
شبكة النبأ: في تصعيد مثير للقلق
والتوتر بين الهند وباكستان اثر هجمات مومباي الدموية، وعلى ضوء إفراج
باكستان عن عالِم باع أسرارا نووية لدول كثيرة، دعا حزب المؤتمر الحاكم
في الهند المجتمع الدولي لأن يعلن باكستان دولة ارهابية..
من جهة اخرى اعلنت جماعة عسكر طيبة المتشددة المحظورة التي انحي
عليها باللائمة في هجمات مومباي بالهند، ان النضال المسلح ليس الوسيلة
الوحيدة للتعامل مع مشكلة كشمير.
وكانت هذه الجماعة الباكستانية ومقرها في باكستان قد اعلنت
مسؤوليتها عن العشرات من الهجمات الانتحارية على قوات الامن في كفاحها
ضد الحكم الهندي لهذه المنطقة المتنازع عليها في الهيمالايا.
وقال حزب المؤتمر الحاكم ان المجتمع الدولي يجب ان يدرس اعلان
باكستان دولة ارهابية في ضوء إفراج الأخيرة عن عالم باع أسرارا نووية
لدول كثيرة في العالم.
وقال ميناش تواري المتحدث باسم حزب المؤتمر الحاكم في نيودلهي في
إشارة الى إنهاء باكستان للاقامة الجبرية للعالم النووي الباكستاني
عبدالقدير خان "آن الأوان للمجتمع الدولي ليفكر فيما اذا كان سيعلن
باكستان دولة ارهابية."
وأفرج عن خان الذي كان محور اكبر فضيحة دولية لانتشار الاسلحة
النووية من الاقامة الجبرية يوم الجمعة بعد خمس سنوات.
واعترف خان الذي يحظى باحترام الكثير من الباكستانيين باعتباره ابو
القنبلة النووية في البلاد بأنه باع أسرارا نووية الى ايران وكوريا
الشمالية وليبيا في عام 2004. وعفت عنه الحكومة في الحال رغم انها قيدت
تحركاته. بحسب رويترز.
وقال حزب المؤتمر الهندي الذي يواجه انتخابات في ابريل نيسان من
المتوقع ان يكون الأمن من قضايا التصويت الكُبرى فيها ان إطلاق سراح
خان هو مسألة أمنية مثيرة للقلق.
وقال تواري للصحفيين "ان الدفاع عنه يثبت ان باكستان ليست فحسب
مصدرا للارهاب بل انها أثارت شكوكا لدى دول بعينها من بينها الولايات
المتحدة الامريكية بأن الاسلحة النووية يمكن ان تصل الى أيدي
الارهابيين."
وفي وقت سابق قال الجنرال ديباك كابور قائد الجيش الهندي ان معسكرات
المتشددين تشهد ازدهارا في باكستان وانها زادت خلال العام المنصرم رغم
ضغوط الهند على باكستان لتقديم المتشددين المسؤولين عن تفجيرات مومباي
في نوفمبر الماضي الى العدالة.
وقال كابور لوكالة (برس تراست أوف انديا) للانباء "لن أتحدث عن
الارقام بالتحديد الان لكن البنية التحتية موجودة ونشطة."
وقالت الهند ان هجوم المتشددين على مومباي عاصمتها المالية في
نوفمبر تشرين الثاني والذي قتل فيه 179 شخصا تم التخطيط له من معسكر في
باكستان.
الهند تتهم المخابرات الباكستانية بصلتها
بمدبري هجمات مومباي
واتهمت الهند مباشرة لأول مرة جهاز المخابرات الباكستاني بأن له
صلات بمدبري هجمات مومباي التي وقعت العام الماضي.
وقال وكيل وزارة الخارجية الهندية شيفشانكار مينون في خطاب في باريس
" الجناة خططوا وتدربوا وشنوا الهجمات من باكستان والمنظمون كانوا وما
زالوا زبائن لجهاز المخابرات الباكستاني الذي صنعهم."
وصعدت تعليقاته حدة التصريحات الهندية ضد باكستان وعبرت عن شعور
الهند المتزايد بالاحباط. واتهم مينون باكستان "بالمراوغة" في التحقيق
في هجمات نوفمبر تشرين الثاني التي ادت الى مقتل 179 شخصا وتقديم
مرتكبيها الى العدالة. بحسب فرانس برس.
والقي الخطاب لكن وزارة الخارجية الهندية وزعته على وسائل الاعلام
يوم الخميس. ويسود التوتر العلاقات بين البلدين منذ وقوع الهجمات وعلقت
الهند الحوار بينهما.
وقالت باكستان ان على المسؤولين الهنود ان يتفادوا الادلاء بمثل هذه
التصريحات في الوقت الذي تقوم فيه اسلام اباد بالتحقيق في الموضوع.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عبد الباسط "ينبغي الا يسارع احد
بالقفز الى النائج. ينبغي إبداء بعض الصبر."
وقال دبلوماسيون ومحللون ان تصريحات مينون تعبر عن شعور سائد في
نيودلهي بان الحكومة المدنية في اسلام اباد لن تفعل شيئا يمكن ان يعرض
جهاز المخابرات الباكستاني للانتقاد.
وقال ناريش تشاندرا سفير الهند السابق لدى الولايات المتحدة لرويترز
"هذه التصريحات ناتجة عن ذلك الانتظار الذي لا نهاية له وتعتقد الهند
ان الحكومة المدنية في باكستان تلقت تنبيها مشددا من الجيش بالا تسمح
بوصول الانتقادات الى جهاز المخابرات".
وقال "والصبر ينفد بعد ان بدأ الامر يتطور الى وضع لا نهاية له حيث
انتظرت الهند ردا واضحا من باكستان لفترة أطول كثيرا مما ينبغي."
الهند تعتبر زيارة وزير الخارجية البريطاني
كارثة
واعتبرت الهند زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند اليها
هذا الاسبوع "كارثة" ووصفت موقفه بانه "عدائي" واقواله مؤيدة لباكستان
على ما اعلن مسؤولون سياسيون.
وزار ميليباند نيودلهي وبومباي بين الثلاثاء والجمعة الماضيين وصرح
ان الدولة الباكستانية لم "تأمر" باعتداءات بومباي غير انه حثها على
لجم المجموعات الاسلامية "الارهابية" على اراضيها.
وصرح الناطق باسم حزب المعارضة الهندوسية القومية (بهاراتيا جاناتا
بارتي) ارون جيتلي "في السنوات المنصرمة لم نشهد كارثة اسوأ من زيارة
ديفيد ميليباند. ففي نهاية رحلته لم نحصل الا على حفنة تعليقات مؤيدة
لباكستان". بحسب فرانس برس.
كما ربط ميليباند اعتداءات بومباي التي عزتها الهند الى جماعة
اسلامية مسلحة باكستانية ناشطة في كشمير بالنزاع المستمر منذ 60 عاما
بين البلدين على اقليم الهيمالايا.
وقال الناطق باسم حزب المؤتمر الحاكم مانيش تيواري متوجها بالحديث
الى القوة الاستعمارية السابقة "لا رابط بين كشمير والارهاب الذي
تواجهه الهند وافدا من باكستان (...) كان على بيروقراطية وزير الخارجية
البريطاني ان تعلمه بعضا من الوقائع".
وحذر الناطق باسم الخارجية الهندية فيشنو براكاش قبل مغادرة
ميليباند الى الهند "لا نحتاج الى مشورة لم نطلبها حول شؤون الهند
الداخلية على غرار كشمير".
وصرح مصدر حكومي لوكالة فرانس برس ان "السلوك العدائي والنبرة
والتصرف الذي ابداه (ميليباند) في لقاءاته مع رئيس الوزراء (مانموهان
سينغ) ووزير الخارجية (براناب موخرجي) اثارت الاستياء ايضا".
عسكر طيبة: العنف ليس الرد الوحيد على الوضع
في كشمير
من جانبها قالت جماعة عسكر طيبة المتشددة المحظورة التي انحي عليها
باللائمة في هجمات مومباي التي قتل فيها 179 شخصا ولاول مرة ان النضال
المسلح ليس الوسيلة الوحيدة للتعامل مع مشكلة كشمير.
وكانت هذه الجماعة الباكستانية ومقرها في باكستان قد اعلنت
مسؤوليتها عن العشرات من الهجمات الانتحارية على قوات الامن في كفاحها
ضد الحكم الهندي لهذه المنطقة المتنازع عليها في الهيمالايا.
وقال عبد الله غزنوي المتحدث باسم عسكر طيبة في بيان "نحن لا نعتبر
النضال المسلح الوسيلة الوحيدة لتحقيق اهدافنا اذا استجاب العالم الى
صرخاتنا وقام بدوره في حل قضية كشمير."بحسب رويترز.
وتصاعد العنف بين الخصمين النوويين الهند وباكستان بعد هجمات مومباي
حيث طلبت الهند من جارتها شن حملة ضد المتشددين الذين يعملون انطلاقا
من اراضيها.
وقال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ انه لا بد وان الهجمات لقيت
دعما من هيئات رسمية في باكستان وهو اتهام نفته باكستان بشدة.
وقال غزنوي "لا نريد الا الحرية واذا جاءت بطريقة سلمية فاننا سنرحب
بها. وفور حل القضية لن تكون هناك حاجة للاستمرار في القتال."
وتعرضت كشمير الهندية التي كانت بؤرة حربين بين الهند وباكستان
لتمرد انفصالي ضد الحكم الهندي منذ عام 1989 لاقى فيه عشرات الالاف
حتفهم ويسانده المتشددون الذين يتخذون مقرهم في باكستان.
وانخفض العنف الذي شمل القوات الهندية والمقاتلين الانفصاليين بشكل
كبير منذ بدأت الهند وباكستان وكلاهما يدعي السيادة على الاقليم ويحكم
جزءا منه عملية سلام بطيئة في عام 2004.واوقفت نيودلهي هذا الحوار وسط
التداعيات الدبلوماسية لهجمات مومباي.
وتقول عسكر طيبة انها غير مرتبطة بالجماعات الاسلامية المتشددة التي
تعمل في انحاء العالم وتنفي اية صلة لها بالحكومة الباكستانية.
وقال غزنوي "لم يستجب العالم لنداءاتنا السلمية من اجل ايجاد حل
لقضية كشمير على مدى 40 عاما ولم يكن امامنا خيار سوى رفع السلاح من
اجل الحصول على حريتنا." |