ائتلاف التجمعات الكويتي يدعو إلى تشكيل هيئة إسلامية عالمية لنبذ الفكر المتطرف

واصلت المرجعيات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني التنديد بالحادث الاليم الذي أسفر عن تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام في سامراء.

فقد ثمن ائتلاف التجمعات الوطني الذي يضم تجمع العدالة والسلام وحركة التوافق الوطني الاسلامية وتجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت وتجمع الميثاق الوطني  في بيان له الوقفة الابية التي وقفها جموع الشعب العراقي في وجه الارهاب الذي يريد زرع الفتنة الطائفية البغيضة بين ابناء البلد الواحد بل وتصدير الارهاب الى الدول المجاورة، عبر عن سعادته عن ما رآه من استنكار من قبل الفعاليات العراقية وغير العراقية من علماء اهل السنة وهذا ليس الا تعبيرا عن رسالة صريحة تسجل في تاريخ الامة الاسلامية وتعبر عن ايمانها بالوحدة الاسلامية والتكاتف والتعاضد كخيار استراتيجي لنهضة الامة من جديد.

واكد الائتلاف على ضرورة معاقبة هؤلاء المجرمين بشكل علني وامام وسائل الاعلام العالمية ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه ان يعبث بوحدة المسلمين وسلامة المجتمعات الاسلامية، داعيا ابناء الشعب العراقي بل وجميع الشعوب الاسلامية الى الاسراع في تشكيل هيئة عالمية للوحدة الاسلامية تكون مهمتها نبذ الفكر المتطرف التكفيري وتوحيد كلمة المسلمين وذلك من قبل الدول الاسلامية والمؤسسات الاسلامية وعلماء الامة.

كما طالب الائتلاف في بيانه الامم المتحدة استنكار هذا الحادث الاليم والمصاب الجلل والذي استقصد مقدسات طائفة بعينها ودمر مساجد تاريخية تعتبر جزءا من التراث الانساني.

واستنكرت جموع المسلمين في مساجد الكويت الحادث الاليم والفاجعة الكبرى اثر تعرض مرقد الامامين الهمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام في سامراء من قبل بعض الارهابيين التكفيريين.

وطالب الخطباء التعاون والتآلف والوحدة الوطنية بين المسلمين كافة سنة وشيعة حتى تقوى شوكتهم وعضدهم ويستطيعون الوقوف في وجه الطغيان والاستكبار.

واشار هؤلاء بأن الارهابيين هم احفاد تلك الفئة التي كانت في السابق من الاساءة للرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك اهل بيته عليهم السلام وهدم قبور الائمة في البقيع واليوم ها هم يقومون بتفجير قبب الائمة وللموالين ومحبي أهل البيت عليهم السلام.

وقال السيد داخل السيد حسن في خطبته في جامع الامام الصادق عليه السلام ان الرسل والانبياء والائمة تحملوا الكثير من المعاناة لايصال الرسالة الالهية الى البشر وكذلك الرسالة التربوية والثقافية، وتحمل هؤلاء اشد انواع المحن والشدائد من قبل الطغاة الظلمة ومن هؤلاء الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان في سجنه 30 الف سجين موزعين على الدهاليز والسراديب المظلمة بينهم 16 الف امرأة، وتتبع الحجاج شيعة اهل البيت والشخصيات والرجال الذين آمنوا بهذا الفكر والطريق والنهج.

واشار الى ان هذه الاعمال الارهابية ضد اهل البيت من انواع المحن والكوارث والمصائب زادت الشيعة اصرارا وقوة ورسوخا.

اما الاساليب الفاشلة والوحوش الكاسرة والذئاب المتوحشة هؤلاء جميعا ذهبوا وسيذهبون الى مزبلة التاريخ.

ومن البديهي ان الارهابيين القدامى مهدوا الطريق للارهابيين الجدد حيث قام القدامى بهدم قبور البقيع واليوم يقوم هؤلاء في القرن الحادي والعشرين بالاعتداء على ضريح الامامين الهادي والعسكري عليهما السلام. فهؤلاء يتخذون الاسلام ذرعا لبث شرورهم وسمومهم ويتخذون من شعائر اسلامية عديدة بأنهم المجاهدون والمدافعون عن الاسلام وهم بعيدون عن الاسلام، والادهى انهم يضللون شباب الامة لتفجير انفسهم امام الابرياء والعزل، بل ان هؤلاء قاموا بتكفير المسلمين وتصنيف اهل البيت بعيدا عن المسلمين.

ان مدرسة اهل البيت شاملة وكاملة وضمت العديد من العلماء والعباقرة وهم مستمرون فهناك مراجع الدين الذين يتولون الامور الشرعية وكذلك التشريعية، وهؤلاء مدارس تلتقي بنقطة مركزية واحدة وتلتقي تحت اسم واحد وهدف واحد هو الولاء لمحمد وآل محمد عليهم السلام.

وبعد صلاة الجمعة وفي الساحة امام الحسينية الجعفرية العامرة تجمع الجميع مؤكدين على شجب واستنكار الحادث الاليم، فقال ابراهيم الشيخ ان المسلمين في الكويت يستنكرون ويشجبون ويدينون هذا العمل والحدث الارهابي ضد العترة الطاهرة، واشار ان الكل يعلم ما يتعرض له ابناء الرسول عليه الصلاة والسلام اليوم، كما تعرض جدهم الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث تعرض للاساءة والتجريح، مشيرا بأنه بقيادتنا الواعية والرجال الكرام والعلماء الاجلاء تسير الامة الاسلامية الى بر الامان والتمسك والوحدة.

ثم قال الشيخ راضي السلمان الاحسائي ان الذين تعدوا على رسول الانسانية والبشرية عن طريق الرسومات المسيئة وكذلك الشرذمة الذين اعتدوا على ضريحي الامامين الهادي والعسكري عليهما السلام حيث جاء اليوم الذي يقومون باحياء شرورهم ومع ذلك لم تطفئ ثائرة الحقد والكراهية.

حيث انهم بين الفينة والاخرى يقصدون ابنية وقباب، ولكن المسلمين بقياداتهم ومراجعهم هم متوحدون مهما حاول الارهابيون ان يفرقوا بين السنة والشيعة، وعلى المسلمين التعاون والاتحاد وان يعتصموا بحبل الله.

ثم اشار الى ان فاجعة اليوم هي استمرار لتلك الفاجعة التي حدثت في العاشر من محرم يوم قتل سبط الرسول وابناؤه واهل بيته وانصاره.

وحذر سماحة العلامة ميرزا كمال الدين ميرزا علي السليمي الاحقاقي المسلمين عامة ومسلمي العراق خاصة سنة وشيعة من ان الهدف من وراء هذا العمل الجبان هو ضرب وحدة المسلمين وزرع الفتنة بين ابناء الامة الواحدة وشدد على ان الرد الامثل هو بتلاحم ابناء هذه الامة لقطع الطريق على اليد التي امتدت على مقدساتها.

واشاد في بيان له امس بموقف الحكومة الكويتية والشعب الكويتي والشركات الكويتية التي ابدت استعدادها لاعادة بناء المقامين والمساجد التي تضررت.

من جانبه، اكد الشيخ حسن الصفار ان التفجير والعدوان الارهابي الذي اصاب مرقد الامامين الطاهرين الهادي والعسكري عليهما السلام في سامراء العراق، يشكل ذروة المأساة في واقع الامة، وعمق الانحدار الذي وصلت اليه اتجاهات التطرف والارهاب، التي تعبث بأمن الامة وتنتهك حرماتها وتنفذ مخططات اعدائها.

وقال في بيان له ان هذا الحادث المرعب الشنيع يأتي في اعقاب تجلي وحدة الامة في الدفاع عن قداسة خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حيث هبت جماهير الامة وانتفضت شعوبها في مختلف ارجاء العالم للردّّ على الاساءة الظالمة لشخصيته العظيمة، فجاء هذا الحادث الفظيع بهدف اثارة الفتنة الطائفية وتمزيق الصفوف.

واضاف: ان الصهاينة المعتدين الذين اغاظتهم نتائج الانتخابات الفلسطينية وانتصار حركة حماس، وان القوى الاجنبية الطامعة في استمرار احتلالها للعراق والهيمنة على المنطقة، هي المستفيد الاكبر من جريمة الاعتداء على المقام الشريف للامامين الهادي والعسكري عليهما السلام، وواجب الواعين من ابناء العراق والامة الاسلامية محاصرة آثار وتداعيات هذه الجريمة النكراء، حتى لا يحقق الاعداء اغراضهم الدنيئة.

ودعا الصفار ابناء الشعب العراقي الى الاستجابة لتوجيهات المرجعية الدينية التي امرت بالتعبير عن مشاعر الفجيعة والالم، واظهار موقف الادانة والرفض لهذه الجريمة النكراء، دون الانزلاق الى هاوية العداء الطائفي، فأهل السنة في العراق مفجوعون بما حدث كإخوانهم الشيعة، ومساجد اهل السنة لها حرمتها وقداستها بنفس الدرجة التي لمساجد الشيعة (وان المساجد لله) «الجن 18» فالعدوان على أي مسجد هو انتهاك لحرم الله تعالى، واذا كان واجب المؤمنين في كل مكان اظهار الادانة والرفض، والتعبير عن مشاعر الالم والاسى، لانتهاك حرمة مرقد الامامين الطاهرين، فإن ذلك يجب ان يكون في اطار حفظ الوحدة، ومراعاة النظام، لتفويت الفرصة على الاعداء، ولصنع موقف موحد يعبر عن رفض الشيعة والسنة لممارسات الارهاب وانتهاك الحرمات واثارات الفتنة.

شبكة النبأ المعلوماتية الاحد  26  /شباط /2006 -27 /محرم الحرام/1427