بعد ان انجلت غبرة الشعارات وتأرجح اللافتات ظهرت النتائج الأولية
لانتخابات مجالس المحافظات العراقية؟،وان لم نكن نتفق مع من يرى ان
هناك تغييرا كبيرا قد حصل في طبيعة ووصف القوى التي حوت اغلب كراسي
المجالس،ولكنها بالتأكيد لم تظهر بحلة طائفية او عرقية صارخة كسابقاتها
، وقد فرت العديد من هذه الكرسي من تحت اللذين أرادوا ان يؤصلوا
الطائفية والعرقية، فبدت وجوه الفائزين لتظهر بمظهر المستقل أو
اللبرالي أو رجل الدولة والقانون.
ولاشك إنها خطوة خجولة نحو بناء دولة دستورية علمانية ديمقراطية ،
ومما يؤكد ذلك هو بقاء أكثر من خمسين بالمئة من الناخبين العراقيين في
بيوتهم ولم يدلوا بأصواتهم لأنهم لم يجدوا من يعبر عن تطلعهم وطموحهم
ومعبرين عن رفضهم للعرقية والطائفية وبحثهم عن بديل جديد.
ان صبغة الوطنية العراقية والديمقراطية واللبرالية والاعتدال التي
ظهرت بها مجالس المحافظات تثير في المتتبع السؤال التالي:-
كيف ستكون العلاقة بين مجالس المحافظات وبين مجلس النواب العراقي
المبني على مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية، والذي لازال مشلول
الأطراف بسبب فقدانه للمشهداني رأسه المستقيل أو المقال ، حيث اشتبكت
الإرادات والادعاءات لحيازة هذا الرأس الذهبي-حيث يبلغ راتبه الشهري
أكثر من ستين ألف دولار- فهو من حصة الطائفة الفلانية والكيان الفلاني
ولم يدر بخلدهم أنهم ورئيسهم لابد ان يكونوا من حصة الوطن العراق!!!
هل سيتوافق مجلس المحافظة ويتقاسم أعضائه المناصب والمراتب على
طريقة مجلس النواب أم ان مجلس النواب سيتبع مجالس المحافظات ساعيا
للنبذ الفعلي والعملي الملموس للمحاصصة الطائفية والعرقية المتعفنة
وليس بالقول بينما يتشبث بها بالفعل؟؟
الا يجدر ان يفسح المجال للعناصر الكفوءة للترشيح لرئاسة مجلس
النواب بغض النظر عن طائفته وقوميته ودينه وجنسه لتجري عملية التصويت
ليفوز بالرئاسة الشخصية الأقدر والأجدر عسى ان تسجل حسنة في سجل هذا
البرلمان الذي لم تبقى من عمره سوى عدة أشهر؟؟؟
الا يجب ان تتعض القوى المهيمنة على مجلس النواب من إنذار نتائج
مجالس المحافظات والذي سيكون اشد وطأة وأقوى صوتا وأكثر جذرية ورفضا
للمحاصصة العرقية والطائفية والهيمنة الأجنبية على مقدرات الوطن
والمواطن؟؟؟
ماذا سيقول هؤلاء النواب لمن انتخبهم وماذا سيقولون لبقايا ضمائرهم
وهم يعطلون إقرار ميزانية 2009 وتعطيل تشريع قوانين هامة تتعلق بمصالح
وحياة عموم العراقيين؟؟؟
كيف ومتى وبأي آلية ستعمل مجالس المحافظات الجديدة لتفي بتعهداتها
ووعودها لناخبيها من اجل توفي العمل والأمن والخدمات لأبناء المحافظات
اللذين عانوا كثيرا من البطالة والفساد وإهدار المال العام وتكاثر
لفاسدين والمفسدين؟؟؟
كيف سيحل هذا الاختلاف بين الرأس والأطراف؟؟؟ |