العَسْجدُ النازف

معتوق المعتوق

24/1/1427هـ

تاروت-القطيف

صرخة من قلبٍ مكلوم لجريمة تفجير القبة والضريح الشريفين لسيدَينا الإمامين علي الهادي والحسن العسكري(ع) بسامراء

كنَّا نضمِّدُ بالقُبابِ جروحا

 

واليومَ أضحتْ جُرحَنا المفتوحا

وبِها نُعلِّلُ جَفنَنا عن قرحِهِ

 

واليومَ صارَتْ جَفنَنا المقروحا

كُنَّا نكفكفُ سَيْلَ مدمَعِنا بها

 

واليومَ أضحتْ دَمعَنا المسفوحا

وبِها نزُجُّ الآهَ عاليَةً بنا

 

ولقد غدت صوتَ الأسى المبحوحا

اللهَ يا يومَ الرزيَّةِ ما جرى؟

 

ألـهَبتَ يا يومَ القُبابِ قروحا

فكأنَّ أحمدَ قُطِّعَتْ أحشاؤهُ

 

وكأنَّ حيدَرَ عادَ يُغصَبُ روحا

وكأنَّ فاطِمَ كُسِّرَتْ أضلاعُها

 

وكأنَّما خِدرُ البتولِ أُتيحا

وكأنَّما هُتِكَتْ جنازةُ شُبَّرٍ

 

وكأنَّما بُعِثَ الحُسينُ ذبيحا

وكأنما طُحِنَتْ أضالِعُ صدرِهِ

 

وكأنَّما سِتْرُ الخُدورِ أُزيحا

فبَدَتْ بسامِرّا المُباحَةِ زينَبٌ

 

تدعو وقد رأت الحُسينَ طريحا

ليتَ السماءَ على الوِهادِ تحدَّرت

 

والبدرَ من بُرجِ السَماءِ أُطيحا

ليتَ الجبالَ على السهولِ تدكدكت

 

ومُدَى الصواعِقِ ما طَعنَّ ضريحا

ليتَ العَمى بين الجِنانِ أصابَنـي

 

كي لا أرى عَمَدَ القُبابِ كسيحا

جدَّاهُ قد هَتَكوا علِيَّاً وابنَهُ

 

أترى ابنَكَ المهديَّ جاءَ جريحا
 

قد كنتُ أحسبُ في القبورِ أمانَنا

 

لكِنَّما حَرَمُ القبورِ أُبيحا

 

***

 

والآهِ لن تستأصِلوا إيمانَنا


 

 

والوجدِ لن تستعبِدوا أرواحَنا
  

قسماً براعفةِ الجراحِ وبَوْحِها

 

 

لن يقطعَ السيفُ الجبانُ حِبَالَنا

 

فلقد عِقَدْناها بِكَفِّ محمدٍّ

 

 

وبكفِّ من نال العُلى وأنالَنا

 

والقَدْرِ والمِحرابِ لن تذوي الرؤى

 

 

والطعنةُ الرعناءُ لن تغتالَنا

 

والدارِ والأضلاعِ لن نفنى وذي

 

 

صُحُفُ المودَّةِ دوَّنَتْ آجالَنا

 

والطِفلِ والمسمارِ لن تـبلى المُنى
 

 

أنّى وقد ساقى الهوى أشبالَنا

 

والخدِّ والأقراطِ لن ننـسى لكم

 

 

دَينَ الظُلامةِ حين نقدحُ نارَنا

 

والسُمِّ والأكبادِ إنَّ بقلبِنا

 

 

وَلَهَاً إلى نخلِ الوفاءِ أجاءَنا
 

والجسرِ والقيدِ المضمَّخِ بالإبا

 

 

أبت الجدودُ مذلّةً وأبَتْ لَنا

 

والتربةِ الحمرا وقلبِ قتيلِها

 

 

سهمُ الفؤادِ على الخطوبِ أعانَنا

 

والنحرِ والصدرِ المكَسَّرِ والظَما

 

 

عطشُ الحُسينِ على المَعِينِ أقامَنا

 

والنارِ والخُمُرِ السليبةِ والخِبا

 

 

قد جلبَبتْ خـُمُـرُ الثباتِ نساءَنا

 

والجودِ والكَفِّ القطيعةِ واللِوا

 

 

ورَدَتْ مواجِعُنا السَما وسَقَتْ لنا

 

قسَماً بيومِ العسكريـَّينِ الذي

 

 

شبَّتْ بهِ شُعَلُ العِدى وأشابَنا

 

إن تهدِموا للطاهِرينَ منارَةً
 

 

لن تُسكِتوا بين الصدورِ أذانَنا

 

اللهُ أكبرُ، يا محمّدُ، يا عليْ

 

 

لن يقطعَ القتلُ المُريعُ صَلاتَنا

 

 

***

 

ذُبنا وصبرُكَ كالجِبالِ الراسيةْ

 

 

لم تبقَ فيـنا للتجلُّدِ باقيَةْ

 

يا سيِّدي كلَّتْ ضروعُ دموعِنا

 

 

وبصدرِنا رسُلُ التَـزَفُّرِ ذاوِيَةْ
 

يا سيِّدي من عَتـْبِـنا ماتت متى

 

 

فبمن نلوذُ إذا دهتنا الداهيةْ

 

وبمن نلوذُ إذا انجلى صبحُ العِدى

 

 

إلاّ بنجمِكَ إن طوَتنا الداجِيَةْ

 

هذي أنامِلُنا تنِزُّ دِمائَها

 

 

لحِبالِكُمْ رغمَ الوحوشِ الضاريَةْ

 

ها نحنُ نهتِفُ والمخالِبُ في اللُهى

 

 

ونبُثُّ صرخَتَنا لدربِ الناحِيَةْ

 

خُذنا بحقِّكَ للمُغيَّبِ واتَّئِد

 

 

فالسيرُ وَعرٌ والقوافِلُ حافيَةْ

 

وإذا وَصَلتَ إلى حِماهُ فقُل لَهُ

 

 

هتكوا حِماكَ وذي الجموعُ ورائِيَةْ
 

تدعو وحقِّكَ ما بقت دارٌ لَنا

 

 

(إلاّ بها ناعٍ يُجاوبُ ناعيَةْ)

 

شبكة النبأ المعلوماتية الاحد  26  /شباط /2006 -27 /محرم الحرام/1427