وما قتلوه

قصة قصيرة

حسن آل حمادة

أطلّ برأسه؛ فتلاشت ظلمة الليل. أما هو، فظلّ خائفًا يترقب!

العيون تترصد.. الأجهزة الأمنية تستنفر.. أوامر القبض عليه حيًّا أو ميِّتًا تصك آذان الناس؛ فيعيش جُلّهم حالة من الهلع.

أبٌ يُحذِّر ابنه من الاقتراب منه.

أمٌّ تعاقب ابنتها لأنها أحبّته، وتمنّت أن تحتضنه بيديها.

 عاشقة تخيَّلت أنها تطبع قبلاتها على وجنتيه.

- تساءل أحدهم: لماذا تضع السلطة بيننا وبينه سدًّا منيعًا؟

- أجابه أحد المتملّقين: ألا تعلم أنه ينشر التطرّف والفساد في أرجاء البلاد؟

.. الفريقان يتجادلان، بينما المُترقِّب على قارعة الطريق يقبض أنفاسه، وفي هدأة الليل، أبصره العسس، فاحتوشوه، وراحوا يُمزقُّونه تمزيقًا، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، تناثرت دماؤه في الآفاق، وما عاد بمقدور السلطان أن يحجب ضياءه.

شبكة النبأ المعلوماتية- االسبت 7/شباط/2009 - 11/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م