سباق الرئاسة في ايران فرصة ذهبية لمحور الاعتدال

اعداد: صباح جاسم

شبكة النبأ: " أياً كان الفائز بانتخابات الرئاسة الايرانية المقررة في يونيو حزيران فعليه اعطاء الاولوية لاصلاح الاقتصاد الايراني ووقف الزيادة الكبيرة في الأسعار"، هذه الجملة اصبحت تختصر تطلعات وميول واولويات الناخب الايراني خلال حملة السباق الرئاسي المرتقبة في حزيران المقبل..

فيبدو ان الناس في ايران لم يعد يفرق لديهم ان كان الرئيس محافظا ام معتدلاً المهم لديهم هو انعاش الاقتصاد والحد من التضخم وايجاد فرص عمل اضافية..

وقال محسن رسولي وهو سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 41 عاما "بالنسبة لي فان حل المشاكل الاقتصادية له الأهمية القصوى. الشخص القادر على حل هذه المشاكل يجب أن يفوز بالسلطة."

وستتابع العواصم الغربية -التي تقول ان ايران تريد تصنيع قنابل نووية بالرغم من نفي طهران ذلك- الانتخابات عن كثب بالرغم من أن الرئيس يمكنه فقط التأثير وليس تقرير السياسة اذ أن القول الفصل فيها يرجع الى الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي.

ولكن العديد من الناخبين يقولون ان الدبلوماسية النووية لن تحركهم ولا ما اذا كانت ايران عليها أن ترد على العرض الذي تقدم به الرئيس الامريكي باراك أوباما بمحاولة انهاء 30 عاما من الخصومة.

وقالت ربة المنزل مهري نصر الله زادة البالغة من العمر 54 عاما "سأعطي صوتي لخاتمي دون تردد. انظروا فقط للاسعار تحت حكم خاتمي. بصراحة كانت نحو ثلث ما هي عليه الآن."

وارتفعت بشدة أسعار الغذاء والوقود والسلع الاساسية الاخرى أثناء حكم أحمدي نجاد الذي يقول منتقدون انه أنفق المكاسب التي تحققت بشكل غير متوقع عندما ارتفعت أسعار النفط دون ادخار أموال للوقت الحالي الذي انخفضت به أسعار النفط.

ويقول مؤيدو أحمدي نجاد انه وزع الثروات بشكل أكثر عدالة في ايران رابع أكبر دولة مصدرة للنفط تماشيا مع تعهداته عام 2005 عندما حقق فوزا مفاجئا في انتخابات الرئاسة الايرانية. ويقولون ان التضخم الذي بلغت نسبته 30 بالمئة العام الماضي ولكن ينخفض الآن قضية عالمية ويضيفون أن أحمدي نجاد وضع خططا للتعامل معه. بحسب رويترز.

وقال رضا موغاداسي الموظف البالغ من العمر 36 عاما "أي تغيير في ادارة البلاد سيؤدي لمزيد من الفوضى."ولكن بعض الايرانيين يشعرون بالقلق أيضا من عزلة ايران. وفرض مجلس الامن ثلاث مجموعات من العقوبات على الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ عام 2006 لان ايران فشلت في تهدئة الشكوك في أن خططها النووية عسكرية وليست سلمية.

وقال المحلل السياسي علي رشيدي "بالرغم من أن الاقتصاد يلعب دورا مهما في هذه الانتخابات فمن الصعب القول بأنه سيكون العنصر الفصل."

خاتمي يرشح نفسه منافساً لنجاد

ووضع الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، حداً لكثير من التكهنات التي ثارت حول ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، بإعلان ترشيحه رسمياً ممثلاً لتيار الإصلاحيين، في مواجهة الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد، المرشح المفترض لتيار المحافظين.

وقال الرئيس السابق، في تصريحات للصحفيين بالعاصمة الإيرانية طهران: "إنني أعلن أنني سوف أخوض الانتخابات المقبلة"، وفقاً لما نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء "إرنا."

وكان خاتمي، الذي ينظر إليه كأحد أبرز الممثلين للتيار الإصلحي في إيران، قد أعرب في وقت سابق عن نيته خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي من المقرر إجراؤها في يونيو/ حزيران المقبل.

كما أكدت وكالة "فارس" للأنباء، شبه الرسمية، أن خاتمي، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية عام 1997، قبل يترك الرئاسة لخليفته أحمدي نجاد في العام 2005، أعلن في طهران الأحد، ترشيح نفسه رسمياً لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. بحسب سي ان ان.

ويعتبر الإصلاحيون ترشيح الرئيس السابق لخوض الانتخابات المرتقبة بعد نحو أربعة شهور، أنها خطوة من شأنها أن تقود إلى مزيد من الحريات الديمقراطية والدينية في الجمهورية الإسلامية، إلا أنه من المعروف أن السلطة الحقيقية في إيران تبقى في قبضة آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية.

وفيما يبدو أن المحافظين اتفقوا على مرشح واحد يمثلهم في انتخابات 12 يونيو/ حزيران المقبل، وهو الرئيس الحالي نجاد، الذي يسعى لفترة ثانية، فإن الإصلاحيين في المقابل، يبدو أنهم لم يتفقوا على مرشحهم بعد، خاصة أن إعلان خاتمي جاء بعد قليل من إعلان رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي، الذي ينتمي للتيار نفسه، ترشحه للانتخابات المقبلة.

كما يتوقع أن يخوض السباق أيضاً، رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي، كمرشح ثالث ممثلاً عن الإصلاحيين، إلى جانب كل من خاتمي وكروبي، إلا أنه لم يعلن ترشيحه رسمياً بعد.

تعرض خاتمي لمحاولة اعتداء

وتعرض الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي المرشح للانتخابات الرئاسية في 12 حزيران/يونيو لمحاولة اعتداء في طهران خلال العرض العسكري في الذكرى الثلاثين للثورة حسبما اورد الموقع الالكتروني لمؤسسته.

واكد موقع "باران" (مؤسسة تحرير وتنمية ايران) ان المعتدين كانوا يحملون عصي "ارادوا مهاجمة خاتمي إلا ان الناس منعوهم".

وبحسب الموقع فإن المهاجمين وعددهم عشرة اطلقوا شعارات مثل "الموت للمنافق" و"الموت لخاتمي" او "لا نريد الحكومة الاميركية". واضاف الموقع ان حراس خاتمي الشخصيين "نقلوه الى احد المباني لحمايته بسبب وجود حشود كبيرة".

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس اكد محمد علي ابطحي احد المقربين من خاتمي وقوع الحادث. واعلن انه "تحدث الى اشخاص متواجدين في مكان الحادث وفي الواقع فان الناس اطلقوا شعارات مؤيدة لخاتمي لكن مجموعة صغيرة من الاشخاص اطلقت شعارات معادية".ولم تؤكد اية مصادر مستقلة هذه المعلومات.

احمدي نجاد سيرشح نفسه لولاية ثانية

من جهته صرح المستشار الاعلامي للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لوكالة فرانس برس بأن احمدي نجاد سيرشح نفسه لولاية ثانية من اربع سنوات في الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران/يونيو 2009.

وقال علي اكبر جوانفكر عبر الهاتف "من البديهي انه سيكون مرشحا نظرا لانه لا يمكن تنفيذ كل المشاريع والسياسات التي اطلقها خلال ولاية واحدة مدتها اربع سنوات".واضاف ان احمدي نجاد "سيرشح نفسه في الانتخابات مرة اخرى لكي يرى برامجه وقد اثمرت".

وكان احمدي نجاد (52 عاما) رئيس بلدية طهران السابق فاجأ المراقبين السياسيين عندما فاز في الانتخابات الرئاسية عام 2005 متغلبا على خصمه الرئيس السابق ورجل الدين البارز اكبر هاشمي رفسنجاني.

واستند احمدي نجاد في حملته الانتخابية على وعده بتوزيع الثروة النفطية على الشعب الا انه تعرض للانتقادات مؤخرا بسبب سياساته الاقتصادية التوسعية التي تسببت في ارتفاع التضخم الى معدلات كبيرة.

وتتزايد عزلة ايران عن الغرب بسبب برنامجها النووي الذي تشك العديد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة انه يخفي وراءه برنامجا للاسلحة الذرية. واضاف جوانفكر "سنعرض ما قامت به الحكومة وسنعرض تقدم بلادنا وننشر العدالة".

وتابع ان احمدي نجاد "لن ينفق المال على الحملات الانتخابية مثلما حدث في المرة الاولى التي ترشح فيها ولا اعتقد انه يحتاج الى اية حملة انتخابية".

وقال محللون ان الحكومة ضخت الكثير من اموال النفط في الاقتصاد وان التضخم سيبقى مرتفعا لاشهر وسنوات مقبلة رغم جهود البنك المركزي لخفض حجم القروض الهائل.

كما انتقد اقتصاديون الرئيس المتشدد لسحبه مبالغ كبيرة من الاموال من صندوق النفط من اجل مشاريع بناء وسط مخاوف من ان يؤدي انخفاض سعر النفط الى عجز في الميزانية.

وتعاني ايران التي يعتقد ان الحكومة تسيطر على 80 بالمئة من اقتصادها من معدل تضخم هائل وصلت نسبته الى 29 بالمئة في اواخر ايلول/سبتمبر 2008.

رئيس اركان الجيش الايراني يدعم اعادة انتخاب احمدي نجاد

واعلن رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية الجنرال حسن فيروزبادي دعمه لاعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في 12 حزيران/يونيو وذلك في تصريحات نشرتها الصحافة.

واتهم الجنرال فيروزبادي كما نقلت عنه صحيفتا "افتاب يزد" و"اعتماد ملي" "مجموعة من السياسيين بانهم يريدون مرشحا جديدا للانتخابات الرئاسية لانهاء احمدي نجاد" مضيفا "هذا الامر لن يحصل وانهم مخطئون".

وفي رأيه ان "ادارة احمدي نجاد اظهرت الطاقة الكبيرة للرئاسة التي تتطلب قدرات وكثيرا من الدينامية ولا تلائم اناسا مسنين ومتقاعدين".

وفي افتتاحيتها قالت "افتاب يزد" ان هذا الاتهام يطاول ثلاثة سياسيين اصلاحيين: مهدي كروبي الرئيس السابق للبرلمان والمرشح الوحيد المعلن للانتخابات الرئاسية محمد خاتمي الرئيس السابق ومير حسين موسوي رئيس الوزراء السابق وهما مرشحان غير معلنين.

واضافت الصحيفة ان "هؤلاء الثلاثة ستراوح اعمارهم بين 66 و72 عاما" عندما يحين موعد الانتخابات معتبرة انه يستنتج من كلام فيروزبادي "دعما معلنا لمرشح ودعوة صريحة للمرشحين الاصلاحيين الثلاثة الى الانسحاب من السباق".وانتخب احمدي نجاد العام 2005 لولاية من اربعة اعوام ولم يعلن بعد ترشحه لولاية جديدة.

ومن النادر ان يعلن مسؤول عسكري كبير دعمه لمسؤول سياسي في ايران. وكانت دعوة قادة في الحرس الثوري الايراني الرئيس السابق خاتمي العام 1999 الى قمع تظاهرات طالبية اثارت جدلا كبيرا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 14/شباط/2009 - 18/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م