بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل المرجع الديني الكبير سماحة الامام آية الله العظمى الحاج السيد محمد الحسيني الشيرازي رضوان الله تعالىعليه، وضمن المراسيم التي أقيمت تخليدا لذكراه العطرة ولروحه الطاهرة والزكية

مجلس تأبيني مهيب وكبير في حسينية فاطميون بطهران

 

أقام المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي مع جماعة الخطباء والوعاظ ومداحين أهل البيت في طهران بالاضافة الى الهيئات والحسينيات والمؤسسات الكربلائية مجلسا تأبينيا كبيرا على روح الفقيد السعيد الفقيه المقدس سماحة المرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي رضوان الله تعالى عليه يوم الأربعاء ليلة الخميس 11 ديسمبر 2002م  الموافق 6شوال 1423هجرية  وذلك في حسينية فاطميون بطهران الواقعة في شارع المجاهدين تقاطع آب سردار بعد صلاة المغرب والعشاء حضره أكثر من 1200 شخص من كل الفئات الاجتماعية في طهران.

فلقد دعى سماحة آية الله المدرسي  مع المؤسسات التالية الى هذا التأبين الكبير والنوعي وأهاب  بالجماهير المؤمنة والموحدة بالمشاركة واحياء هذه الذكرى الأليمة تكريما لشخصية المرجع الراحل رضوان الله تعالى عليه. حيث نشرت جريدة كيهان الفارسية في عددها 17546 بتاريخ 10 ديسمبر وجريدة رسالت في عددها 4894 في يوم 11 ديسمبر اعلان هذه المؤسسات التالية التي أعلنت عن اقامتها لهذا التأبين والذي شمل: جماعة وعاظ وخطباء طهران، جماعة المبلغين في طهران، جماعة المبلغين في شرق طهران، جماعة المداحين في طهران، مكتب آية الله المدرسي، هيئة الفاطميون في طهران، هيئة بني فاطمة، هيئة أول مظلوم العالم، بيت الحسين عليه السلام، هيئة السائرين على منهج وخط آل طه، أهالي كربلاء في طهران، هيئة السائرين على القرآن الكريم، هيئة المتوسلين بعلي الأكبر عليه السلام، هيئة معزين الحسين عليه السلام، الحسينية الكربلائية في طهران، مؤسسة أنصار الحسين عليه السلام، صناديق قرض الحسنة الامام الصادق عليه السلام، المستوصف الخيري للامام الحسين عليه السلام، مستشفى والمستوصف الخيري لسيد الشهداء في طهران (تقاطع كلوبنك)، صناديق قرض الحسنة أم البنين عليها السلام، صناديق قرض الحسنة أنصار الحسين عليه السلام، اللجنة الثقافية في الحسينية الكربلائية في طهران، المكتبة العامة للامام الحسين عليه السلام، هيئة شباب الحسينية الكربلائية، مركز القرآن الكريم في الحسينية الكربلائية، دار نشر محبان الحسين عليه السلام، المؤسسة الخيرية للأمام الجواد عليه السلام، مؤسسة وحسينية دار الحسين في طهران.

 وجاء في مقطع من بيان جماعة الخطباء والمبلغين والمداحين في طهران:" الشيرازي الذي ينتمنى الى الشجرة الطيبة للمرجعية من آل الشيرازي، فانه سوف يقام مجلس تأبيني يوم الأربعاء 20/9/81 ش الموافق ديسمبر  في حسينية الفاطميون بطهران.. لذلك نهيب بالعلماء الأعلام والهيئات الدينية وأمة الشهداء بتعظيم الشعائر الاسلامية والحضور في هذه المجالس من أجل تقوية كيان المرجعية الدينية".

 وقد شارك في هذا التأبين كبار علماء طهران منهم حجة الاسلام والمسلمين العالم والمحقق الجليل الشيخ أبوذر بيدار عن مؤسسة الثورة الاسلامية في طهران والتي تعني بشئون جمع وتصنيف والتحقيق في فقه الشيعة وصاحبة موسوعة الينابيع الفقهية، وصاحبة " دارفقه الشيعة" في بيروت. والجدير بالذكر بأن المحقق الشيخ أبوذر بيدار هو أحد العلماء المجاهدين والبارزين في طهران ومن الذين وقعوا على بيان المجلس التأبيني لعلماء طهران الذي أقيم في مسجد أرك يوم الأحد الماضي.

بالاضافة الى حضور امام جماعة امامزادة شاه جراغ والوفد المرافق له، وامام جماعة امام زادة يحي سماحة آية الله لواساني، وحجة الاسلام والمسلمين خادميان الأمين العام لهيئة المداحين في طهران، وحجة الاسلام والمسلمين أكرمي الأمين العام لجماعة خطباء ووعاظ طهران، وحجة الاسلام والمسلمين الشيخ أهري أحد كبار علماء وخطباء طهران وايران، وأحد أصدقاء المرجع الفقيد الراحل ووكلائه، وآية الله صدر عالمي، حجة الاسلام والمسلمين حشام أحد كبار خطباء طهران، وحجة الاسلام والمسلمين الشيخ أحمد معرفت أحد أبرز العلماء والوكلاء المقربين للمرجع الشيرازي الراحل وصاحب مؤسسة الامام الصادق عليه السلام في طهران والوفد المرافق له، وحجة الاسلام والمسلمين شجوني النائب السابق لمدينة كرج في مجلس الشورى الاسلامي.

كما شارك في المجلس التأبيني كبار خطباء ومبلغي طهران منهم حجة الاسلام والمسلمين الشيخ صحت وحجة الاسلام والمسلمين السيد حسين الموسوي الاصفهاني وحجة الاسلام والمسلمين الشيخ الجمالي وحجة الاسلام والمسلمين الشيخ رجبي امام جماعة مسجد الامام الحسين عليه السلام في منطقة "جي" في طهران وحجة الاسلام والمسلمين السيد الرضوي الكربلائي أحد طلاب بحث الخارج للسيد المدرسي ومؤسسة فاطميون الخيرية وجماعة والأهالي الآذريين المقيمين في طهران، اضافة الى الشخصيات السياسية في الدولة.

بالاضافة الى حضور جمع غفير من الكربلائيين والعراقيين في طهران وجمع كبير من وعاظ وخطباء طهران،  وطلاب درس بحث الخارج لسماحة المرجع المدرسي، ووفد من الحسينية الكربلائية في قرجك ووفد من حسينية سيد الشهداء لأهالي دولت آباد الذي جاؤا على هيئة عزاء ليعزوا بيت الامام الشيرازي وسماحة آية الله المدرسي بهذه المناسبة الاليمة.

بالاضافة الى مشاركة وفد من الهيئة التحريرية لمجلة الشهيد ووفد ممثل عن منظمة العمل الاسلامي برئاسة الاستاذ المجاهد ابراهيم المطيري (الحاج أبومرقال) الأمين العام لمنظمة العمل الاسلامي في العراق، ووفد علمائي من أهالي أفغانستان المقيمين في طهران وورامين ممثلا في سماحة آية الله مجاهد والاستاذ أفضلي المسئول الثقافي في سفارة أفغانستان في طهران ووفد عن حزب الوحدة في أفغانستان،  والهيئات الدينية الأفغانية للمهاجرين في كل من طهران وورامين، وطلاب الحوزة العلمية في قم المقدسة من الأفغان المهاجرين الأفغان وعدد من علماء الاسماعلية في أفغانستان.

كذلك ضم المشاركين وفد كويتي ممثل في الاستاذ الوجيه الحاج عبد الحسين السلطان رئيس تحرير جريد الحياة الكويتية ووفد من الشخصيات الدينية والعلمائية والثقافية البحرينية.

وقد كان في استقبال الوفود المعزية المشاركة في المجلس التأبيني الكبير في حسينية فاطميون بطهران وفد من بيت المرجع الامام الشيرازي رضوان الله تعالى عليه ممثلا عن المرجع الديني المجاهد والمجدد سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله ووفد علمائي من قبل سماحة مكتب آية الله المدرسي ممثلا في آية الله السيد اللواساني امام جماعة امامزادة يحي وحجة الاسلام والمسلمين السيد عز الدين المحمدي وحجة الاسلام والمسلمين خطيب أهل البيت الشيخ ضياء الزبيدي وحجة الاسلام والمسلمين السيد عباس المدرسي وحجة الاسلام السيد جواد المدرسي وحجة الاسلام والمسلمين خطيب أهل البيت السيد ابراهيم شبر مسئول مكتب سماحة المرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي والاستاذ طالب خان مسئول القسم الثقافي وحفظ التراث في مكتب السيد المدرسي، والحاج باقر الأديب والحاج جلال الوكيل وعلماء وفضلاء وشخصيات كربلائية أخرى.
وبعد تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم وقراءة بعض المراثي الحسينية وذكر الامام الشيرازي الراحل وخدماته للاسلام وللمرجعية الشيعية في العالم الاسلامي  وطلب الرحمة والمغفرة لروحه الطاهرة السعيدة.. ارتقى المنبرسماحة حجة الاسلام والمسلمين العلامة خطيب أهل البيت السيد أبوالقاسم شجاعي وهو من أكبر وأشهر خطباء طهران والذين عاصروا الامام الشيرازي وشقيقه الشهيد السعيد آية الله السيد  حسن الشيرازي قدس سره.

وقال سماحة العلامة السيد أبوالقاسم شجاعي في ذكره للامام الشيرازي: " ان آية الله العظمى الحاح السيد محمد الشيرازي كان له السبق في العمل من أجل الاسلام وخدمة مذهب أهل البيت ونشره في كل أنحاء العالم، وان هذا المجلس التأبيني الذي عقدناه واجتمعناه فيه هو من أجل احترام العلم والعلماء الذين يخدمون الدين. ان الدرجات العلمية الكبيرة التي وصل اليها الفقيد السعيد الشيرازي جعلت منه شخصية علمية مهمة وجعلت له مكانة يجب احترامها حيث أنها شخصية لا نظير لها في تاريخنا المعاصر. ويمكن أن لا نرى في سلك العلماء ورجال الدين وبيوتاتهم مثل هذا الشخص الفريد الذي تكاملت شخصيته في كل الأبعاد، خصوصا في علماء الدين السابقين والمعاصرين.

ان المرجع  الشيرازي بالاضافة الى غزارة علمه وبيانه وتدريسه لعلوم الدين والدروس الفقهية فانه سعى لكي يحفظ هذا التراث العلمي الهائل كما خلف الكثير من العلماء الذين رحلوا وخلفوا لنا الكثير من العلوم والمآثر.

انك تستطيع أن تدرس وأن تخطب وأن تدرس ولكن ليس من السهل عليك أن تكتب تلك العلوم والأثار وتحفظها، كما قام هذا الرجل العظيم الذي يذكرنا بالعلامة الحلي الذي جمع وصنف أكثر من 500 كتاب.

وجاء في الحديث أن الامام الصادق قال: جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسأل النبي:" ما العلم فقال الرسول (ص) الامساك.. فسأل الرجل ثم ماذا ؟ فقال (ص) الاستماع.. فقال الرجل ثم ماذا؟ فقال (ص) الحفظ ".

نعم حفظ العلم بالقلم وفي الورق وحفظه وحبسه وحفظه من الاندثار.

كذلك فان الامام علي عليه السلام يقول في حق العلم:"العلم سيل والكتابة قيد".. فالذي يحفظ العلم هو القلم، وان الانسان يستطيع أن يحفظ العلم بقلمه للأجيال القادمة.

ان العلوم الدينية والأثار الفقهية لمذهب أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام قد جاءت لنا عبر تحريرها بأقلام علمائنا الأعلام وفقهائنا العظام أمثال الشيخ المفيد. انك ترى أن بعض العلماء يعيشون 70 عاما ولكن بحكم ما تركوا  من أثار وعلوم عبر تحريرها وحفظها بقلمهم  الشريف والمبارك فانهم يعيشون قرونا وقرون بين الناس لمكانتهم العلمية التي كانت لديهم وما تركوا من أنواع التأليفات العلمية التي وضعوها لخدمة البشرية.

وانظر الى خطبة الامام علي عليه السلام ووصاياه الى كميل عندما تنفس الصعداء وقال:"يا كميل ان هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها. والناس ثلاثة.. عالم رباني، ومتعلم على طريق نجاة، وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق..... الى أن قال عليه السلام:" والعلماء باقون ما بقي الدهر".

فأصحاب السلطة ذهبوا ويذهبون بأبدانهم ولا يذكرون، الا أن العلماء حتى ولو أن أبدانهم قد غيبها التراب، فان علومهم  بين الناس. وعلى العالم أن يكتب علمه وينشره في الآفاق وهذا ما قام به وفعله المرجع الديني سماحة آية الله الشيرازي قدس سره الشريف. فالانسان بالعقل والمنطق يعيش حيا ولا يكفي العلم فقط وانما العمل به.. كما يجب على العالم أن يكون متقيا ورعا وأن ينشر العلم في الآفاق وليس تكديسه. ان العلم يجب أن ينشر لأ أن يكدس والكتابة والتاليف والتصنيف مطلوب، ولكن يجب أن يقترن بنشر هذا العلم لكي ينتفع به الناس وقد جاء في الحديث الشريف:"زكاة العلم نشر العلم ".

ولقد استفاد المرجع الشيرازي من عمره الشريف والمبارك في التأليف والتحقيق والتدريس ونشر هذا العلم في الأفاق وهذه أهم ميزة تميز هذا العالم والمرجع الكبير.. الذي يعتبر الشيرازي مصداقها.

وانني أتذكر أن المرحوم العلامة الشيخ محمد تقي الفلسفي أعلى الله درجاته قال في حق آية الله الشيرازي:"ان ما نراه من تأليفات وتحقيقات وكتب كثيرة وعميقة وغزيرة.. يصدق على هذا الانسان الكبير والعالم الجليل أنه استفاد من  وقته وحتى الخمس دقائق قبل الطعام كان يؤلف كتابا ". ان الاستفادة من العمر وذهيرة هذا العمر هو من الأمور الهامة التي يجب على الانسان أن يتوجه اليها.

وقد جاء في كتاب "مجمع البحرين" البيان بيانان بيان باللسان وبيان بالببيان". نعم بيان القلم.. فالقلم يتكلم.. القلم يهدي.. القلم منجي.. القلم يعرف الناس الحلال والحرام ويعرفهم بالله سبحانه وتعال ويسوقهم اليه. وبالقلم يسود الدين ويستقيم وبالقلم يسير أبناء العالم على الطريق الصحيح والمستقيم، وصاحب القلم يذهب ولكن تراثه يبقى.

المرحوم العلامة الحلي ألف وصنف 500 كتاب بيده واذهبوا في كتاب "مجمع البحرين" في باب العلم واقرأوا. العلامة الحلي رضوان الله تعالىعليه صنف أكثر من 6600 قاعدة فقهية في كتابه.. وخواجه نصير الدين الطوسي تعلم وتتلمذ على يده ودرس العلامة المفيد على يد الشيخ نصير الدين الطوسي الحكمة.

انظروا الى تراث آية الله العظمى الشيخ محمد تقي المجلسي وآية الله العظمى الشيخ محمد باقر المجلسي أعلى الله مقامهم ودرجاتهم.

العلماء السابقون أمثال العلامة المجلس رضوان الله تعالى عليه يغبطون العلامة الحلي قدس سره وأنه سبقهم للتأليف والتصنيف والكثير من العلماء أمثال آية الله الخوئي وآية الله الشاهرودي كانوا لا ينامون الليل أو ينسون أنفسهم في العلم والكتابة والتاليف والعبادة حتى طلوع الفجر وينسون أنفسهم حتى يؤذن مؤذن الصبح.

ويجب اقتفاء سير المرجع الشيرازي في حفظ العلم ونشره لكي لا يتعرض للحوادث والتلف كما حدث للكثير من العلوم والمؤلفات لسائر العلماء الذي كتبوا ولكن لم ينشروا علومه واندثرت ولم يستفد منها الناس ولا الحوزات العلمية.

وحقيقة أننا مدينون لهؤلاء القادة الذين يجاهدون بأقلامهم "جهاد البيان وجهاد البنان". فالقلم مهم للمستقبل وضروري.. وعلينا أيها الأخوة الحاضرين في هذاالمجلس التأبيني لأحد أساطين العلم والفقه والقلم أن نتواضع الى العلماء ونقدسهم.. فكم هم السادة والعلماء الذين عاشوا قبلنا وبيننا وذهبوا وخلفوا للبشرية كنوز من العلم والفقه والبحر الزخار.

انظروا الى الشهيد العلامة (الشهيد الثاني) صاحب كتاب اللمعة الدمشقية.. لقد كتب كتابه في السجن وفي مدة 7 أيام على الرغم من حرق كتبه والظروف الصعبة التي كان يعاني منها في زمن الظلم والاستبداد.. لذلك فان اسم الشهيد الثاني لم يذهب. لقد دافع علمائنا العظام عن الحقائق وعن الدين.

ان أعداء الاسلام يقولون: لا للحوزة العلمية في النجف الأشرف.. لا للحوزة العملية في قم المقدسة.. لا للحوزات العلمية في سائر المدن والبلدان.. لا للعلماء.. لا للدين.  لذلك يجب علينا نحن أن نقف الى جانب العلماء ونسير ورائهم ونقتفي أثارهم.

انظروا الى المرحوم الميرزا المجدد الشيرازي كيف جاهد وناضل ضد الاستعمار وآية الله العظمى القمي كيف جاهد ضد رضا شاه وانظروا الى المجاهد السيد نواب صفوي كيف ناضل ضد الشاه واستهشد من أجل الدين.

وانظروا الى الفقيد السعيد الراحل آية الله السيد الشيرازي كيف جاهد ضد الطاغوت في العراق وساند الامام الخميني في جهاده ضد الطاغوت الشاهنشاهي.

انظروا الى الشيخ المجاهد كيف جاهد من أجل الدين.. حيث أن الناس كانوا يتبركون بالماء الذي كان يتوضأ منه في قزوين ووضعوه في زجاجة للتبرك عندما كان يصبغ الوضوء في حوض من أحواض قزوين.. ولكن أيادي الاستعمار فعلت فعلتها وعندما رجع الى المدينة كان الناس يبصقون في وجهه وحاربوه.. وعلينا أن نتوجه الى حبائل الاستعمار الذي يريدنا أن نبتعد عن العلماء وعن احترامهم وتقديسهم.

فعلمائنا العظام اما مسجونين أو منفيين لجهادهم ضد الظلم والظالمين باللسان والقلم. وهذا المجلس التأبيني الكبير يعقد ويقام باسم آية الله العظمى الشيرازي.. وأنكم تعرفون بأن لهذا الفقيد الراحل أبعاد ممتازة امتاز بها  في حياته هي:

الامتياز الأول: البيت الشريف والسلالة العلوية التي ينتمي اليها هذا المرجع العفقيه.

الامتياز الثاني: ثانيا: جده الامام الحسين عليه السلام.. وأن دم الامام الحسين كان يجري في دمه وعروقه.

وانني أتذكر قبل أكثر من أربعين عاما عندما جاء حزب البعث على السلطة وكنت أنا في العراق في حوزة النجف الأشرف وكان المرجع الفقيد قد أقام احتفالا في مدينة كربلاء المقدسة بحضور شقيقه الشهيد السعيد آيةالله السيد حسن الشيراي وكان هناك جورج جرداق المسيحي اللبناني.. وكان المرجع الشيرازي يهتم في خطابه في ذلك الاحتفال الكبير:" دستورنا دستور القرآن نهتف به في العالم الاسلامي".. وقد قرأ الشهيد السيد حسن الشيرازي أشعارا حماسية ثورية ضد حكام العراق وكانت تلك شهامة منه ومن المرجع الفقيد الفقيه السعيد.

وأنا أوجه خطابي للكربلائيين الأعزاء الحاضرين في هذا المجلس التأبيني وهم الذين يشهدون لآية الله الشيرازي بعلمه وقلمه وكيف كانت أبعاد شخصيته مثالية وكيف كانت روحيته العالية وما كان يتمتع به الفقيه والفقيد السعيد من دماثة خلق وسعة صدر وانشرح صدر معروف عنه..

 وهذه العائلة العريقة كلها شجرة طيبة أنتجت علماء وفقهاء ومراجع أمثال آية الله العظمى سيد عبد الهادي شيرازي، وكلهم من ناحية الأب والأم ينتمون الى سلالة الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

الامتياز الثالث: نضاله وجهاده ضد العدو والخصم للاسلام ودفاعه عن ساحة الولاية العلوية وسعيه للتقريب بين الاسلام والمسيحية وكتابته ضد الصهاينة واليهود حيث كتب كتابه " دنياي بازيجه يهود" "العالم ألعوبة بيد اليهود" وكان قد ذكر بخطر اليهود الصهاينة على الاسلام وذكر بخطر اسرائيل الغاصبة لفلسطين والقدس على الاسلام والمسلمين.. وقد كتب بقلمه الشريف خطر هذه الغدة السرطانية.

وكان يطمح الى شرح معارف وحقائق أهل البيت للمسلمين وكان يدعو للوحدة بين أبناء الأمة الاسلامية وكانت أحاديثه وكتبه تتحدث حول هذا الموضوع وتدورحول هذا المحور.. وقال رضوان الله تعالى عليه انني ان استطع القيام بشيء من هذا فانتم قوموا به واعملوا به وواصلوا الطريق.

الامتياز الرابع: امتياز العلم.. انظروا الى تأليفات آية الله الشيرازي فهي قد تجاوزت 1070 كتناب.. هذا العمر وهذه الكتب.. 150 مجلد في الفقه الاسلامي.. انظروا الى هذا الاستعداد في هذه العائلة العريقة والشريفة من الشجرة الطيبة لسلالة آل الرسول وسلالة المرجعية الدينية الشيعية.. لقد سكن هذا الاستعداد في هذه العائلة من ناحية العلم والورع والتقوى ومن ناحية التصدي للمرجعية والتاليف ونشر معارف أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام. نعم انه استعداد موجود في هذه العائلة. فأساتذته العظام هم والده آية الله العظمى المجدد السيد ميرزا مهدي الشيرازي، آية الله العظمى المرحوم الميلاني، آية الله العظمى الشيخ جعفر الرشتي ووالده آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي وآخرين من فحول العلماء والفقهاء وأساطين العلم والفقه.

وما امتاز به هذا الفقيد السعيد في كتابته موسوعة الفقه أنه كتب فقه الزهراء مستفيدا من خطب وكلمات الزهراء عليها السلام في كل المجالات العلمية والأخلاقية وهذا عجيب أيها الأخوة.

الى جانب شرحه لكتاب الرسائل والمكاسب والكفاية في شهر واحد فقط.. ان ذلك اعجوبة لا يمكن لأحد أن يقوم بهذا العمل الكبير في هذه المدة القصيرة.. وآية الله الفلسفي قد أثنى مرارا وتكرارا على آية الله الشيرازي وكيف أنه يكتب هذه الكتب وبهذه الأنامل والتي تعبت من الكتابة وكيف يكتب بخنصره.

كما أن آية الله الحاج السيد محمد الشيرازي الذي هو الآن مع أجداده الطاهرين في جنان الخلد منعما كان خادما صديقا ومخلصا للامام الحسين عليه السلام فقد كان يعشق الامام الحسين وكانت له علاقة خاصة بجده سيد الشهداء.. لقد كان يمشي حافيا في عزاء جده الحسين مع مواكب العزاء الحسيني. وكان ينقل بأن أمه كانت تغذيه من تربة الامام الحسين عندما كان صغيرا.

وانظروا كيف كان يعيش حيث لم تفارق الابتسامة شفتيه وكان مثال الحديث الشريف:"انكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأموالكم".. كان يسع الناس بوسعة اللقاء الى جانب تأسيسه المراكز والحوزات والمؤسسات العلمية الكثيرة في مختلف أنحاء العالم.

وفي آخر حديثه دعى سماحة العلامة السيد أبوالقاسم شجاعي خطيب أهل البيت بالاستمرار والصمود أمام مؤامرات الأعداء.. كما ذكر الحاضرين بفضل ومكانة سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي  الذي قال بحقه بأنه أحد علماء الدين والفقهاء والمجتهدين الذين هم من سلالة المرجع الشيرازي الذي عرف بغزارة علمه وسعة أفقه وتدريسه لبحوث الخارج في الوقت الحاضر، بالاضافة الى الكتب الكثيرة والعميقة في مختلف المجالات التي ألفها هذا المرجع القدير والجليل.. ولا شك فان هذا العالم ينتمي الى هذا البيت العريق وهو أحد أكبر نجوم هذا البيت العلوي الهاشمي والذي يسير على هذا الطريق الذي انتهجه وسار عليه المرجع الفقيد الراحل.

وان آية الله العظمى المدرسي واحتراما لخاله الفقيد آية الله الشيرازي رضوان الله تعالى عليه أقام هذا المجلس الكبير في هذه الحسينية بالتعاون واتفاق كل الوعاظ والخطباء والمنبرين والكربلائيين والمؤسسات الاجتماعية والثقافية في طهران.. وأنا أسليه بهذا المصاب نيابة عنكم وعني ونيابة عنه وعن جميع من سعى في احياء هذه المناسبة الأليمة وهذا المجلس التأبيني فانني أشكركم على الحضور الى هذا المجلس الكريم.

وفي نهاية المجلس وبعد تقديم وجبة طعام العشاء اجتمع سماحة المرجع الديني المدرسي مع العلامة السيد قاسم شجاعي وحجة الاسلام والمسلمين الشيخ كلروا أحد المسئولين عن ادارة برنامج المجلس التأبيني وخطيب أهل البيت السيد ابراهيم شبروسماحة العلامة السيد عباس المدرسي داخل الحسينية حيث أثنى سماحة المرجع الديني على المحاضرة والمجلس التأبيني الذي ألقاه سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد أبوالقاسم شجاعي، حيث قال بأنني وخلال كل هذه المجالس التأبينية التي عقدت وأقيمت للامام الشيرازي، فانني لم أسمع أفضل من هذا المجلس وهذه المحاضرة المركزة في فضائل آية الله العظمى السيد الشيرازي قدس سره الشريف وشكر الخطيب على ما قام به مشكورا ببيان جانب من حقائق شخصية الامام الشيرازي.. وقد أجاب سماحة العلامة السيد قاسم شجاعي كما كان يكرره مرارا في محاضرته بأننا بحاجة الى مجالس كثيرة لكي نفي بحق شخصية السيد الشيرازي وان هذا المجلس أو هذا الخطاب وهذه المحاضرة لا تفي بتعريف مكانة السيد الشيرازي العلمية والفقهيه والتاريخية وبيان خدماته وجهاده الطويل للناس.

ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب 


(قمنا بترجمة محاضرة العلامة خطيب أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وأحد أبرز خطباء ومنبري طهران سماحة السيد الحاج أبوالقاسم شجاعي من اللغة الفارسية الى اللغة العربية لكي تعم الفائدة للأخوة الكرام الأعزاء الذين لا يجيدون اللغة الفارسية ولضرورة معرفة بعض جوانب من حياة الامام الشيرازي التي بينها هذا الخطيب المفوه والقدير والله الموفق والمستعان).

 

يوسف البحارنة