ماذا يمكن التوقع اذا قرر شيعة العراق الدخول في مواجهة مع
الامريكيين على ارض الرافدين وحدث ما كان الاعراب وانجاس القوم في
الانظمة العربية يتمنونه في حدوث فراق شيعي ـامريكي؟!
وهل تنجر امريكا لنصائح ملك الغدر والخيانة ملك الاردن والدولة
الوهابية التي ترعى الارهاب والتي يتخرج يوميا من مدارسها الدينية
المئات من الارهابيين وهي المدرسة ذاته التي ارسلت انتحاريين لتفجير
البرجين العالميين وقتل الالاف من الامريكيين ‘ هل تنجر الى قبول نصائح
اؤلئك الحكام الذين باعوا ضمائرهم وتحولوا الى عواهر لا يمكن الثقة بهم
فكيف القبول بنصائحهم ‘ فتقبل امريكا بنصائحهم وتضغط على شيعة العراق
الذي غدى كل العالم ضدهم ما عدى الشرفاء وتمارس كل انواع القهر ضدهم
ليتنازلوا عن حقهم في حكم العراق ‘ فعئدئذ لا يجد الشيعة من مفر الا
الوقوع في احضان الغير ليدافعوا عن انفسهم في وجه القتل والمذابح
اليومية التي يتعرضون لها ؟
الا تعلم امريكا ان اي مواجهة فيما لو حدثت بين جنودها وشيعة العراق
سوف تكون هي الخاسرة الاولى في المنطقة وسوف لن يكون بعدها استقرار ولا
امن لافي العراق ولا في المنطقة .. ولماذاتتصور امريكا ان الشيعة هم
اعداءها رغم ان الشيعة اثبتوا خلال السنوات الماضية هم الاكثر انسانية
وعقلانية في تعاملهم مع واقع الحياة السياسية ومع ما يجري على ارضهم في
العراق.؟؟
فلماذا تريد امريكا تطبيق افكار ونصائح دولة الوهابية وملوك الغدر
والخيانة في الاردن والذين لاهم لهم سوى ان يتسلطوا على رقاب الناس
ومقدراتهم وان تقاطعت مع مصالح الدنيا كلها ومعها امريكا ..
فلماذا لا تأخذ امريكا الدروس من افغانستان ومن احداث 11 سبتمبر ومن
تفجيرات لندن ومدريد وندونيسيا و حتى من مذابح العراق البشعة التي
تستهدف الشيعة ؟ ولماذا تعطي اذن صاغية لمن هم اساس بلاء الدنيا ومصدر
الارهاب الاعمى الذي لا يبقي ولا يذر ؟
ماذا تتوقع امريكا من شيعة العراق اذا وجدوا انفسهم وحيدون في
الساحة حيث الكل يقف ضدهم والكل يستهدفهم وحتى حقهم اصبح باطل وباطل
غيرهم اصبح حقا ! وها هي احداث سامراء وتفجير أضرحة ائمتهم حولها
الاعراب بخبثهم ومكرهم وحقدهم الى قضية "حرب مساجد" تستهدف السنة
والحال ان الشيعة هم المستهدفون لا يجدون من يدافع عن حقهم احدا كل دول
الجوار الاعراب ضدهم وحتى ايران التي تجمعها معهم نقطة الانتماء للمذهب
تعمل لمصالحها اكثر من ان تهمها مصالح شيعة العراق ‘ ولكن الا تعلم
امريكا بان الامر لن يستمر على هذا المنوال وان شيعة العراق عندما
يجدون انفسهم انهم قد حشروا في زاوية تستهدف قوى البغي البعثية
والوهابية الارهابية مدعومة بسيل من الاموال والاعلام والانفس
الانتحارية وبتحول مريب في موقف امريكي يفسر على انه دعم للارهاب
ولعمليات قتل الشيعة خاصة وان تصريحات سفيرهم الطائفي الذي تشرب من
مدرسة طالبان الافغانية الظلامية كلها تصب لصالح الارهابيين والسلفيين
الذين يقتلون ويذبحون الشيعة بلا معنى ولا سبب وحتى الاعلام الامريكي
ووكالات انباء اخرى مرتبطة به وبغيره بدأوا باالتغزل للسنة واظهار هم
انهم هم المستهدفون وليس ادل على تقارير رويتر الخبرية التي تجدها
منحازة بشكل فاحش الى الارهاب تحت عنون "السنّة"‘ حيث كل هذه الامور قد
تقلب المعادلة القائمة في العراق وتدفع شيعة العراق ومراجعهم وقادتهم
لاعادة النظر في هذا الامر وربما الوقوع في احضان الغير..
نصيحتنا للادارة الامريكية هي كالتالي :
لا تفرطوا بشيعة العراق فانهم اليوم ليسوا كأمس وان القوة التي كانت
لصدام وزمرته وطائفته قد ولت وانهم اليوم يملكون الخيارات للدفاع عن
حقهم والوقوف امام اي غبن اوظلم يلحق بهم.. فلا تفرطوا بهم من اجل زمرة
فاسدة واناس لا رحمة لهم ولا انسانية هم فقط الاستحواذ على الثروة
والسلطة ..
اسحبوا سفيركم السفياني الافغاني االزرقاوي خليل زلماي الطائفي
واستبدلوه بمن هو اكثر عدلا واكثر واقعية يتفهم معاناة العراقيين وخاصة
الشيعة ولا ينحاز للقتلة والمجرمين لكون انهم من طائفته ‘ ورأيت كيف ان
تدمير مراقد الشيعة في سامراء كان بفعل تصريحاته الرعناء الطائفية
وكيف ان ذلك الحدث اقام دنيا الشيعة ولو مراجعهم لما..
هل تعلمون ان حكام الوهابية ودول الجوار تسعى ليس منذ اليوم الاول
من سقوط صدام المجرم للوقيعة بين الشيعة وبين امريكا بين منذ سقوط نظام
الشاه الايراني ‘ وهي اليوم يبدوا انها قد نجحت في اغواء بعض عناصركم
في الادارة الامريكية وتمرير حيلهم عليكم من خلال تفهيمكم بان الشيعة
يشكلون اكبر خطر عليكم وهو ما لم لم يتحقق منه اي شيئ لا في الواقع ولا
على الارض بل العكس هو الصحيح ولكن لكثرة الحاح والاصرار على الكذب
وهؤلاء الحكام والعرب معروفين بالكذب والخبث ولن يجارهم احدا من
العالمين فقد صدقتموهم وبدأتم بالانعطاف والتغيير وهذا عين ما يريده
الاعراب عديمي الانسانية والشرف وعين ما يريده حكام الوهابية الذين
بتفرخ الارهاب في دولتهم ..
من الخطأ ربط شيعة العراق بايران ومن الخطأ اعتبار ان هوى العراقيين
الشيعة هي ايرانية ولو صح ذلك للزم اعتبار اي سني في العراق هواه
زرقاوي وانتماءه ليس عراقي..
نصيحتنا للادارة الامريكية ان تحل مشاكل مع ايران بروح رياضية ومن
خل الحوار خاصة الملف النووي الذي يشكل باالنسبة لكم قلقا وهاجسا جعلكم
تنظرون من خلاله الى شيعة العراق وتبنون مواقفكم تجاههم عبر ذلك
الملف‘ وهذا لعمري خطأ جسيم ‘ لاعلاقة شيعة العراق بذلك العراق حتى وان
حاول الايرانيون الايحاء بذلك ‘ فنحن ننصحهم بفتح قنوات حوار مباشرة
معهم واعطوهم الضمانات واريحوا المنطقة من شر ما يخبأه لها المجهول . |