في اليوم العالمي للسرطان: تعاون دولي نحو وقف الوباء الصامت

مرض السرطان هو مختصر لـ 200 نوع منه تهدد البشر

 

شبكة النبأ: مرض السرطان، هو مصطلح عام يطلق على ما لا يقل عن 200 نوع من أصناف الأمراض المختلفة، يعد من بين أسباب الوفيات الرئيسية في جميع أنحاء العالم. وفي 4 شباط/ فبراير من كل عام، يشجع اليوم العالمي للسرطان على الوقاية والتشخيص والعلاج.

واليوم العالمي للسرطان هو عبارة عن تظاهرة سنوية ينظمها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان. ويركز الاتحاد حملته العالمية لهذا العام 2009 على الأطفال. والجدير بالذكر أن الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان هو المنظمة العالمية غير الحكومية الوحيدة التي تتخذ من جنيف مقرا لها وتقوم بمكافحة جميع أنواع السرطان (سرطان الجلد، سرطان الثدي، سرطان الرئة... وغيرها من أمراض السرطان). وقد تأسس الاتحاد في العام 1933، وهو يضم في عضويته حوالى 333 منظمة لمحاربة السرطان موجودة في 104 دول. وقد أطلق الاتحاد أول حملة له بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان في العام 2006.

وقد أطلق الاتحاد حملته العالمية للعام 2009 بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية تحت شعار "أحب طفولتي المفعمة بالصحة والنشاط"، وهي حملة تدوم سنة كاملة تعمل خلالها المنظمة مع الآباء والأمهات والمعلمين وصانعي القرار في جميع أنحاء العالم لتشجيع الأطفال على إتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني والمحافظة على وزن صحي.

وقد تبين من الدراسات التي أجريت أن زيادة الوزن أو السمنة ترفع معدل خطر الإصابة بالسرطان بين البالغين، حيث أن انتشار زيادة الوزن والبدانة آخذ في الارتفاع بشكل كبير بين البالغين والأطفال على حد سواء. وتفيد تقارير منظمة الصحة العالمية بأن بليون شخص من البالغين يعانون من زيادة الوزن، وما لا يقل عن 300 مليون منهم يعانون من السمنة المفرطة. بحسب موقع امريكا دوت غوف.

ويقدر فريق العمل الدولي لمكافحة البدانة أن واحدا من كل 10 تلاميذ يعاني من زيادة الوزن. ومن بين هؤلاء، 30 مليون إلى 45 مليون طفل، أي نسبة 2 في المئة إلى 3 في المئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما يعانون من البدانة.

وأبلغت الدكتورة آنا باركر، نائبة مدير المعهد القومي للسرطان، وهو جزء من المعاهد القومية الأميركية للصحة وعضو في الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، موقع أميركا دوت غوف أن "تكاليف هذا المرض من حيث الخسائر في الأرواح والأثر الاقتصادي الذي يترتب عليه تشكل عبئا مدمرا. ولذا فإنه يتعين علينا التخفيف من وطأة مرض السرطان في كل بلد من البلدان في جميع أنحاء العالم.ولكي يتسنى القيام بذلك فلابد أن نعمل معا."

الوباء الصامت

بالرغم من تركيز حملة هذا العام على الأطفال، إلا أن مرض السرطان هو في المقام الأول من أمراض الشيخوخة التي يصاب بها السكان المسنون. وترتفع معدلات الإصابة بالسرطان بشكل كبير مع تقدم العمر، بحسب ما تذكره تقارير منظمة الصحة العالمية، وعلى الأرجح يكون ذلك نتاج تراكم مخاطر محددة لأمراض السرطان التي تزداد مع تقدم العمر. وتحدث معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بين الأشخاص الذين قد تجاوزوا الخامسة والستين من أعمارهم.

وقالت باركر إن الشيخوخة وتقدم العمر يشكلان مشكلة في العالم المتطور ومشكلة أخطر في العالم النامي. ففي بلدان كاليابان والولايات المتحدة، بدأ جيل الانتعاش الولادي - جيل مواليد ما بين 1946 و 1964، وفقا لمكتب الإحصاءات الأميركي - يتحول إلى هذه الفئة العمرية بأعداد كبيرة. (راجع "أسباب الوفيات الرئيسية في العالم تتحول من الأمراض السارية إلى الأمراض المزمنة").

وأوضحت: "أننا جميعا سوف نلاحظ بعض الزيادات الكبيرة في الإصابة بالسرطان خلال وقت لا يتجاوز 10 سنوات، وأن هذه الزيادة سوف تكون مقلقة للغاية في جميع أنحاء العالم في غضون 20 سنة."

وتشير تقديرات إحصاءات منظمة الصحة العالمية، التي صدرت في شهر أيار/مايو 2008 وتضمنت أحدث الإحصاءات الصحية حول الدول الأعضاء الـ 193 حول 73 من المؤشرات الصحية، إلى أن الوفيات الناجمة عن هذا المرض سترتفع من 7.4 مليون وفاة في العام 2004 إلى 11.8 مليون وفاة في العام 2030. (راجع "انخفاض الوفيات الناجمة عن أمراض السرطان في الدول المتقدمة")

تفيد تقارير المعهد القومي الأميركي للسرطان بأن التدخين يتسبب بـ87 بالمئة من حالات سرطان الرئة المميتة.وأكدت باركر "إن هذا المرض يعتبر وباء صامتا ولكنه آخذ في التطور وأن الناس لا تولي هذا المرض الاهتمام الكافي."

المصالح المتبادلة

وفي محاولة منه للتخفيف من الأعباء الدولية للسرطان، اضطلع المعهد القومي للسرطان بمجموعة من المبادرات في أميركا اللاتينية والصين.

ففي أميركا اللاتينية، يعكف المعهد القومي للسرطان على تطوير شراكات مع المسؤولين في البرازيل وأوروغواي وتشيلي والأرجنتين والمكسيك للعمل من خلال مراكز أبحاث السرطان والمستشفيات في تلك البلدان لتحديد الاحتياجات الرئيسية للسيطرة على السرطان.

وقالت باركر"إننا نعمل مع العديد من الدول لمساعدتها في تحديد مشاكل السرطان الخاصة بها." وأضافت أن هذا يتضمن فهم الإحصاءات الخاصة بالسرطان وإنشاء سجلات للسرطان- أي مجموعة بيانات منهجية منظمة بأمراض السرطان والأورام السرطانية.

وأكدت قائلة: "إننا نعمل على إقامة اتفاقات مع هذه الدول على المشاركة في البرامج التعاونية وإطلاق برامج رائدة في مجالات مثل التجارب السريرية، ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات." وقالت إن الشراكة الأولى سوف تنطلق في آذار/مارس المقبل بإقامة ورشة عمل تهدف إلى وضع مشروع تجريبي لسرطان الثدي.

وقد أدت الاتفاقات التي أبرمت في وقت مبكر بين الولايات المتحدة والمؤسسات الصينية إلى التعاون في مجال علم الأوبئة، وأبحاث السرطان الأساسية، ودراسات السرطان والأمراض المعدية، والطب الصيني التقليدي.

وأوضحت باركر "أننا قمنا بتدريب عدد كبير من الطلبة الصينيين على مر السنين في برنامجنا الداخلي." وأضافت أن العديد من هؤلاء الخريجين أصبحوا يمثلون الآن شريحة كبيرة من القيادة في أهم مراكز البحوث السريرية والسرطانية في كافة أنحاء الصين."

وقد أوفد المعهد، في العام 2008، الدكتورة جولي شنايدر إلى بكين باعتبارها المسؤول الميداني عن مكتب المعاهد القومية للصحة. ويقوم المعهد بتوسيع مجهوداته في الصين الخاصة بدراسة علم الأوبئة الجزيئية ووضع مبادرات جديدة في مجال تكنولوجيا النانو (الذرات متناهية الصغر) وعلم دراسة الجينات.

وأوضحت نائبة مدير المعهد القومي للسرطان "أننا كلما عرفنا المزيد حول جينات الأشخاص، فإننا بحكم ذلك سنعرف المزيد عن هذه المجموعات السكانية التي تحمل هذه المورثات." وتابعت تقول "إننا قد بدأنا نفهم وسنفهم بشكل متزايد أي شريحة من السكان معرضة للخطر أو أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل السرطان."

وستقيم الولايات المتحدة والصين في تشرين الثاني/نوفمبر القادم منتدى بمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين لإبرام الاتفاقية.

وخلصت باركر إلى القول إن التعاون الدولي أصبح جسرا يمكن أن تعبره شعوب العالم قاطبة للتعاون والتكاتف ورص الصفوف لمكافحة مرض السرطان وضبط انتشاره على مستوى العالم.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد 8/شباط/2009 - 12/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م