بالقرآن، مثل الاستفادة من القرآن في تطوير الحياة، علاقة القرآن بالفكر والعمل وكيف نستلهم منه، وواجبات المسلمين نحو القرآن، وعلاقة القرآن بالعلوم الحديثة، وكيف نفسر القرآن في زمننا الحالي الى غير ذلك من البحوث الحيوية، واوصى الباحثين والمهتمين بالدراسات القرآنية بالاطلاع على هذا السفر الثمين.

وقال في بحثه: يرى الامام الشيرازي ان التفسير يلزم ان يكون بالأدلة الأربعة، اي بالكتاب والسنة والاجماع بما فيه الاجماع الشامل للعرف واخيرا بالعقل. وذلك لكي لا يكون تفسير القرآن قائما على اساس رأي المفسر وذوقه الخاص وهو التفسير الذي ذمته الروايات. وحول تفسير القرآن بالمعاني الحديثة والصناعات والاختراعات والاكتشافات العلمية، فيرى الامام الشيرازي بعد ان يورد ادلة المؤيدين والمعارضين ويرد عليهم، ان ما يراه هو انه قد يكون التفسير بهذه الامور من باب تطبيق كلي القرآن على المصداق الجديد، كتطبيق الميسر على الاقسام الحديثة من القمار، وكتطبيق معنى (جائر) في قوله تعالى: "وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر" على المناهج الاقتصادية الحديثة كالشيوعية والاشتراكية، ثم يقول: وهذا القسم لا يضر مستدلا على ذلك بظاهر تشبيه الامام عليه السلام القرآن بالشمس تجري في كل يوم وبالحديث القائل: ان الآية اذا نزلت في الأقوام وماتوا ماتت الآية لمات القرآن ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين. وعلى الرغم من التفسيرات التي كتبها، الا انه يرى ان التفسير النموذجي الذي يجب ان يكتب هو عبر تأسيس لجنة مكونة من فقهاء ومفسرين وعلماء بالعلم الحديث تقوم بتفسير القرآن تفسيرا جامعا بين شئون المعنى وشئون اللفظ والشئون القديمة والشئون الحديثة، مع ملاحظة فقه احاديث التفسير جمعا بين بعضها البعض في اطار القرآن الكريم، والهدف من ذلك كما يقول: ليظهر جمال القرآن في العصر الحديث كما أظهر جملة من العلماء جماله بحسب ازمانهم. ان فكرة التفسير المؤسسي ان صح التعبير والقائم على جهود مشتركة من علماء دين والمتمكنين من العلم الحديث سيقدم خدمة جليلة للامة الاسلامية بل للعالم اجمع، فالعالم بحاجة الى ان يوضح له القرآن بصورة مناسبة للعصر مع الحفاظ على الثوابت وسيتم عبر هذه المؤسسة جمع محاسن كل التفاسير القديمة والحديثة مع ربطها بعلم الفقه وعلم الأحاديث جنبا الى جنب العلوم الحديثة بأشراف متخصصين وفقهاء. نسأل الله ان يوفق علماءنا الأجلاء الى مثل هذا المشروع الحيوي والمهم. واختتم السيد جعفر العلوي بحثه قائلا:

لقد قدم الامام الشيرازي مؤلفات جليلة الى المكتبة الاسلامية فيما يخص بتوعية الامة بكتابها العظيم، وقد استطاع رحمه الله ان يقدم عدة تفسيرات علمية ومفيدة للأمة ولعل التفسير الموضوعي الذي ينتظر الطبع سيكون اثرا مفيدا هو الآخر. ولعل من اهتمام الامام الراحل بالتفسير والقران الكريم ان اصبح ذلك سمة واضحة في المدرسة التي اسسها رحمه الله. ولعل من اوضح مصاديق تلامذة الامام الراحل في العناية الفائقة بالقرآن تفسيرا وانطلاقا وكتابة واهتماما هو آيه الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي الذي كتب تفسيرا بعنوان "من هدي القرآن" واسس مؤتمر العودة الى القرآن وكتب العديد من الدراسات القرآنية.