نشرت صحيفة القبس الكويتية
في عددها الصادر يوم الاحد 8/12/2002
مقالا للدكتور ابراهيم بهبهاني يتحدث فيه
عن الامام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي، جاء في المقال:
في مثل هذه الايام من العام الماضي
افتقدنا رجلا عالما ومرجعا كبيرا انتقل الى جوار ربه عن عمر يناهز
الـ75 عاما في مدينة قم حيث اقام هناك منذ عام 1979 ودفن الى جانب
ضريح السيدة المعصومة.
وبرحيل المرجع آية الله السيد محمد
الشيرازي فقدت الامة الاسلامية احد كبار مراجعها الذين كان لهم الدور
والاثر في حياة المسلمين واثراء الفكر الاسلامي.
قيل فيه انه ينتمي الى المدرسة
الكربلائية في المرجعية الشيعية والتي اسسها المرجع الشيرازي، ويقول
ميرزا الخويلدي في مقالة له نشرها في صحيفة الشرق الاوسط ان هذه
المدرسة اعتمدت على زخم هائل من الافكار والنظريات وبرامج العمل التي
بثها بين اتباعه الذين انتشروا في بقاع الدنيا وخاصة في دول الخليج.
كان الشيرازي حفيد اثنين من قادة
ثورات الشيعة (ثورة التنباك في ايران، وثورة العشرين في العراق) وعرف
بمعارضته الصلبة لنظام الحكم في العراق، وتميزت حركته بكثافة الانشطة
الثقافية والفكرية.
ولعل افضل ما قرأت وما كتب عن هذا
المرجع الجليل ما كتبته مجلة قرطاس عندما نشرت مراجعة لكتاب المؤلف
حسن آل حمادة الصادر عن دار الخليج العربي وتحت عنوان «الكتاب في فكر
الامام الشيرازي» حيث يقول لم يسبق ان قرأ او سمع يوما عن شخص في اي
بقعة من بقاع العالم استطاع ان يؤلف من الكتب ما يتجاوز الالف كتاب
في شتى الموضوعات والجوانب، باستثناء رجل عربي واحد هو الامام السيد
محمد الحسيني الشيرازي، الذي استطاع بالاضافة الى انشغالاته وعطاءاته
المختلفة والمتنوعة ان يضرب الارقام القياسية في مجال التأليف
والكتابة.
وهذا الكتاب هو الوحيد الذي تناول
دراسة فكر هذا العالم الذي اثرى الساحة العربية والاسلامية بقلمه
المعطاء الى جانب انجازات قل نظيرها، كبناء المؤسسات العلمية
والدينية وتشييد المكتبات، ونشر المجلات وارسال المبلغين وانشاء
الهيئات التي تساعد الناس على حل مشاكلهم.
اخترت من تلك الدراسة ما يختص
بالوصايا العشر للامام الشيرازي حيث جاءت بالصيغة التالية:
اعتاد زوار الامام الشيرازي ان
يستمعوا اليه وهو ينصحهم وبعشر وصايا، وألف كتاب حولها تحت عنوان «الكوثر
العذب»: دراسة في الوصية الخالدة للامام الشيرازي باقلام عدد من
الكتاب والوصايا العشر هي:
1 - التقوى، 2 - خدمة الناس، 3 -
الاخلاق الحسنة، 4 - تقوية القلم لاجل التأليف، 5 - تقوية اللسان
لاجل الخطابة، 6 - في كل بيت مكتبة، 7 - في كل بيت عادة اسبوعية، 8 -
تزويج العزاب والعازبات بمهر قليل، 9 - تشكيل الهيئات لاجل جمع المال
لطبع الكتب التوعوية ونشرها في العالم، 10 - الاهتمام بجمع الكلمة
واصلاح ذات البين.
الحقيقة ان من يدقق ويتفكر ويراجع
بتلك الوصايا يقف على اهمية الدعوة وسمو الرسالة، فلكي يكون الانسان
قادرا على العطاء وبقلمه وفكره، عليه ان يكون ذا مقدرة وثقة بالنفس.
لقد اعطى للكتابة والكتاب موقعهما
وحث على الالتزام بهما وهذا ما يتوجب علينا، وهذا درس بليغ بمن يؤتمن
على الامانة وحفظ الوفاء لاهل العلم والتقوى.
رحمة الله عليك ايها الامام ولسائر
المسلمين والمؤمنين.
|