بايدن يبدأ مهامه بدبلوماسية امريكية جديدة واصرار على الدرع الصاروخي

اعداد: صباح جاسم

شبكة النبأ: في أول خطاب رئيسي له منذ تولي الإدارة الجديدة السلطة،  تحدث نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن تغييرات في السياسة الخارجية الأمريكية تتمحور حول الدبلوماسية وليس القوة العسكرية، إلا أنه حذر أن إدارة واشنطن ستدافع وبقوة عن أمن بلاده.

وحدد بايدن في كلمته أمام المنتدى الأمني في ميونيخ بألمانيا الملامح العامة لسياسة الرئيس الجديد باراك أوباما حول الصراع في الشرق الأوسط، وإيران، والحرب على الإرهاب، ومعتقل غوانتانامو العسكري، ومنظومة الدرع الصاروخي فضلاً عن المتغيرات المناخية.

وقال بايدن إن نهج الإدارة الجديدة سيعتمد على تفادي النزاعات المسلحة، قدر المستطاع، غير أنه شدد بأن واشنطن: "مازالت مُستعدة لاستخدام القوة العسكرية لحماية أمنها القومي."

وأردف: "لا يوجد تناقض بين أمننا وقيمنا. أنهما يدعمان بعضهما البعض. أمريكا ستدافع وبقوة عن أمنها ومبادئها."

وحول معتقل غوانتانامو، الذي تعهد أوباما إبان حملته العسكرية بإغلاقه، قال: "أمريكا لن تُعذب.. وسنحافظ على حقوق من سنقدمهم للعدالة."

وقال بايدن إن إدارة أوباما ستتعاون مع الحلفاء وتمد يدها إلى الآخرين، إلا أنه طالب الآخرين مشاركة واشنطن مسؤوليات الأمن ومكافحة الإرهاب، ونوه: "أمريكا ستبذل المزيد.. هذه هي الأنباء الجيدة.. أما السيئ منها فأمريكا ستطالب الشركاء بتقديم المزيد كذلك."بحسب رويترز.

وأوضح أن الإدارة الجديدة لا ترى في التحالفات الدولية أو المنظمات خطراً يقوض القوى الأمريكية، مشدداً بأن مثل تلك التحالفات سيكون لها تأثير معاكس، طالما بقيت "فاعلة وموثوقة."

وقال "سوف نشارك. وسوف ننصت. وسوف نتشاور. أمريكا بحاجة إلى العالم مثلما أعتقد أن العالم يحتاج إلى أمريكا."

وفي الشأن الإيراني، طالب نائب الرئيس الأمريكي دول العالم العمل معاً لمنع الجمهورية الإسلامية من تطوير أسلحة نووية، قائلاً إن برنامجاً "غير مشروع" لن يساهم في السلام بالمنطقة.

وأعرب عن رغبة الإدارة الجديدة في الحوار مع إيران، لكنه حذر حكومة طهران من الاستمرار في المسار الراهن قائلاً إنه سيقود للمزيد من الضغوط والعزلة والحصار."

الدبلوماسية الجديدة لأوباما: لهجة جديدة ومطالب جديدة

ووعد نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن باسم ادارة باراك اوباما بتبني "لهجة جديدة" مع الاسرة الدولية بعد سنوات جورج بوش لكنه اكد في الوقت نفسها ان واشنطن ستطلب المزيد من شركائها.

وقال نائب الرئيس الاميركي امام حشد من المسؤولين من عدد من دول العالم بينها روسيا وايران "سنمارس الحوار. سنصغي وسنشاور. اميركا تحتاج الى العالم كما يحتاج العالم الى اميركا على ما اعتقد".

وتأكيدا على النية الحسنة للولايات المتحدة رحب بايدن "بالمشاركة الكاملة لفرنسا في حلف شمال الاطلسي اذا كانت تلك رغبة فرنسا".لكن بايدن حذر من ان "اميركا ستبذل مزيدا من الجهود وهذا خبر جيد. والخبر السىء هو اننا سنطلب من شركائنا بذل مزيد من الجهود". بحسب فرانس برس.

واكد ان الولايات المتحدة ستكون "القدوة" في مكافحة الاحتباس الحراري ودعا الى تعاون لمواجهة الازمة المالية.

وبعد التوتر الذي نجم عن "الحرب العالمية على الارهاب" التي خاضها بوش والوسائل التي استخدمت تحت غطائها قال بايدن ان الولايات المتحدة لن تمارس التعذيب.واضاف "ليست هناك اي دولة ايا تكن قوتها في موقع افضل من البلدان الاخرى يمكنها من ان تواجه وحدها" مخاطر التطرف.

لكن في المقابل طلب بايدن المساعدة الدولية لتنفيذ وعد اوباما بان يغلق خلال عام واحد معتقل غوانتانامو الذي يمثل رمز تجاوزات ادارة بوش في اطار مكافحة الارهاب.

أمريكا ماضية في نظام الدفاع الصاروخي

من جهة اخرى متصلة بالطوق الذي تحاول الادارة الامريكية ومنذ عهد بوش اقامته صدّاً للطموحات الايرانية في اوربا الشرقية والشرق الاوسط تعهدت الولايات المتحدة ان تمضي قدما في خططها لإقامة درع دفاعي صاروخي في وسط اوروبا ولكن شريطة ان يكون فعالا وذا جدوى اقتصادية.

وتعارض روسيا الخطط ولكن سيرجي ايفانوف نائب رئيس الوزراء قال ان موسكو لن تبدأ في نشر صواريخها الجديدة اذا ما راجعت واشنطن الخطط.

وقال جو بايدن نائب الرئيس الامريكي الذي كان يتحدث في مؤتمر أمني في ميونيخ أن العمل على تطوير درع الدفاع الصاروخية سيستمر " بالتشاور مع حلفائنا في حلف شمال الأطلسي وروسيا."

وقال "سنستمر في تطوير الدفاعات الصاروخية لمواجهة قدرة ايران المتنامية ما دامت التكنولوجيا تثبت فاعليتها وتثبت جدواها الاقتصادية."

وقال ايفانوف الذي تحدث في نفس المؤتمر ان موسكو تتطلع الى إجراء محادثات حول الدرع مع إدارة أوباما وانها منفتحة لتقييم مشترك للتهديدات مع الولايات المتحدة. بحسب فرانس برس.

وأبرمت ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش اتفاقات العام الماضي لنشر عشرة صواريخ اعتراضية في بولندا وشبكة رادار في جمهورية التشيك. وأدانت موسكو التحرك وقالت انها ستنصب منظومة صواريخها بالقرب من الحدود البولندية ردا على ذلك.

وقال ياب دي هوب شيفر الأمين العام لحلف الاطلسي ان الحلف الذي تقوده الولايات لمتحدة ويضم 26 دولة مستعد لضم روسيا في محادثات الدرع الدفاعي الصاروخي ولكنه قال انه لا يعتبر ان المحادثات حول معمار أمني جديد تسعى اليه موسكو ستكون ممكنة مالم تتخل موسكو عن التفكير القديم.

وقال "أعتقد ان التعاون الحقيقي عبر الأطلسي حول الدفاع الصاروخي بما فيه روسيا هو أمر ممكن وأعتقد انه سيجعل الذين قد يهددون أوروبا بالصواريخ يفكرون مرتين."

وقال انه يدعم فكرة النقاش التي عرضها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف حول معمار أمني أوروبي-أطلسي أوسع وهو ما عبرت العديد من دول الأطلسي عن استعدادها للمشاركة فيه.

غير انه أضاف "لايمكن ان أرى كيف يمكن ان نجرى مثل ذلك النقاش الجاد حول ذلك المعمار الجديد الذي يقول فيه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف نفسه ان سلامة الاراضي تمثل عنصرا رئيسيا فيما تقوم روسيا ببناء قواعد داخل جورجيا وهي دولة لاتريد هذه القواعد."وقال "هذا لايمكن تجاهله ولايمكن ان يكون أساسا لمعمار أمني أوروبي جديد."

وكان دي هوب شيفر أيضا قلقا من ان قرغيزستان اعلنت في موسكو هذا الأسبوع عن خطط لإغلاق قاعدة جوية أمريكية تستخدم في تزويد القوات في أفغانستان بالامدادات قائلا ان ذلك على الاقل "متعارض" مع دعم روسيا بطرق أخرى للعملية الدولية هناك.

وقال نائب رئيس الوزراء التشيكي الكسندر فوندرا الذي ستستضيف بلاده جزءا من الدرع الأمريكي الى جانب بولندا ان الولايات المتحدة ودول وسط أوروبا يتعين ان تتعاون مع موسكو حول الخطط ولكن لن يكون لموسكو حق النقض.

وقال "من الأهمية بمكان ان يتم تطوير نظام الدفاع الصاروخي المستقبلي" مضيفا انه سيحمي الدول الغربية من تهديدات الشرق الاوسط. واضاف "روسيا يتعين ان يتم دعوتها لهذا التعاون ولكن لايجب ان يكون لها حق النقض."وقال دونالد تاسك رئيس وزراء بولندا انه كرر استعداد بلاده لاستضافة النظام في اجتماع مع بايدن.

وقال "كان نائب الرئيس واضحا للغاية أثناء محادثتنا ان موقف الولايات المتحدة بشأن مشروع (الدرع الصاروخي) لم يتغير. وسيتم استشارتنا حول الأمر وستكون لدينا معلومات إضافية خلال عشرة أيام."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 14/شباط/2009 - 18/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م