بيان صادر عن الشيخ محمد سجاد من تركيا بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل آية الله العظمى المرجع الديني الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلى الله مقامه الشريف)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد رسل الله محمد المصطفى وآله الطاهرين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد قمت قبل سنتين بزيارة الإمام الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره في بيته المتواضع، فتحدثت معه وأرشدني إلى بعض الأمور والمسائل في سبيل نشر الثقافة الإسلامية، فقال لي: عليك بمكارم الأخلاق، ونشر علوم القرآن الكريم وسيرة الرسول الأعظم (ص) والعترة الطاهرة(ع)، والتأكيد على الزواج المبكر للشباب، والتحلي بالصبر، وتفويض الأمور إلى الله سبحانه وتعالى، كما كان يؤكد على الاهتمام بمسألة العلويين في تركيا وكان يقول بأنهم شيعة أهل البيت(ع).

وعند خروجي من منزله الكريم، أحسست بشيء يختلج في صدري، نتيجة إعجابي بشخصيته العظيمة، إنه كان إنساناً بما للكلمة من معنى، فكان جامعاً لفضائل كثيرة، يحب الناس والناس يحبونه، يحث على مساعدة الفقراء والأيتام، كان زاهداً في مأكله ومشربه وملبسه وحتى مسكنه، كان من العابدين الناسكين المجتهدين، كان يوصينا دائماً بإتمام الواجبات والإتيان بالمستحبات ولا سيما صلاة الليل، كان كثير الدعاء والتضرع إلى الله عزوجل، وملتزماً بزيارة أهل بيت المصطفى (عليهم السلام)، كان يحث على قراءة القرآن الكريم وترتيله وفهمه وتطبيقه، وقد أولى اهتماماً بالغاً بالقرآن الكريم، حيث إنه حفظ القرآن عن ظهر الغيب، وكتب له عدة تفاسير ومجموعة من الكتب. كما كان يهتم بالحديث الشريف فقام بشرح نهج البلاغة والصحيفة السجادية وتأليف موسوعة من فقه العترة الطاهرة. كان عملاقاً في الكتابة والتأليف، فألف أكبر موسوعة فقهية شاملة بلغت مائة وستين مجلداً، كما كتب في شتى العلوم والفنون فتجاوزت مؤلفاته ألف وثلاثمائة كتاب.

كان الإمام المرجع السيد الشيرازي قدس سره من أولئك العلماء الربانيين الذين حملوا العلم الرباني والرؤية السليمة ببصيرة حية، فاتصف بالخلق الكريم والعمل الصالح، فكانت نفسه الشريفة تواقة للعلم، دؤوبة على خدمة أهل البيت عليهم السلام والدفاع عن شريعتهم المقدسة، كما اهتم سماحته بالمؤسسات الدينية والثقافية والخيرية.

وأخيراً، نعزي الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه والحوزات العلمية والأمة الإسلامية بهذه الخسارة الكبرى، كما نعزي أخاه المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دامت بركاته) بذلك، وندعو الله عزوجل أن يوفقنا لتأدية واجباتنا الدينية من خلال تقليده والتمسك بإرشاداته، وأن يغمرنا بالسعادة في الدنيا والآخرة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

                                                               

 الشيخ محمد سجاد العلوي

                                                                    إزمير / استانبول / تركيا

                                                                      10/ 12/2002