وفاة المرجع الشيعي محمد الحسيني الشيرازي في قم

اعلن في قم امس عن وفاة المرجع الديني الشيعي الاعلى محمد الحسيني الشيرازي الذي توفي صباح امس متأثراً بجلطة دماغية اصابته وغيبته عن الوعي منذ فجر اول من امس.
ويعد الشيرازي الذي توفي عن 75 عاماً، من علماء الدين الشيعة البارزين الذين يقارنون بالخوئي وشريعتمداري والخميني وكلبايكاني ومرعشي نجفي، حيث يوجد له مقلدون بالملايين في بلدان مختلفة.
ولد محمد الشيرازي في العام 1928 بالنجف الاشرف في العراق في بيت المرجعية، حيث كان والده آية الله مهدي الشيرازي وجده الإمام محمد تقي الشيرازي قائد ثورة العشرين في العراق، وجده الاكبر الميرزا حسن الشيرازي صاحب الفتوى المعروفة بفتوى التنباك في حظر استعمال التنباك الذي منح ناصر الدين شاه القاجار ملك ايران، رخصة زرعه وتصديره الى شركة بريطانية، يتولون المرجعية منذ أواسط القرن التاسع عشر الميلادي.
ومنذ عام 1961 تولى محمد الحسيني الشيرازي المرجعية في مدينة كربلاء (العراق)، غير انه اضطر لمغادرة العراق عقب تعرض اتباعه لحملات الملاحقة والقتل على ايدي سلطات حزب البعث وتهديده بالقتل.
ومن العراق انتقل الشيرازي الى الكويت حيث اسس الحوزة الشيرازية التي يديرها الان نجله رضا الشيرازي. وبعد الثورة الايرانية توجه الشيرازي الى مدينة قم حيث توجد اهم حوزة دينية للشيعة في ايران، وسرعان ما تحولت حوزته الى ملتقى لكبار المدرسين واساتذة الحوزة ممن تلمذوا على يديه علوم الفقه والفلسفة والعلوم الدينية فضلا عن الاقتصاد والسياسية.
ورغم مواقفه الشيرازي المعارضة لسياسات النظام الثوري في ايران واحتجاجه المستمر ضد حملة الاعدامات والاعتقالات، ورفضه لمحاكم الثورة ومحكمة رجال الدين، غير ان النظام لم يجرؤ على الاساءة اليه او لاتباعه في عهد الخميني، وبدأت معاناته بعد رحيل الخميني، وحينما اعلن عدم شرعية ولاية الفقيه المطلقة، ودعا الى تشكيل شورى الفقهاء. ولم يستطع الشيرازي مغادرة بيته منذ اكثر من 15 عاما، عاش اكثرها تحت الاقامة الجبرية منقطعاً عن اتباعه ومقلديه. وتعرض اتباعه وابناؤه واقاربه لمضايقات شديدة اواسط التسعينات حيث تم اعتقال العشرات منهم، وكان نجله مرتضى الشيرازي قد تعرض في السجن لتعذيب شديد حيث تم احراقه بصب البترول عليه بأمر وزير الاستخبارات الاسبق علي فلاحيان، ولا يزال يحمل مرتضى الشيرازي، الذي يقيم في الكويت، آثار التعذيب على جسده.

عن جريدة الشرق الأوسط (18/12/2001م)

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا