ها هي الانتخابات انتهت، وقد تعلم المواطن منها درسا وعلّم الأحزاب
والكيانات السياسية درسا، فقد كان من المتوقع أن يعزف كثيرون عن
المشاركة بسبب الإحباط واليأس الّذي تسببت به أحزاب السلطة، غير أن
المواطن قرر في النهاية أن يُصوت لصالح آخرين، فيعاقب اؤلئك الذين
تاجروا بدينه ومقدساته وراهنوا على أن المواطن لا زال يعيش في كهفه
المظلم وفاجأهم بوعيه وعقله ولكي يأتي إلى إدارة المحافظات أناس يخدمون
المواطن بإخلاص ونزاهة ويحافظون على الملكية العامة.
وهكذا تبين للمواطن العراقي أن الرفض السلبي المقاطعة غير مفيدة،
بل وتضر به، لكنه حينما يشارك فهو يعاقب أولئك الذين خيبوا ظن المواطن
والشعب ونهبوا ثرواته وليحل محلهم أناس أكثر نزاهة، وكانت هذه
الانتخابات بمثابة إعلان وفاة للطائفية والقومية، فهناك من الأحزاب من
راهن على أن الشعب سيبقى أسير المنطق الطائفي والقومي العنصري، فكان
المفترض أن المواطنين سيبقون خائفين من بعضهم البعض طائفيا وقوميا، لكن
المواطن وعبر اختباره للعملية السياسية ومتابعته للإعلام العراقي من
فضائيات وصحف ومواقع إلكترونية، أمكن للمواطن أن يفكر في إيصال شخصيات
تخدم مصالحه كصاحب حقوق.
ولو فرضنا أن هناك أشخاص غير مؤهلين وصلوا هذه المرة أيضا إلى مجالس
المحافظات، إلا أن عددهم سيكون أقل بالتأكيد من مجالس المحافظات
الماضية، لكن المواطن سينظر إلى الانتخابات كمنخل ينخل به المرشحين إلى
أن يحصل بعد عدة تجارب انتخابية على الحكومة والبرلمان ومجلس المحافظات
الأفضل، ودعوني أصنع التفاؤل فأقول للمواطنين: أن بإمكانكم أن تعيشوا
كالسويديين والسويسريين والألمان إذا ما تنبهتم إلى كيفية اختيار
المرشح المناسب وأن لا تنخدعوا باللحى ومظاهر التقوى (الخداعة) أو لأنه
عظامي يعلن أن أباه وجده كان من المناضلين والمجاهدين وما إلى ذلك.
فلتكن أولويتنا في كل انتخابات، من يعمر محافظتي أكثر ويعطيني حرية
أكبر ويعطيني خدمات أكثر ويضمن مستقبل عائلتي ومن يعيش معي في وطني
ومدينتي.." حينما نصبح هكذا، سيقول المرشح للمواطن:
شبّيك لبّيك المجلس المحلي والبرلمان والحكومة بين إيديك |