
أصدر سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ حسين علي المنتظري
بيانا إستنكر فيه الجريمة النكراء التي استهدفت الحرم الطاهر للإمامين
العسكريين عليهما السلام، وطالب أهل السنة و الحكومات الإسلامية أن
تقطع جميع دعمها المادي و المعنوي و تظهر إعلان برائتها من أولئك
المجرمين، و فيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"
الحادثة الأليمة لتخريب القبة و الحرم المطهَّر للإمامين المظلومَين
و العظيمَين حضرة الإمام الهادي و حضرة الإمام العسكري عليهما السلام
بواسطة زرع المتفجرات أدى إلى التأثر و التأسف العميق، و يبدو إن هذه
الفاجعة و التي هي مصيبة عظيمة للإمة الإسلامية هي حلقة جديدة من فتنة
جماعة القاعدة المنحرفة و مثيلاتها والتي تُنسب بنفسها للأسف إلى
الإسلام، و مهمتها الأساسية هو تشويه الإسلام الأصيل و إشعال حرب
داخلية بين المذاهب الإسلامية في العراق. و إن ما يؤثر في إخماد أبعاد
فتنة هذه الجماعات المنحرفة هو أولا: على أهل السنة أن ينتبهوا و
يعرفوا و يفصلوا حسابهم من هذه الجماعات المثيرة للفتن و أن يظهروا
تبرّئهم منهم، و ثانيا: إن يقطعوا جميع دعمهم المادي و المعنوي لهم. و
على الإخوة من أهل السنة في العراق أن يعلموا إنهم إذا لم يخمدوا هذه
الفتنة بإنزواء هذه الجماعة و قطع دعمهم عنهم، فإنهم سيُبتلون بحرب
داخلية تستمر لعدة سنوات، و سوف لا تكون نتيجته إلا ضرب الإسلام العزيز
و إتلاف النفوس و تضييع ثروات العراق المظلوم.
كما يُتوقع من منظمة المؤتمر الإسلامي أن تتحرّك بحركة جادّة و
بعيدة عن الشعارات بإتخاذ تدبير، و لتفكر البلدان الإسلامية في حل جاد
من أجل إخماد و إمحاء هذه الجماعات الجزّارة و العنيفة، و إذا لاسمح
الله توجد مساعدات من قبل بعض هذه البلدان لهذه الجماعات فليقطعوها.
إنني أتقدم بالتعازي إلى حضرة ولي العصر أرواحنا فداه، و إلى
الحوزات العلمية و حضرات المراجع و العلماء الأعلام و جميع مسلمي
العالم بهذه المصيبة العظيمة. و بعجز أسئل الله تعالى أن يقر الشعب
العراقي المسلم بالأمن و الإستقرار، و أن يقصر أيادى القوى الخارجية من
العراق المظلوم.
والسلام على جميع الإخوة و الأخوات و رحمة الله و بركاته
23 محرم الحرام 1427
حسين علي المنتظري. |