تركيا واسرائيل: احلام النفوذ الاقليمي تصطدم بجدار الصراعات الداخلية

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الاسرائيلي جابي ليفي للاحتجاج على تصريحات للميجر جنرال اري مزراحي قائد القوات البرية الاسرائيلية الذي قال منتقدا موقف رئيس وزراء تركيا المندد بالعمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة، "على رئيس الوزراء التركي ان ينظف امام بيته" في اشارة منه الى احتلال شمال قبرص والعمليات العسكرية ضد المتمردين الاكراد جنوب تركيا وقمع التظاهرات الاحتجاجية التي قامت بها القوات التركية.

وكان ذلك أحدث علامة على التوتر بين تركيا واسرائيل اللتين تحتفظان بعلاقات عسكرية وثيقة غير أن التوتر خيم على تحالفهما بسبب الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد اتهم الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بأنه "يعرف جيدا كيفية القتل" خلال مناظرة علنية الشهر الماضي بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.

وقالت الخارجية التركية إنها طلبت "إيضاحات عاجلة" من ليفي بشأن التصريحات الأخيرة لقائد القوات البرية الإسرائيلية، الجنرال آفي مزراحي، التي نقلتها صحيفة "هآرتس"."

ونقلت الصحيفة عن مزراحي تصريحات أدلى بها أمام مؤتمر دولي، طالب فيه وزير الخارجية التركي، رجب طيب أردوغان، "النظر في المرآة" قبيل انتقاد إسرائيل، في إشارة إلى العمليات العسكرية التركية ضد المتمردين الأكراد والاحتلال التركي لشمال قبرص، وفق "هآرتس."بحسب سي ان ان.

ومن جانبها انتقدت المؤسسة العسكرية التركية، في بيان منفصل، تصريحات الجنرال الإسرائيلي ووصفتها بأنها "غير مقبولة."وأضاف البيان" نتوقع من قائد القوات الإسرائيلية، الذي نعتقد أنه يولي أهمية للعلاقات مع القوات المسلحة التركية، تقديم إيضاح."

وتوترت العلاقات بين أنقره وتل أبيب منذ انسحاب أردوغان من منتدى دافوس الشهر الماضي احتجاجاً على تبريرات الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي استمرت 22 يوماً في غزة.

وقبيل مغادرته القاعة غاضباً، توجه بالحديث إلى الرئيس الإسرائيلي قائلاً: "عندما يتعلق الأمر بالقتل فأنتم تجيدونه.."

وبموازاة ذلك، أصدر الجيش الإسرائيلي السبت بياناً تنصل فيه من انتقادات مزراحي، مشيراً إلى أنها لا تعكس الموقف الرسمي للمؤسسة العسكرية العبرية، وفق "هآرتس."

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، العميد آفي بنياهو: "بالنظر إلى انتقادات تركيا لإسرائيل، يمكن ترجمة تصريحات مزراحي كانتقاد لماضي تركيا."وأضاف "الجيش الإسرائيلي يريد الإيضاح بأن هذا ليس موقفه الرسمي."

وكانت وسائل الاعلام التركية نقلت عن الجنرال مزراحي قوله، ردا على الانتقادات التي وجهها عدد من كبار المسؤولين الاتراك الى اسرائيل على خلفية هجومها الاخير على قطاع غزة، ان على رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "ان ينظف اولا امام باب بيته"، في اشارة الى المذابح التي تعرض لها الارمن ابان السلطنة العثمانية ومشكلة الاكراد في تركيا.

وبحسب بيان الخارجية، فان الجيش التركي اعتبر تصريحات الجنرال الاسرائيلي "مبالغ فيها ومثيرة للغضب ومرفوضة".

واضاف البيان "نحن ننتظر من هيئة الاركان الاسرائيلية التي نريد ان نصدق انها تعلق اهمية على العلاقة مع القوات المسلحة التركية، توضيحا بهذا الصدد".

الجيش التركي يقول إن العلاقات مع اسرائيل قد تتضرر

وفي وقت لاحق قال الجيش التركي إن الانتقادات التي وجهها جنرال اسرائيلي للاحتلال التركي لشمال قبرص وصراع تركيا مع الاكراد تهدد بالحاق ضرر بالعلاقات بين البلدين.

وكان ذلك أحدث علامة على التوتر بين تركيا واسرائيل اللتين تحتفظان بعلاقات عسكرية وثيقة غير أن التوتر خيم على تحالفهما بسبب الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة. بحسب رويترز.

واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بأنه "يعرف جيدا كيفية القتل" خلال مناظرة علنية الشهر الماضي بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.

ونقلت صحيفية هاارتس عن مزراحي قوله ان تركيا ليست في وضع يسمح لها بانتقاد الاحتلال الاسرائيلي لارض فلسطينية في حين تحتفظ بجنود في شمال قبرص.كما اتهم تركيا أيضا باضطهاد الاقلية الكردية وبابادة الارمن خلال الحرب العالمية الاولى.

وقالت هيئة الاركان التركية في بيان نشرته وكالة أنباء الاناضول الرسمية ان تصريحات مزراحي غير مقبولة.واضافت "جرى تقييم التصريحات على أنها تصل لدرجة قد تتضرر معها المصالح الوطنية بين البلدين."

ويشمل التعاون العسكري بين تركيا واسرائيل السماح للطائرات الاسرائيلية باستخدام المجال الجوي التركي في التدريبات. وأبلغ اردوغان رويترز بأنه لا توجد خطط لتعليق هذا الاتفاق.

وتحتفظ تركيا بنحو 30 ألف جندي في شمال قبرص منذ غزت الجزيرة في عام 1974 لاحباط محاولة انقلاب من جانب القبارصة اليونانيين. وتركيا الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة للقبارصة الاتراك هناك.

وتقاتل تركيا أيضا منذ 25 عاما انفصاليين أكرادا يسعون لاقامة وطن في جنوب شرق تركيا. وتنفي تركيا اتهامات بارتكاب ابادة جماعية ضد 1.5 مليون أرمني خلال الحرب العالمية الاولى.

 اردوغان: تركيا ستلعب دورا نشطا في الشرق الاوسط

 وقال رئيس الوزراء التركي اردوغان ان انتقاد تركيا الشديد للهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) لن ينهي دورها كوسيط للسلام في منطقة الشرق الاوسط.

وقال اردوغان في مقابلة مع رويترز وصحيفتين تركيتين ان نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي جرت الاسبوع الماضي والتي أظهرت تحقيق أحزاب اليمين مكاسب "رسمت صورة قاتمة جدا" للمستقبل.

وتتبنى تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي موقفا خاصا في المنطقة بسبب علاقاتها الوثيقة باسرائيل والدول العربية وكذلك واشنطن.

ويقول دبلوماسيون ومحللون ان ضررا قصير المدى لحق بدور تركيا كوسيط للسلام في الشرق الاوسط وخاصة كمفاوض محايد بين اسرائيل وسوريا بسبب انتقاد اردوغان اللاذع لاسرائيل ودفاعه عن حماس.

وأضاف اردوغان في التصريحات التي أدلى بها على متن طائرته عائدا الى أنقرة بعد رحلة في اطار حملة انتخابية في مدينة سيفاس التركية "لا أفكر بهذه الطريقة ... تركيا دولة قوية لها موقف دولي (مميز)."

واستطرد "لسنا من أراد هذا الدور التفاوضي. أرادت كل من سوريا واسرائيل أن تلعب تركيا دور الوسيط في المفاوضات بينهما ولهذا السبب شاركنا فيها. وحدث الشيء نفسه في المحادثات بين باكستان واسرائيل."

وأضاف أن منتقدي بلاده يسيئون فهم السياسة الخارجية التركية اذا اعتقدوا أن الحكومة التركية تقف الى جانب حماس أو ضد اسرائيل. وقال ان تركيا تريد السلام في المنطقة وتدافع عن الضعفاء وهم في هذه الحالة المدنيون في غزة.

وأشار اردوغان الى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم ذا الجذور الاسلامية أعاد نفوذ تركيا في العالم ومن الطبيعي أن تستخدم تركيا قوتها الجديدة في حل الازمات من منطقة القوقاز الى الشرق الاوسط.

وقوبل اردوغان استقبال الابطال عند عودته الى تركيا قادما من دافوس كما أكسبه موقفه الثناء في العالم العربي. وقال اردوغان ان اسرائيل "تعرف جيدا كيف تقتل" لكنه أثار دهشة الدبلوماسيين الغربيين الذين تساءلوا عما اذا كانت تركيا بدأت في الابتعاد عن الغرب.

وحث اردوغان الحكومة الاسرائيلية المقبلة على النظر في الطريقة التي تنفذ بها سياساتها وأفعالها تجاه الفلسطينيين وعلى رفع الحصار عن الفلسطينيين. وقال ان نهج اسرائيل الصارم مع الفلسطينيين فشل.

ويقول محللون ان اسرائيل تعاني من حالة انقسام مثلما هو الحال بين الفلسطينيين وان فرص تحقيق السلام بين الجانبين أصبحت أقل من أي وقت مضى.

وأشار اردوغان الى نتيجة الانتخابات الاسرائيلية وقال "للاسف رأينا أن الاسرائيليين صوتوا لصالح هذه الاحزاب (اليمينية) ويجعلني هذا حزينا بعض الشيء... للاسف رسمت الانتخابات صورة قاتمة جدا."

شبكة النبأ المعلوماتية- االسبت 21/شباط/2009 - 25/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م