
(وكالات) - قال الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الجمعة إن العراق
يواجه "لحظة اختيار" في اعقاب تفجير مزار شيعي وحث العراقيين على
مواصلة درب الديمقراطية.
وفي كلمة امام تجمع لرابطة امريكية لقدامي المحاربين اشاد بوش باية
الله العظمى على السيستاني المرجع الشيعي الاعلى في العراق لدعوته الى
ضبط النفس والتزام الهدوء بعد ان اثار تفجير يوم الاربعاء مخاوف من
اندلاع حرب اهلية.
وقال بوش "هذه لحظة اختيار بالنسبة للشعب العراقي." وكان بوش يتحدث
بعد حضور اجتماع لمجلس الامن القومي في البيت الابيض مخصص لمسالة
العراق.
وقال بوش ان الحكومة العراقية تتخذ خطوات لمعرفة كيفية وقوع الهجوم
والخطوات الضرورية لدفع العملية السياسية قدما.
وقال "يمكننا توقع ان الايام القادمة ستتطلب جهدا كبيرا. ما زال
العراق في وضع خطير لكنني متفائل لان الشعب العراقي ابدى" رغبته في
الديمقراطية من خلال الانتخابات.
وجدد بوش الدفاع عن استراتيجيته الخاصة بالعراق الذي اجتاحته القوات
الاميركية في آذار/مارس 2003.
واضاف امام جمعية للمقاتلين القدامى "الا انني متفائل لان العراقيين
عبروا عن انفسهم" واوصلوا "بوضوح" تطلعاتهم الديموقراطية عبر المشاركة
في عمليتين انتخابيتين واستفتاء في 2005.
وقال بوش ان "ساعة الخيار" دقت بالنسبة الى العراقيين في اقرار نادر
منه بخطورة الوضع. الا انه عبر عن ثقته بالخيار الذي سيعتمدونه.
كذلك اشار الى ان القوى الامنية العراقية انجزت "عملا جيدا" من اجل
فرض حظر التجول واعادة الهدوء الى البلاد.
وجدد الرئيس الاميركي شجبه الاعتداء على مرقد سامراء للامامين
الشيعيين الهادي والعسكري معتبرا انه "اهانة الى المؤمنين في كل انحاء
العالم". وفي المقابل شجب ايضا "الاعتداءات التي تلته ضد مساجد ومواقع
اخرى مقدسة في العراق" في اشارة الى الاعتداءات على المساجد السنية.
واضاف "سنبذل كل ما في وسعنا لمساعدة الحكومة العراقية على التعرف
الى المسؤولين عن هذه الاعمال الارهابية ومحاكمتهم".
ودعا بوش العراقيين الى تشكيل حكومة تتجاوز الانقسامات "السياسية
والدينية والمذهبية" مقرا بان الفترة المقبلة ستكون "صعبة" و"مضنية".
وتتعرض الولايات المتحدة لمعارضة متزايدة لوجودها العسكري في العراق
ومن شأن اندلاع اعمال عنف طائفية ان تشكل اسوأ سيناريو محتمل يمكن ان
تواجهه ادارة بوش.
وجدد بوش الذي بدأ منذ نهاية 2005 حملة واسعة لعرض استراتيجيته في
العراق للرأي العام الاميركي شرح قراراته المتعلقة بالعراق.
فقال ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان يشكل تهديدا وان
العراق هو في آن معا مسرح "للحرب ضد الارهاب" ومساحة للترويج "للحرية"
و"الديموقراطية" في الشرق الاوسط.
واضاف "ارفض بشدة" القول ان السياسة الاميركية تساهم في زعزعة
استقرار المنطقة متابعا ان "الامر الواقع في الشرق الاوسط كان خطرا
وغير مقبول وكان امننا يفرض علينا ان نقوم بتغيير ذلك".
وقال الرئيس الاميركي "ببطء ولكن بثقة سنساعد على ان نجعل من الشرق
الاوسط لا جسرا لعدم الاستقرار بل جسرا للحرية".
واضاف ان "التاريخ يعلمنا ان الطريق نحو مجتمع حر هو طريق طويل وغير
مريح دائما".
ورأى ان العراق وافغانستان "حققا تقدما لا يصدق على طريق مجتمع حر".
وفي اشارة الى الضغوط التي تتعرض لها الولايات المتحدة لاعادة قواتها
الى الولايات المتحدة جدد بوش القول ان "القادة على الارض لا السياسيين
في واشنطن" هم الذين سيقررون خفضا محتملا للقوات الاميركية في العراق.
من جهته قال قائد عسكري امريكي يوم الجمعة ان القوات العراقية تتولى
الدور الامني الرئيسي وسط تصاعد في العنف بالعراق لكن الجيش الامريكي
دفع بقوات لتقديم دعم سريع حال تدهور الموقف.
وقال الكولونيل جيفري سنو ان الجيش الامريكي حرك بعض القوات من
قواعدها الى الميدان لتشكيل قوة رد سريع الا انها لم تستدع حتى الان
لمساعدة قوات الامن العراقية.
وقال سنو الذي يقود لواء يتألف من 3500 فرد يتبع الفرقة العاشرة
الراكبة العاملة في منطقة بغداد "ما فعلناه هو اننا نشرنا القوات في
انحاء ميدان المعارك. وفي حالة وقوع حادث يحتاجون فيه الى المساعدة
سيكون بامكاننا الاستجابة بسرعة."
وقتل نحو 200 شخص في العاصمة وحدها على مدار الايام الثلاثة الماضية
في العنف الطائفي الذي اثاره تفجير بمزار شيعي في سامراء يوم الاربعاء.
وزاد العنف القلق من نشوب حرب اهلية شاملة بين السنة والشيعة.
وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان هناك 136 الف جندي
امريكي في العراق و232 الفا من افراد قوات الامن العراقية المدربين على
ايدي الولايات المتحدة.
وفي مؤتمر عبر الدوائر المغلقة من العراق قال سنو للصحفيين في
البنتاجون ان القوات الامريكية تتخذ نفس الوضع الذي اتخذته خلال
الانتخابات الثلاثة التي جرت في العام الماضي عندما كانت قوات الامن
العراقية تقوم بالدور الرئيسي والامريكيون بدور دعم حال وقوع اضطرابات
كبيرة.
وقال "انهم (القوات العراقية) في المقدمة بشكل واضح".
واضاف ان احتمال وقوع حرب اهلية شاملة قائم لكنه قال انه لا يعتقد
انها ستنشب.
وقال "اذا حدث ذلك فمن البديهي انه سيضع الجنود الامريكيين بين
الطرفين المعنيين (المتحاربين). ومن ثم فان ذلك سيعرض بالتاكيد جنودنا
لخطر اكبر."
واقر سنو بانه في حالة حدوث موقف مثل مظاهرة كبيرة تشوبها
الاضطرابات فان ارسال اعداد كبيرة بشكل سريع من الجنود الامريكيين الى
المنطقة "قد يؤدي الى حدث".
واضاف "ونحن حريصون على عدم فعل هذا." |