شبكة النبأ: فيما تعالت الاصوات في
انحاء عديدة من العالم لعدم السماح بزواج حاملي فايروس نقص المناعة
المكتسبة (الايدز)، تعرضت من جهة اخرى المساعي لاكتشاف لقاح فعال ضد
فيروس نقص المناعة البشري في الآونة الأخيرة إلى سلسلة من الانتكاسات
المحبطة، في الوقت الذي يحذر فيه الباحثون من أنه لا يزال أمامهم طريق
طويل حتى يشهدوا انفراجا في هذا المجال.
ومن جهة اخرى تتطلع الدول الواقعة في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء
الكبرى إلى طريقة جديدة لمنع الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري، وذلك
باعتبار نقل الفيروس تهمة جنائية. ولكن الخبراء يقولون أن تطبيق
القانون الجنائي على نقل فيروس نقص المناعة البشري لن يحقق العدالة
الجنائية ولن يَحد من انتشار الفيروس، لكنه سيزيد من التمييز ضد
المتعايشين مع الفيروس وسيضعف الصحة العامة ويقوض حقوق الإنسان.
(شبكة النبأ) خلال تقريرها الخاص عن (الايدز) تستعرض اخر المستجدات
عن هذا المرض العالمي الفتاك:
هل يوجد أمل لاكتشاف لقاح ضد الايدز؟
تعرضت المساعي لاكتشاف لقاح فعال ضد فيروس نقص المناعة البشري في
الآونة الأخيرة إلى سلسلة من الانتكاسات المحبطة، في الوقت الذي يحذر
فيه الباحثون من أنه لا يزال أمامنا طريق طويل حتى نشهد انفراجة في هذا
المجال، فهل نتخلى عن الأمل؟
وقد أفاد الخبراء الذين حضروا المؤتمر الدولي حول الإيدز الذي عقد
في مكسيكو سيتي قبل بضعة أشهر أن البحث عن لقاح للوقاية من فيروس نقص
المناعة البشري هو أحد أصعب المساعي على الإطلاق، خاصة وأن علم
اللقاحات لا يزال "فناً أكثر من كونه علماً".
وقد توقفت في العام الماضي إحدى التجارب الكبرى لاكتشاف لقاح ضد
فيروس نقص المناعة البشري، بعدما أظهرت النتائج المبكرة أن اللقاح
التجريبي لا يحمي من الفيروس بل يزيد كذلك من خطر الإصابة بالعدوى.
وقد أعلن المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية NIAID
في يوليو/تموز أنه لن يمضي قُدماً في تجربة اللقاح التي كان سيشارك
فيها 8,500 شخص والتي كانت تهدف إلى اختبار لقاح مشابه للقاح الذي فشل
العام الماضي. بحسب تقرير شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين".
وأدت تلك التطورات إلى ترك ميدان اللقاح يترنح وسط دعوات أطلقتها
بعض الجهات إلى وقف التمويل العام لأبحاث لقاح الإيدز وتحويله إلى
العلاج والتدابير الوقائية من الفيروس.
ولكن تاتشي يامادا، المدير التنفيذي لبرنامج الصحة العالمي في مؤسسة
ميليندا وبيل جيتس، وهي إحدى المؤسسات الكبرى التي تمول بحوث اللقاحات،
قال لوفود مؤتمر مكسيكو أن المحاولات الفاشلة الأخيرة للتوصل إلى لقاح
ضد فيروس نقص المناعة البشري ليست سبباً كافياً للتخلي عن الأمل.
وأوضح يامادا بالقول: "هذا ليس وقت التراجع وخفض التمويل...نحن
بحاجة إلى التحرك للأمام باستثمارات كبيرة. لا يجب أن نخشى من الفشل".
هذا ليس وقت التراجع وخفض التمويل...نحن بحاجة إلى التحرك للأمام
باستثمارات كبيرة. لا يجب أن نخشى من الفشل
وطبقاً ليامادا، تبقى معرفة العلماء التنبؤية حول ما إذا كانت
اللقاحات التجريبية ستنجح أم لا محدودة. وقد دعا إلى استخدام نماذج
حيوانية أفضل لاختبار اللقاحات التجريبية إذ أن النماذج الموجودة حالياً
لا يمكنها التنبؤ بتأثير تلك اللقاحات على الإنسان.
وكان التحدي الآخر الذي واجه التجارب الإكلينيكية هو أن المشاركين
في التجارب لم يتبعوا التعليمات الموجهة إليهم في جميع الأوقات، مما
زاد من صعوبة إثبات تأثير اللقاح.
كما أن الآمال غير الواقعية للجماهير تعد مشكلة مستمرة، حيث قال
يامادا: "عندما تفشل تجربة يكون الافتراض الفوري أن ذلك الاستثمار لم
يكن في مكانه". ودعا يامادا إلى بذل المزيد من أجل تثقيف الناس حول
بحوث الوقاية من فيروس نقص المناعة البشري.
بدوره، قال ألان برنستاين، مدير المشروع العالمي للقاح ضد فيروس نقص
المناعة البشري، أن البحث عن لقاح فعال قد وصل إلى "مفترق طرق خطير".
وقد أخبر ألان وفود مؤتمر مكسيكو أن التحدي الآن هو تصميم تجارب يمكنها
أن "تطور فهمنا للاستجابة المناعية للجسم ضد فيروس نقص المناعة البشري".
يتعين عدم السماح بزواج حاملي فيروس الايدز
ونُقل عن سياسي ماليزي رفيع قوله انه يتعين عدم السماح لحاملي فيروس
(اتش اي في) المسبب لمرض الايدز بالزواج تفاديا لإنجاب أطفال حاملين
للفيروس.
وقال محمد نزار جمال الدين رئيس وزراء ولاية بيراق بشمال البلاد في
تصريحات نشرتها صحيفة نيو ستريتس تايمز "شخص مريض جدا بهذه الطريقة
يتعين عدم السماح له بأن يتزوج" مضيفا أنه اذا أسفرت الزيجة عن حمل "فان
الجنين سيحمل نفس الفيروس. لذلك فان هذا سيكون مزيدا من الظلم لانك
ستنقل بالفعل هذا المرض للطفل."بحسب رويترز.
وكانت الصحيفة طلبت من نزار التعليق على تصريح لمسؤول في ادارة
التنمية الاسلامية بماليزيا يقول ان المسلمين الذين تثبت إصابتهم
بفيروس نقص المناعة المكتسب (اتش اي في) من حقهم ان يتزوجوا.
وقال مساعد لنزار وهو عضو في الحزب الاسلامي الماليزي المعارض ان
نزار كان يشير الى ان ذلك ينطبق على كل من المسلمين وغير المسلمين.
ونقل عن نائب رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق قوله انه يتعين على جميع
الراغبين في الزواج من المسلمين إجراء اختبار للكشف عن فيروس (اتش اي
في) قبل الزواج.
وتزامن الجدل بشأن حق حاملي فيروس (اتش اي في) لاسيما المسلمين في
الزواج مع كفاح ماليزيا التي يغلب المسلمون على سكانها لتهدئة مخاوف من
زيادة التشدد الاسلامي في البلاد.
تسجيل اكثر من 18 الف حالة اصابة بالايدز في
ايران
واعلنت وزارة الصحة الايرانية عن ارتفاع عدد المصابين بمرض نقص
المناعة المكتسبة المعروف بفيروس (الايدز) في انحاء البلاد.
وذكرت وزارة الصحة في بيان بثته وكالة الانباء الطلابية الايرانية (ايسنا)
ان "الوزارة سجلت 18 الفا و881 حالة اصابة بمرض الايدز في غضون الاشهر
التسعة الماضية" مشيرة الى وفاة نحو الفين و945 شخصا نتيجة الاصابة
بهذا الفيروس حتى الآن.
واضافت الوزارة في بيانها ان نسبة 93 في المئة من المصابين هم من
الرجال حيث تتراوح اعمارهم بين 25 الى 34 سنة.
واوضحت ان سبب اصابة 6ر78 في المئة من هؤلاء يعود الى الحقن الوريدي
الذي يستخدمه مدمنو المخدرات في حين اصيب نحو 8ر11 في المئة منهم بسبب
اقامة علاقات جنسية غير مشروعة وسجلت 6ر9 في المئة حالة بسبب عمليات
نقل الدم وانتقال الايدز من الام الى جنينها.
وكانت وزارة الصحة الايرانية اعلنت مطلع شهر ديسمبر الماضي ان عدد
المصابين بهذا الفيروس الفتاك بلغ 80 الف شخص في انحاء ايران.
إفريقيا: تجريم نقل فيروس نقص المناعة البشري
تتطلع الدول الواقعة في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى
طريقة جديدة لمنع الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري، وذلك باعتبار نقل
الفيروس تهمة جنائية. ولكن الخبراء يقولون أن تطبيق القانون الجنائي
على نقل فيروس نقص المناعة البشري لن يحقق العدالة الجنائية ولن يَحد
من انتشار الفيروس، لكنه سيزيد من التمييز ضد المتعايشين مع الفيروس
وسيضعف الصحة العامة ويقوض حقوق الإنسان.
وقد حث برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز والعدوى
بفيروسه الحكومات على قصر عملية التجريم على القضايا "التي يكون فيها
الشخص على عِلم بإصابته بفيروس نقص المناعة البشري ويتصرف عن قصد لنقل
الفيروس ويتم بالفعل انتقال الفيروس إلى شخص سليم". والواقع هو أن
الأفعال المقصودة وعن سوء نية لنقل فيروس نقص المناعة البشري هي أُمور
نادرة الحدوث، ولذلك فإنه في أغلب الحالات لا يتم تطبيق المحاكمات
الجنائية بشكل مناسب.
في سويسرا تم إيداع رجل في السجن في بداية عام 2008 لتسببه في إصابة
صديقته بفيروس نقص المناعة البشري على الرغم من عدم علمه بإصابته
بالفيروس، وفي ولاية تكساس الأمريكية قضت محكمة مؤخراً بالحكم على رجل
متعايش مع فيروس نقص المناعة البشري بالسجن لمدة 35 عاماً لقيامه
بالبصق على ضابط شرطة على الرغم من أن فرص تعرض الضابط للفيروس تكاد لا
تُذكر.
والقوانين التي تُجَرِّم نقل فيروس نقص المناعة البشري ليست جديدة
على العالم المتقدم، ولكن هذا التوجه آخذ في التزايد في الدول
الإفريقية التي توجد بها مستويات أعلى لانتشار الفيروس، مما يجعل تلك
القوانين أكثر جاذبية لصانعي السياسات.
وقال إدوين كاميرون، المتعايش مع فيروس نقص المناعة البشري وهو أيضاً
قاضٍ في المحكمة العليا بجنوب إفريقيا في كلمته أمام المؤتمر الدولي
حول الإيدز الذي عقد في المكسيك في عام 2008 أن "إفريقيا قد اندفعت في
هذه النوبة المحمومة لتجريم فيروس نقص المناعة البشري".
وفي أوغندا لا يقتصر القانون المقترح بشأن فيروس نقص المناعة البشري
على النقل المتعمد للفيروس، ولكنه يُجبر أيضاً المصابين بفيروس نقص
المناعة البشري على الكشف عن إصابتهم إلى شركائهم في العلاقة الجنسية،
كما يسمح للعاملين في المجال الصحي بالكشف عن إصابة شخص بالفيروس
لشريكه.
وقد حدثت معظم التطورات التشريعية في غرب القارة الإفريقية حيث قامت
12 دولة مؤخراً بإصدار قوانين خاصة بفيروس نقص المناعة البشري. وفي عام
2004 التقى مشاركون من 18 دولة في ورشة عمل إقليمية في انجامينا بتشاد
من أجل اعتماد قانون نموذجي بشأن فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز لوسط
وغرب إفريقيا.
وطبقاً لما ذكره ريتشارد بيرسهاوس، مدير البحوث والسياسات بالشبكة
القانونية الكندية المعنية بفيروس نقص المناعة البشري/الإيدز، فإن
القانون الذي توصلوا إليه أبعد ما يكون عن كونه "نموذجي"، مشيراً إلى
أن التعريف الواسع الذي تبناه القانون النموذجي "للنقل المتعمد"
للفيروس يمكن أن يستخدم لمقاضاة النساء المصابات بفيروس نقص المناعة
البشري لنقلهن الفيروس إلى أطفالهن أثناء الحمل.
وقد عبر المتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشري عن قلقهم من أن يضع
هذا التوجه المتنامي لتجريم العدوى بالفيروس المسؤولية القانونية
للوقاية من الفيروس على عاتق المتعايشين مع الفيروس وحدهم، مما يضعف
رسالة المسؤولية المشتركة. بحسب تقرير شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين".
وقد حذر برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز والعدوى
بفيروسه من أن استخدام القانون الجنائي في قضايا بخلاف النقل المتعمد
للفيروس يمكن أن يخلق عدم ثقة في العلاقة مع العاملين في مجال الرعاية
الصحية، حيث من الممكن أن يخشى الناس من أن تستخدم المعلومات الصحية
التي يقدمونها ضدهم في قضية جنائية. ومن الممكن أن تثني مثل تلك
القوانين الناس عن إجراء اختبار الكشف عن فيروس نقص المناعة البشري،
حيث أن جهل المرء بحالته يمكن أن يُنظَر إليه كأفضل دفاع في حالة وجود
قضية جنائية.
وقد دعا بعض صانعي السياسات إلى قانون خاص بفيروس نقص المناعة
البشري كوسيلة لحماية النساء من الإصابة بالفيروس، ولكن المفارقة هي أن
تلك القوانين يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى مقاضاة النساء على نحو
غير ملائم. وتجد العديد من النساء صعوبة في التفاوض بشأن ممارسة الجنس
الآمن أو الكشف عن حالتهن لشركائهن.
ويوصي برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز والعدوى بفيروسه
بأن تتوسع الحكومات في البرامج التي ثَبُت أنها تقلل من الإصابة بفيروس
نقص المناعة البشري، بدلاً من تطبيق القانون الجنائي على نقل فيروس نقص
المناعة البشري. وفي الوقت الحالي لا توجد معلومات تشير إلى أن استخدام
القانون الجنائي سوف ينجح.
السودان: مشاكل التمويل تعيق جهود محاربة
فيروس نقص المناعة البشري
تعمل لجنة الإيدز بجنوب السودان منذ أكثر من عام على إنشاء مكاتب في
العشر ولايات التي تشكل إقليم جنوب السودان، غير أن تأخر التمويل وجهل
السكان الكبير بفيروس نقص المناعة البشري يحول دون تقدم جهود محاربة
الوباء في الإقليم.
وكانت لجنة الإيدز بجنوب السودان قد أعلنت في عام 2007 عن خريطة
طريق جديدة لاحتواء الوباء. كما كان من المقرر أيضاً أن يتلقى الإقليم
منحاً تبلغ قيمتها 28.5 مليون دولار من الصندوق العالمي لمحاربة الإيدز
والسل والملاريا، ولكن بلاريو نجونج رئيس لجنة الإيدز بجنوب السودان
قال مؤخراً أن المبلغ لم يتم تحويله بعد.
ومن المتوقع أن يكلف إطار العمل الاستراتيجي لمحاربة فيروس نقص
المناعة البشري بجنوب السودان حوالي 656.12 مليون دولار خلال فترة
زمنية مدتها خمس سنوات تم تأمين 124.16 مليون دولار منها، مما يترك
فجوة في التمويل تقدر بحوالي 80 بالمائة.
ومع ذلك، فوفقاً لتقرير تقدم جهود مكافحة الإيدز في دول العالم
الصادر عن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز والعدوى
بفيروسه فقد تم إنفاق 4.1 مليون دولار فقط حتى شهر فبراير/شباط 2008،
وكان السبب في تأخر التمويل بدرجة كبيرة عدم قدرة المنظمات المنفذة على
استيعاب الأموال وإدارتها والمخاوف الأمنية المستمرة في بعض الولايات.
وقال بول جوتش مدير لجنة الإيدز في ولاية الوحدة: "لا يوجد لدي مكتب
حتى الآن وأعمل متجولاً". كما أن عمل جوتش في غرفة تستخدم كمخزن
للأدوية في وزارة الصحة بالولاية منذ أن بدأ عمله في عام 2007.
منذ أشهر تعرض مكتبه لحريق وانتقل مؤقتاً إلى المستشفى المحلي حيث
قام بتجديد غرفة غير مستخدمة هناك. وأخيراً خصصت الولاية لمكتبه مساحة
2,000 متر مربع، لكنه قال: "ليس لدينا الموارد للبناء على تلك الأرض
لاستخدامها في أنشطتنا". بحسب شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين".
وما يثير القلق يشكل أكبر ليس المكان وإنما الرفض العنيد من جانب
السكان المحليين لقبول رسالة جوتش الخاصة بفيروس نقص المناعة البشري.
وعندما طلب المساعدة من المسؤولين المحليين في بانتيو، عاصمة الولاية،
لتثقيف الناس بشأن استخدام الواقي الذكري كوسيلة لمحاربة الفيروس،
رفضوا ذلك. وأردف جوتش قائلاً: "عندما أذهب إلى مدرسة وأخبرهم عن
استخدام الواقي الذكري ينظرون إلي وكأنني أقدم الجنس للناس".
ولا يزال التحدث صراحة عن المسائل الجنسية من المحرمات، ولكن السلوك
المحفوف بالمخاطر لا موجود كذلك. فوفقاً لدراسة أجريت عام 2007 في جوبا،
عاصمة الإقليم، فإن 11.7 بالمائة من الرجال و 5.9 بالمائة من النساء
قاموا بممارسة الجنس مع شريك في علاقة عابرة.
وأضاف جوتش الذي عاد من الولايات المتحدة عام 2007 لتولي تلك
الوظيفة: "أشعر أحياناً برغبة في الاستقالة، فأنا دائماً محبط بسبب عدم
استجابة الناس".
وتتكرر تجربة جوتش في الولايات الجنوبية، فعندما تم تعيين بنيامين
ويجو كمدير للجنة الإيدز بجنوب السودان في ولاية شرق الاستوائية لم يجد
هناك أي مركز مشورة طوعية أو اختبار للفيروس. وفي تصريح لشبكة الأنباء
الإنسانية (إيرين)/بلاس نيوز قال: "لا تملك الوزارة هناك أي شيء".
وقد واجه ويجو أيضاً انتشار الجهل حول فيروس نقص المناعة البشري
وكيفية الوقاية منه. فالجنود الذين يعتبرون هدفاً مهماً لأنشطة الوقاية
يرفضون الاعتقاد بأن المرض يمكن أن يقتلهم بعد أن نجوا من حرب دامت 21
عاماً مع الحكومة الشمالية. ويعتقد الكثير من السكان المحليين أن فيروس
نقص المناعة البشري هو "فيروس خاص بالأجانب".
وقال دوجلاس جرامي هيجينز، مدير برامج اليونيسيف في مكتب جنوب
السودان المسؤول عن وضع مسودة استراتيجية التغيير السلوكي للإقليم أن
"جنوب السودان الآن في المرحلة التي كانت فيها العديد من دول منطقة
إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أثناء التسعينيات"، مضيفاً أن "تغيير
المواقف، ناهيك عن السلوك، ليس بالأمر السهل".
وقد توصلت دراسة شملت الأسر عام 2007 إلى أن أكثر من نصف النساء في
جنوب السودان لم يسمعن عن الإيدز وأن 70 بالمائة ممن شملتهم الدراسة لم
يتمكنوا من معرفة ثلاث طرق رئيسية لانتقال فيروس نقص المناعة البشري.
شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين".
ويمكن تقسيم سكان هذا الإقليم البالغ عددهم 10 ملايين إلى ثلاث
مجموعات: مجموعة تضم هؤلاء الذين بقوا في جنوب السودان أثناء الحرب
ومجموعة تضم السكان العائدين من العاصمة الخرطوم ومجموعة تضم العائدين
من الدول المجاورة كإثيوبيا وكينيا وأوغندا.
وقد توصلت دراسة أجراها مركز بون الدولي عام 2008، وهو منظمة غير
حكومية للتنمية والسلام، إلى أن السكان الذين بقوا في السودان أثناء
الحرب سواء في الجنوب أو الخرطوم يلقون باللوم على العائدين من خارج
السودان في إحضار فيروس نقص المناعة البشري إلى المنطقة.
وقال ويجو: "غالباً ما يعتقدون أن الإيدز جاء من جمهورية الكونجو
الديمقراطية وشرق إفريقيا"، مضيفاً أن "الناس من إثيوبيا وشرق إفريقيا
بصفة عامة على دراية جيدة بالوباء مقارنة بهؤلاء الذين بقوا".
وعلى الرغم من عدم تحديد ملامح الصورة النهائية لانتشار فيروس نقص
المناعة البشري في جنوب السودان، إلا أن الرقابة المحدودة في مواقع
رعاية الحوامل تظهر انتشار الفيروس بنسبة تتراوح ما بين 0.8 بالمائة في
بعض المواقع إلى 11.5 بالمائة في مواقع أخرى.
سريلانكا: انخفاض انتشار فيروس نقص المناعة
يمكن أن يكون التعايش مع فيروس نقص المناعة البشري محبطاً للغاية في
سريلانكا، وما عليك سوى أن تسأل الأشخاص المصابين بالفيروس هناك وهم
سيخبرونك بتفاصيل معاناتهم. ففي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين/بلاس
نيوز، قالت برنسي مانجاليكا وهي مصابة بفيروس نقص المناعة البشري في
سريلانكا: "لا يمكنك أن تحضر حفلات الأسرة أو العمل أو العيش في قريتك،
ولا يمكن حتى لأطفالك الذهاب إلى المدرسة".
وتشغل مانجاليكا منصب المديرة التنفيذية لجمعية "سريلانكا بلاس" وهي
جمعية شعبية للدعوة معنية بفيروس نقص المناعة البشري/الإيدز. وقد ذكرت
مانجاليكا أيضاً أن وصمة العار تنبع من الجهل، مضيفة أن "الناس لا
يعرفون عن الفيروس ولهذا السبب هم خائفون، والخوف يمكن أن يفعل الكثير
من الأشياء".
ويوجد 862 متعايشاً مع فيروس نقص المناعة البشري في سريلانكا، طبقاً
لآخر إحصائيات رسمية حتى يوليو/تموز 2007، ولكن برنامج الأمم المتحدة
المشترك المعني بالإيدز والعدوى بفيروسه أفاد أن الرقم الحقيقي يقرب من
5,000 شخص. وعلى الرغم من أن هذا الرقم يمثل مستوى انتشار يقدر بأقل من
0.1 بالمائة، إلا أن دراسة حديثة توصلت إلى أن سريلانكا تتحمل عبء
فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز بشكل أكبر بكثير.
وقد أشارت دراسة أجريت عام 2007 من قبل مركز السياسات البديلة
Centre for Policy Alternatives وهي منظمة سريلانكية غير ربحية، إلى أن
العدد الكبير للعمالة المهاجرة والعاملين في مجال الجنس وأفراد الجيش
والنازحين ومتعاطي المخدرات إلى جانب ارتفاع عدد الممارسات الجنسية غير
المأمونة وتصاعد معدلات الأمراض المنقولة جنسياً، كل ذلك كان وصفة
لانتشار وبائي محتمل لفيروس نقص المناعة البشري.
وقالت الدراسة أن المستويات المرتفعة لوصمة العار والتمييز ضد
الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري كانت أيضاً من العوامل
التي ساهمت في انتشار الفيروس.
وقد صدر في مارس/آذار 2008 تقرير عن تقدم سريلانكا فيما يتعلق
بإعلان الالتزام بشأن فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز الصادر عام 2001
عن دورة الجمعية العامة الاستثنائية المعنية بالإيدز. وقد أشار التقرير
إلى أن المواقف تجاه المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري والإيدز
كانت سلبية للغاية.
وذكر التقرير أن أكثر من نصف من شملهم الاستبيان لم يرغبوا بالعمل
أو العيش في نفس المسكن مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشري، في حين
لا يعتقد ثلث من شملهم الاستبيان أنه يجب السماح لطالب مصاب بفيروس نقص
المناعة البشري بالذهاب إلى المدرسة. |