
استمرت ردود الفعل والادانات للاعتداء الذي استهدف مرقد الامامين
الشيعيين علي المهدي وحسن العسكري في سامراء شمال العراق الاربعاء.
اوتاوا - اعلن وزير الخارجية الكندي بيتر ماكاي ان "هذا العمل يهدف
بوضوح الى تأجيج التوتر الطائفي واخراج عملية تطوير الديموقراطية عن
مسارها". واكد ان "كندا تدين بحزم هذا الاعتداء الذي استهدف احد اقدس
الاماكن الدينية في العراق". كما دان العمليات الانتقامية التي تلت
الاعتداء.
الرياض - دان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل مساء
الاربعاء الاعتداء وعبر عن امله في ان تتمكن الحكومة العراقية المقبلة
من وقف هذه الاعمال. وقال الامير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي مع وزيرة
الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس "فيما يتعلق بالعمل الارهابي الذي
وقع في العراق اننا ضد الارهاب عموما وبطبيعة الحال ضد العمليات
الارهابية التي تستهدف الاماكن المقدسة ودور العبادة".
نيويورك - دان مجلس الامن الدولي امس الاربعاء الاعتداء والاعمال
الانتقامية التي تلته ودعا العراقيين الى الهدوء والحفاظ على وحدتهم.
واعلن السفير الاميركي في الامم المتحدة جون بولتون باسم مجلس الامن
الذي يرأسه لهذا الشهر ان اعضاء المجلس "يدينون بشدة الهجوم على مرقد
الامامين علي الهادي وحسن العسكري في سامراء هذا الصباح (امس)
والهجومات التي تلته ضد اماكن دينية اخرى".
انقرة - دانت تركيا الاربعاء العنف الطائفي في العراق داعية
العراقيين الى تجنب الانجرار الى اعمال انتقامية. واعتبرت وزارة
الخارجية التركية "من الواضح ان هدف الذين يلجأون الى الارهاب هو
التسبب في نزاع طائفي وعرقي في العراق".
واشنطن - اعلن مسؤول في الادارة الاميركية ان الولايات المتحدة
تشتبه في ان يكون فرع القاعدة في العراق مسؤولا عن الاعتداء. وقال منسق
الشؤون العراقية في وزارة الخارجية الاميركية جيمس جيفري "نعتقد ان
الاعتداء يحمل توقيع تنظيم القاعدة".
واضاف ان ليس لدى الولايات المتحدة دليل قاطع ضد شبكة ابو مصعب
الزرقاوي لكنه اوضح ان الاعتداء شبيه كثيرا باعتداءات اخرى شنها في
السابق الفرع العراقي لتنظيم القاعدة.
لندن - ندد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الاربعاء بالاعتداء
واكد استعداد بلاده للمشاركة في تمويل اعادة بنائه. وقال "ادين بشدة
الهجمات اليوم على ضريح الامام العسكري في سامراء احد اقدس المواقع
الدينية الشيعية".
واضاف ان "منفذي هذا الهجوم لهم دافع واحد: التسبب بنزاعات واعمال
عنف بين السنة والشيعة بهدف تعطيل الديموقراطية التي تقام في العراق".
واكد ان "الحكومة البريطانية مستعدة للمساهمة في اعادة بناء الضريح
وسنعول على اصدقائنا في الطوائف المسلمة في العراق وبريطانيا ليرشدونا
الى الوسيلة المثلى للقيام بذلك".
القاهرة - دانت مصر الاربعاء الاعتداء مؤكدة ان هذا العمل "يهدف الى
تقويض وحدة الشعب العراقي". وصرح وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط
للصحافيين ان "هذا العمل يهدف الى تقويض وحدة الشعب العراقي الذي يقف
صامدا امام محاولات بث الفرقة والانقسام".
بدوره دان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى "التفجير
الارهابي الشائن الذي استهدف ضريح الامامين العسكري والهادي في
سامراء".
عمان - دان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في برقية بعث بها
الى الرئيس العراقي جلال طالباني الاربعاء "العمل الاجرامي الغادر"
الذي استهدف مرقد الامام علي الهادي في وسط مدينة سامراء العراقية.
طهران - اتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الخميس "الصهاينة
وقوات الاحتلال" الاميركي بالوقوف وراء الاعتداء. وقال احمدي نجاد خلال
خطاب في مدينة شهركرد (وسط) نقله التلفزيون الايراني مباشرة ان "هذه
الاعمال اليائسة ارتكبتها مجموعة من الصهاينة وقوات الاحتلال".
وحذر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد القوى الغربية مثل الولايات
المتحدة واسرائيل من انها ستواجه غضب المسلمين بعد التفجير المدمر
لمزار شيعي في العراق.
وألقى أحمدي نجاد باللوم على "الصهاينة" والقوى الاجنبية في العراق
فيما يعكس كلمات الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي يوم
الاربعاء في الهجوم على مزار شيعي.
وقال أحمدي نجاد في كلمة اذاعها التلفزيون الحكومي على الهواء "هذه
الاعمال الشائنة ارتكبها مجموعة من الصهاينة والمحتلين الذين منيوا
بالفشل. لقد فشلوا في مواجهة منطق وعدالة الاسلام."
وبينما كانت تنطلق هتافات الاف من مؤيديه في وسط ايران "الموت
لامريكا" و"الموت لاسرائيل" قال أحمدي نجاد "ثقوا في انه لن ينقذكم أحد
من غضب وقوة الدول التي تسعى الى العدل من خلال اللجوء الى مثل هذه
الاعمال."
- سعت الولايات المتحدة جاهدة الى تخفيف حدة التوتر الطائفي في
العراق بعد الاعتداء على مرقد امامين شيعيين في سامراء الاربعاء خوفا
من ان ينتهي الغزو الاميركي المستمر منذ ثلاثة اعوام الى حرب اهلية في
العراق.
واتهمت واشنطن على الفور تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الاعتداء الذي
استهدف ضريح الامامين علي الهادي والحسن العسكري وتلته هجمات على مساجد
سنية
ودان الرئيس جورج بوش الاعتداء الذي ادى الى تدمير جزء من قبة
الضريح داعيا العراقيين الى "ضبط النفس في هذه الفاجعة وتحقيق العدالة
بموجب قوانين ودستور العراق". وقال بوش ان "العنف لن يسهم سوى في تحقيق
ما يرمي اليه الارهابيون".
واثار الاعتداء على المزار تخوفا لدى الاميركيين من اندلاع حرب
اهلية بين الاغلبية الشيعية الحاكمة حاليا في العراق والسنية
المستبعدين منذ ان اطاح الجيش الاميركي بنظام صدام حسين.
واكد بوش في بيان اصدره البيت الابيض ان "هذه الجريمة العبثية تشكل
تحديا للمؤمنين في جميع انحاء العالم. الولايات المتحدة تدين هذا
الاعتداء الجبان باشد العبارات الممكنة".
واضاف ان الولايات المتحدة "تبقى مستعدة لتفعل ما بوسعها لمساعدة
حكومة العراق للتعرف على المسؤولين عن هذا الاعتداء الرهيب وجلبهم الى
القضاء".
واكد جيمس جيفري منسق الشؤون العراقية في وزارة الخارجية الاميركية
ان الاميركيين يشتبهون بان تنظيم القاعدة بقيادة زعيم فرعه في العراق
ابو مصعب الزرقاوي يقف وراء الاعتداء.
وقال "نعتقد ان خيوط الاعتداء تنتهي بتنظيم القاعدة (...) سيكونون
المشبوهين الاوائل الذين نفكر فيهم وما عداهم ليس هناك مشبوهون كثيرون
اخرون". واوضح جيفري ان الاميركيين لا يملكون اي تأكيد ضد القاعدة
لكنها ترى ان الاعتداء على الضريح يحمل بصمات التنظيم الذي هدد في
الماضي بهجمات من هذا النوع.
وقال مراقبون ان العنف الذي شهده العراق الاربعاء قد يشكل منعطفا في
مسيرة البلاد حيث سعى المسؤولون الاميركيون الى اقامة حكومة وحدة وطنية
بعيدا عن الانقسامات الطائفية.
وقال جيفري عن الهجمات "نرى ان كل هذا يثير قلقا بالغا". واضاف "نرى
في كل هذه الهجمات جهودا لاشعال حرب اهلية ونعتقد ان العراقيين سيفعلون
ما بوسعهم لتجنب ذلك".
وكان سفير الولايات المتحدة في العراق زلماي خليل زاد رأى الاثنين
ان النزاع الطائفي هو "المشكلة الاساسية في العراق" مؤكدا ان
الاميركيين لن يمولوا قوات عراقية يديرها اشخاص "طائفيون".
وقال ان "المشكلة الاساسية في العراق هي الصراع الطائفي والعرقي
(...) والاستقطاب الطائفي والعرقي يؤثر بشكل كبير على كل مجريات
العملية السياسية في العراق". واوضح ان الولايات المتحدة سخرت ملايين
الدولارات لبناء الجهاز الامني في البلاد مؤكدا "لن نستخدم اموال الشعب
الاميركي لبناء قوات يديرها اناس طائفيون".
وردد جيفري الكلام نفسه. وقال "نوظف ما مجموعه حوالى 15 مليار دولار
من الاموال الاميركية للقوات الامنية العراقية. الواضح اننا ملتزمون
امام دافعي الضرائب الاميركيين استخدام هذه الاموال بشكل صحيح".
وحذر محللون في الشرق الاوسط منذ اشهر من احتمال اندلاع حرب اهلية
في العراق ما لم تنجح القوات الاميركية في الحد من التمرد ووضع البلاد
على طريق اعادة الاعمار.
وكتب كينيث بولاك الذي يعمل في معهد بروكينغز خلال الشهر الجاري ان
العام 2006 سيكون حاسما للاميركيين الذين يأملون في ترك بلد مستقر.
واوضح ان عدة مناطق في وسط وجنوب البلاد ما زالت تخضع لسيطرة
ميليشيات وان الميليشيات والمتمردين يقومون بحملات تطهير عرقي
واغتيالات واعمال عنف اخرى.
وقال بولاك "اما ان تنجح الحكومة العراقية بمساندة الولايات المتحدة
في البدء في تسوية مشاكل العراق او يقع العراق في احضان الاسلحة
والميليشيات وربما يشهد اندلاع حرب اهلية".
من جهتهاا قالت مجموعة "انترناشيونال كرايزيس غروب" التي تتخذ من
بروكسل مقرا لها ان الولايات المتحدة يجب ان تكون واضحة مع الحكومة
الشيعية المقبلة بان مساعدتها مرتبطة بجهود القضاء على الميليشيات
واحترام حقوق الانسان.
- دان الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم حادث
التفجير الذي استهدف مرقد الامامين علي الهادي وحسن العسكري في مدينة
سامراء شمال بغداد.
واكد الامين لمجلس التعاون في بيان وزع هنا اليوم "ان مثل هذه
الاعمال الارهابية التي تستهدف الاماكن الدينية وتقتل الأبرياء وتروع
الامنين تتنافى مع تعاليم الاديان والشرائع السماوية".
واعرب العطية عن ثقته التامة من ان العراق بقادته وأطيافه السياسية
قادر على احباط المخططات الهادفة الى زعزعة أمنه واستقراره وان اهل
العراق بجميع فئاتهم سيقفون في وجه دعوات الفتنة الطائفية وسيتجاوزن
بوحدتهم كل المخططات والمؤامرات التي تستهدفهم.
وجدد الأمين العام لمجلس التعاون موقف دول المجلس الرافض لمثل هذه
الأعمال ونبذه للتطرف والعنف بمختلف أشكاله وصوره وأي كان مصدره او
دوافعه ومنطلقاته. |