الناخبون وآمال التغيير: خريطة سياسية جديدة ووعود تنتظر التطبيق

 

شبكة النبأ: بعد انتهاء التظاهرة الوطنية في انتخابات مجالس المحافظات أعلن رئيس المفوضية العليا المستقلة عن أن نسبة المشاركين في الانتخابات في عموم العراق بلغت 51% وأن عدد الناخبين الذين أدلوا بصوتهم في عموم العراق بلغ سبعة ملايين ونصف المليون من مجموع 14 مليونا و900 ألف وتشمل 14 محافظة في عموم العراق عدا محافظات إقليم كردستان الثلاث (أربيل ودهوك والسليمانية) وكركوك.

وفي ظل ذلك بدأت دعوات المطالبة الشعبية للقوائم الفائزة بتفعيل برامجها التي طرحتها اثناء فترة الدعاية الانتخابية فيما عبّر اخرون عن احاسيس ومشاعر مختلفة تمحورت كلها عن الفرح بالممارسة الديمقراطية والآمال بأن تكون الادارات المحلية الجديدة جديرة بثقتهم التي وضعوها فيها، في سبيل تحقيق الخدمات والسهر على راحة المواطن..

سارة عبد الكريم، التي دخلت في عامها الثامن عشر تواً، اعتبرت يوم انتخابات مجالس المحافظات والاقضية والنواحي بمثابة عيد لأنها تملكت أخيرا حرية الاختيار بعد بلوغها السن القانوني للتصويت.

إذ استيقظت عبد الكريم صباح الحادي والثلاثين من كانون الثاني مبكرا لتحقيق احد أحلامها وهو التصويت في الانتخابات، بعد ان أجرت بحثا كاملا قبل أسبوعين من الانتخابات لاختيار الأصلح في القوائم الانتخابية عن طريق شبكة الانترنت.

وقالت سارة “أعطيت صوتي لمرشح مسيحي لأني اعتقد أن المسيحيين ظلموا كثيرا ولابد أن يحصلوا على احد المقاعد في مجالس المحافظات”.

وأضافت سارة “كنت فرحة جدا عند تأجيل الانتخابات إلى سنة 2009 لتتاح لي فرصة الادلاء بصوتي وانتخب من ارغب بانتخابه حتى لو لم يحصل الذي انتخبه على الأصوات المطلوبة”.

ووفق قانون المفوضية، فإنه يحق لمن دخل في سن الثامنة عشر التصويت في الانتخابات وبذلك دخل من هم مواليد 1991 في السجلات بعد أن تأجيل الانتخابات من نهاية عام 2008 الى الحادي والثلاثين من كانون الثاني من عام 2009 . بحسب تقرير لـ اصوات العراق.

ووفق إحصاءات المفوضية، فإن عدد مواليد 1991 الذين اضيفوا إلى سجل الناخبين كان عددهم ما يقارب مليون شخص، ليكون عدد المشمولين بالتصويت 15,9 مليون.

من جهتها، قالت أم علي التي يقارب عمرها الستينات “اخترت الذهاب لوحدهي لمركز الاقتراع بالرغم من المسافة البعيدة عن منزلي والبالغة نحو كيلو مترين بسبب امتناع اولادي عن التصويت لعدم قناعتهم بالمرشحين”.

وأوضحت “لم اهتم لإصرار أولادي على عدم الانتخاب بسبب إخفاق أعضاء مجالس المحافظات السابقين لأني اعتقد أن هناك مرشحين جدد ممكن ان يحققوا ما اخفق السابقون في تحقيقه”.

وأضافت “آمل أن يكون أعضاء مجالس المحافظات الجدد قادرين على تحقيق الخدمات للشعب العراقي”.

وكان رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أعلن عن أن نسبة المشاركين في انتخابات مجالس المحافظات في عموم العراق بلغت 51% وأن عدد الناخبين الذين أدلوا بصوتهم في عموم العراق بلغ سبعة ملايين ونصف المليون من مجموع 14 مليونا و900 ألف وتشمل 14 محافظة في عموم العراق عدا محافظات إقليم كردستان الثلاث (أربيل ودهوك والسليمانية) وكركوك.

أما علي فاضل، الذي دخل الثامنة عشرة من عمره فلم يكن له الاندفاع الكبير للتصويت، الا انه صوّت لصالح مرشح شجعه أبناء الحي على التصويت له، إذ قال لوكالة (أصوات العراق) “لم اكن مهتما بالتصويت في هذه الانتخابات، الا ان بعض زملائي وأصدقائي شجعوني على التصويت لأحد المرشحين في المنطقة”.

ورأى فاضل أن تصويته للمرة الأولى في حياته “يعتبر شيئا جيدا لأنه أعطاني نوعا من الاستقلالية في الرأي، وبغض النظر عما إذا كان المرشح الذي صوّتُ له سيقدم أداءا أفضل من أعضاء مجالس المحافظات السابقين أم لا، لكني اعتقد ان التصويت بحد ذاته شيء جيد”.

بدورها، قالت أم صادق التي تسكن في منطقة شارع فلسطين شمال شرقي بغداد وهي أم لخمسة أولاد “بالرغم من كبر سني الذي قارب السبعين، الا أني جئت برفقة احد أولادي متكئة على عكازي لانتخب من يضمن الحماية لأولادي ويكفل مستقبلهم”. وأضافت ام صادق “انتخبت من حقق الأمان وانقذ اولادي من القتل أثناء الفتنة الطائفية”.

موصليون: صوّتنا وننتظر تنفيذ وعود المنتخَبين

بعد أقل من 24 ساعة على انتهاء انتخابات مجلس محافظة نينوى، طالب موصليون المرشحين والكتل التي تم انتخابها بأن يفوا بوعودهم التي قطعوها أثناء حملاتهم الانتخابية، وأن لا ينسوا هموم المواطنين أثناء الشعور بنشوة الفوز بالمقاعد.

وقالت ام يوسف، التي أصرت على المشاركة بالانتخابات بالرغم من كونها امرأة مسنة ومقعدة، “ذهبت على الكرسي المتحرك بصحبة ابني الى مركز الانتخاب الذي يبعد مسافة تقدر بكيلومترين عن منزلي لانتخب من اجل مدينتي”.

وأضافت لوكالة أصوات العراق “انتخبت من هو جدير بصوتي وآمل ان ينفذ وعده الذي قطعه في حملته الانتخابية”.

وشارك مليون و605 الف ناخب في محافظة نينوى في عملية التصويت لاختيار 37 عضوا في مجلس المحافظة من بين 48 كيانا مرشحا بينهم مسيحيون وايزيديون.

وبحسب مكتب مفوضية الانتخابات في نينوى، فقد شهدت مراكز الاقتراع إقبالا “كبيرا” من قبل الناخبين تجاوز نسبة الـ70%، إذ وصل الأمر في بعض المراكز لدرجة وقوف الناخبين في طابور طويل بانتظار السماح لهم بالدخول بعض ان يخلوا المركز من زخم المصوتين فيه، فيما تركز الزخم في المناطق الشعبية في الموصل.

من جهته، قال بسام عبد وهو مدرس يبلغ من العمر 41 عاما “انتهت الانتخابات وانتهت الحملات الانتخابية، واعتقد ان العمل الحقيقي للمرشحين الفائزين يبدأ الآن من خلال تنفيذ ما وعدونا به والبدء بعملية بناء المدينة”.

وأضاف“لقد كنا نسمع كلاما معسولا وشعارات براقة، والآن جاء الوقت لنرى ماذا سيفعل الفائزون، واعتقد أن مكافئة ابن الموصل على مشاركته بالانتخابات هي تقديم الخدمات له”.

ويتذمر أهالي مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى التي تبعد مسافة 405 كم شمال العاصمة بغداد، من قلة الاهتمام الحكومي بمدينتهم ونقص في الخدمات.

وقال عبد القادر حسين، وهو كاسب ويبلغ من العمر 34 عاما، إن “الموصل عانت على مدى السنوات الخمس الماضية من تدهور في الوضع الأمني والاقتصادي والبطالة وسوء الخدمات، والآن ننتظر من المجلس الجديد تقديم الخدمات لنا”.

فيما قال المهندس محمد ذنون “يجب على المجلس الجديد ان يجتمع وان يضع خطة لكيفية النهوض بالمحافظة، وان يعلنها على الاهالي ويقول هذا برنامج عملي وهذا ما ساقدمه للمحافظة، خصوصا ان دورة مجلس المحافظة هي اربع سنوات وهي مدة كافية لأن يخططوا وينفذوا”.

إلى ذلك، دعت سرى احمد، موظفة تبلغ من العمر 30 عاما، “الذين تم انتخابهم ليكونوا اعضاء في مجلس محافظة نينوى أن يكونوا على قدر المسؤولية التي انيطت بهم”.

وأضافت أن “مئات المواطنين تحدوا الوضع الامني والتهديدات وتوجهوا لصناديق الاقتراع لاختيار الاكفأ من بين المرشحين، لذا على الفائزين تقدير ذلك وتعويض هؤلاء المواطنين الذي يأملون خيرا في مجلس محافظتهم الجديد”.

أما عبد الله خليل، وهو متقاعد يبلغ من العمر 60 عاما، فقال“لا اعتقد أن الفائزين باصوات الناخبين سيتمكنون من تحقيق ما نرجوه منهم”.

الرغبة بالتغيير دفعت بعض المقترعين للتصويت في المثنى

اتجه أبو أحمد نحو مركز الاقتراع قبيل ساعة الاغلاق بعد أن حسمت رغبته بـ”المساهمة في التغيير” تردده بالتصويت، فيما ذكرت مصادر عدة أن جل المقترعين في المثنى صوتوا لمرشحين دون الاكتفاء بمنح الصوت للقائمة.

وأوضح أبو أحمد، أكاديمي يعمل سائق أجرة يبلغ من العمر 45 عاما، “كنت مترددا بالمشاركة كوني لم أكن مقتنعا ببرامج القوائم المتنافسة أو نزاهة المرشحين، كما أن عدم تحقق الكثير لأبناء المحافظة خلال الفترة الماضية بسبب التجربة السابقة أصاب المواطنين بالاحباط وأنا أحدهم”.

وأضاف لوكالة أصوات العراق “كنت جالسا مع أصدقائي والحديث عن الانتخابات كان جل همنا، كنا متفقين على ضرورة تغير الواقع وأن من سيديرون المحافظة يجب أن يكونوا من الأكفاء، عندها سألني أحدهم: كيف سيحدث ذلك اذا كنت جالسا ولاتنوي السعي الى ما تريد؟”.

وبين “كانت تلك لحظة الحسم بالنسبة لي، حينها قررت التصويت لأحد المرشحين من أصحاب الكفاءات العلمية وأسرعت الى مركز الاقتراع قبيل الاغلاق بربع ساعة وكنت خائفا من عدم التمكن من الوصول والاقتراع، لكن ذلك تبدد عندما وصلت وأبلغني شرطي من قوة الحماية بأن فترة التصويت مددت ساعة اضافية”.

وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أعلنت مساء السبت عن تمديد فترة الاقتراع ساعة واحدة واغلاق المراكز في 14 محافظة في السادسة مساءا بدلا من الخامسة.

وقال أبو احمد “لم يكن هيّنا علي أن لا أشارك في هذه الانتخابات بعد أن حرصت على المشاركة في سابقاتها من عمليات الانتخابات والاستفتاء، وقد أديت واجبي وأدليت بصوتي واتمنى أن يتحمل المرشحون الفائزون مسؤولياتهم للقيام بدورهم الايجابي بشكل صحيح”.

من جهته، قال علي أحمد، شرطي يبلغ من العمر 40 عاما، “لم أتمكن من التصويت خلال الاقتراع الخاص الأربعاء الماضي ولم أكن مهتما بالأمر كثيرا، لكنني عملت اليوم فقط بترشح شخص من الذين احترمهم ولي ثقة بهم فعدت مسرعا من عملي وغيرت ملابسي الرسمية بمدنية وتوجهت مسرعا الى مركز الاقتراع لأمارس حقي”.وأضاف “انا فرح لأنني أدليت بصوتي، ومتفائل بمستقبل المحافظة”.

وذكرت مصادر في المفوضية أن نسبة اقبال الناخبين في المثنى زادت عن 60% ، ويبلغ عدد الناخبين في محافظة المثنى 362 ألف و126 ناخبا، فيما يتنافس 50 كيانا سياسيا وائتلافا ومرشحا مستقلا وبواقع 879 مرشحا ،على 26 مقعدا هو مجموع مقاعد مجلس المثنى.

فيما ذكر مصدر في أكبر المراكز الانتخابية في السماوة، ويضم ثمانية محطات اقتراع، أن نسبة قليلة من الناخبين صوتوا للكيانات أو القوائم الانتخابية. وأضاف “تبين من عمليات الفرز التي جرت بعد اغلاق المراكز بأن الغالبية العظمى من المقترعين صوتوا للمرشحين دون الاكتفاء بتأشير ورقة الاقتراع لصالح كياناتهم”، معتبرا ذلك “مؤشرا على أن الناخبين ركزوا في تصويتهم لاختيار الأشخاص أي المرشحين” وليس القوائم.

ناخبون مسيحيون يأملون بتنفيذ المرشحين لوعودهم

وأعرب ناخبون مسيحيون في منطقتي الحمدانية وتلكيف بمحافظة نينوى عن أملهم بتنفيذ المرشحين لوعودهم المتمثلة بتحسين الخدمات وإيجاد فرص عمل للخريجين والعاطلين.

وقال زياد سالم من قضاء تلكيف وهو خريج جامعي وعاطل عن العمل لوكالة أصوات العراق “نطمح ان يكون من يمثلنا من قائمة عشتار أي نقصد السيد سعد طانيوس ان يحسن فرص العمل لمناطقنا وان يتعاون مع الحكومة بالموصل لاجل تلبية طموحنا”.

وشارك الموصليون أبناء نينوى لاختيار 37 عضوا في مجلس المحافظة من بين 48 كيانا مرشحا بينهم مسيحيون وإيزيديون وشبك.

ومن جانبه، قال ابلحد هرمز من قضاء الحمدانية لوكالة أصوات العراق “لا أمل لكل من يذهب للانتخاب فالسياسة لن تخدمنا بل تخدم الساسة فقط”.

وشارك عدد من المسيحيين بالقوائم الأخرى بالمحافظة إضافة إلى قوائم عشتار والحزب الكلداني والرافدين وقد أشارت التقارير الأولى للمفوضية وشبكة عين ان حصة المسيحيين اتجهت إلى عشتار فهي حصلت على اكثر من سبعة آلاف صوت في قره قوش مركز القضاء.

ومن جانب آخر، قالت السيدة منال من منطقة برطلة لوكالة (أصوات العراق) “كل من يأتي يخدم مصالحه اما نحن فلن يهتم بنا احد، وان الجلوس بالبيت خير من الدخول في أمر لا فائدة منه”.

وكان عدد الناخبين مركز قضاء الحمدانية أكثر من 28 ألف ناخب، بحسب سجل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وأكثر من خمسة ألاف في برطلة وكرمليس.

أما امجد وهو موظف سابق فأعرب عن اعتقاده بفوز قائمة عشتار “لان لها آلية عمل ناجحة بالمنطقة من حيث تقديم الخدمات للناس، وان المواطن اليوم لا يهتم بالأمور السياسية بل الخدمية”.

وحصلت قائمة الرافدين في تلكيف على 1163 صوتا وعشتار على 1157 صوتا وحزب الكلداني على 400 صوت وقائمة نينوى المتآخية حصلت على 2555 صوتا، بحسب شبكة عين لمراقبة الانتخابات في العراق.

شباب البصرة يقبلون على الانتخابات بتطلعات لمستقبل أفضل

يشعر طالب الإعدادية مهند جاسم بأنه أصبح اكبر من عمره بذهابه إلى مركز الاقتراع وسط البصرة ليدلي بصوته لأول مرة في حياته في الانتخابات المحلية التي جرت، السبت، وقال وهو يرفع سبابته المخضبة بحبر الانتخابات ” الآن أصبحت كبيرا ورجلا باستطاعتي عمل شئ للبلد”. 

وأضاف مهند، 18 عاما “لدي مشاعر مختلطة لا أستطيع أن اشرحها فهي بين الفخر والفرح وإحساسي يقول لي باني أستطيع عمل شيء من اجل البلد ومن اجل نفسي خصوصا وأنا طالب في المرحلة الأخيرة من الإعدادية.”

وأشار الى إن هذه الممارسة أشعرته بأنه الآن أصبح كبيرا ورجلا بكل المقاييس  وله الاختيار في بناء البلد وهو جاء بمفرده قبل باقي أفراد عائلته الدين  ربما ستأتون لاحقا في وقت آخر من النهار.

ولفت الى انه بالرغم من إن هذه المشاركة هي الأولى بالنسبة له “لكني اعتقد أن الأمور سهلة جدا إلى درجة بحيث لم اتاخر سوى دقائق في مركز الاقتراع.”بحسب تقرير اصوات العراق.

وقال انه اختار من يعتقد انه يمثله وقريب إلى تطلعاته المستقبلية، وتمنى أن تساهم هده الانتخابات في بناء دولة متحضرة كما دول العام الآخر وان يعم الخير والأمن والسلام على البلد.

أما علاء حيدر، 22عاما، وهو يشارك لأول مرة في الانتخابات فقال ان مشاركته في الانتخابات هي محاولة منه لإعطاء صوته ربما لشخص يعتقد انه يستطيع التغيير “لأننا سمعنا من برامج جميع المرشحين إنهم سيسعون للتقليل من البطالة وإيجاد فرص عمل للعاطلين وأنا منهم.”

وعلاء ترك المدرسة مند زمن، وأصبح عاطلا عن العمل وهو يرى إن الإدلاء بصوته في الانتخابات له اثر ربما ولو قليل على صعيد تغيير الوضع على أمل أن يجد هو واقرانه فرصة تليق بهم في العمل  بالتالي الاستقرار من اجل بناء نفسه وعدم الاعتماد على أهله والتفكير مستقبلا في تكوين أسرة. وأضاف انه جاء مع عدد من أصدقاءه والذين يقاربونه عمرا من اجل المشاركة في الانتخابات.

خالد جاسم يقول انه ذهب إلى الانتخابات بدافع الفضول ليس إلا لأنه يريد أن يعرف ماالذي يجري هناك ،وإنها تجربه جديدة بالنسبة له لكنه لمس فيها تجربة جديدة ، وهي سهلة “اضافة إلى انني وجدت من الموجودين تعاونا كبيرا.”واكد انه في المرات القادمة سينتخب مبكرا لأنه في هذه الانتخابات كان مترددا ولكنه شارك متأخرا، مستحضرا المقولة التي تقول “أن تتأخر الوصول خير من لاتصل أصلا”.    

ويرى عدد من العاملين في مراكز الاقتراع إن هناك إقبالا كبيرا من قبل الشباب على الانتخابات في البصرة لافتين إلى إن هناك أعداد كبيرة من الذين صوتوا للمرة الأولى في هذه الانتخابات.

وقال مراقبون من مراكز  انتخابية مختلفة في مركز المحافظة وجنوبي وغربي المدينة، السبت، إن نسبة تصويت الناخبين قبل غلق الصناديق الانتخابية بساعة بلغت نحو 60 % .

وأوضح مراقبون من شبكة تموز في مناطق البراضعية جنوب المدينة والعباسية (وسط المدينة) والأمن الداخلي (غربي المدينة) لوكالة أصوات العراق أن “نسبة التصويت في المراكز التي يقومون بواجب المراقبة فيها بلغت قبل ساعة من غلق الصناديق نحو 60% من الذين يحق لهم التصويت”.

ارتفاع نسبة المشاركة بانتخابات المناطق الغربية سببها الرغبة بالتغيير

وعزا محللان سياسيان، ارتفاع نسبة المشاركين في الانتخابات المحلية في المحافظات الغربية إلى رغبة سكانها في تغير التركيبة السياسية التي تحكم محافظاتهم، فيما ارجعوا تدني المشاركة في المناطق الجنوبية من البلاد إلى ما وصفوه بأنه “معاقبة جماعية” كرد فعل على سوء أداء الإدارات  التي انتخبوها سابقا.

وقال الدكتور أسامة السعيدي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة المستنصرية، أن “ارتفاع نسبة المشاركة في المناطق الغربية ينبع من رغبتهم في أحداث تغير في تركيبة الخارطة السياسية وعدم تمكنهم من إجراء الانتخابات في الأوقات السابقة بسب العنف الذي كان سائدا في تلك المناطق.

وأشار إلى إن” المحافظات الجنوبية تختلف كثيرا عن غيرها من الغربية باعتبارها شهدت انتخابات سابقة ومجالسها الحالية جاءت عن طريق صناديق الاقتراع لكن العزوف عن المشاركة الواسعة يأتي من عدم تمكن هذه المجالس من تقديم خدمات كبيرة لسكنة المحافظات تشجعهم على الذهاب إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى.”

وزاد” اعتقد أن ماجرى كان عقابا جماعيا فالمواطن يعاني من تذمر وإحباط من أداء بعض المجالس السابقة ولذلك فهو لم يشارك في هذه الانتخابات.”بحسب اصوات العراق.

وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد أعلنت، عن ان نسبة المشاركين في انتخابات مجالس المحافظات في عموم العراق بلغت 51%.  

وأعلن رئيس المفوضية فرج الحيدري في مؤتمر صحفي عقده في بغداد اليوم أن “عدد الناخبين الذين أدلوا بصوتهم في عموم العراق بلغ سبعة ملايين ونصف المليون من مجموع 14 مليونا و900 ألف وتشمل 14 محافظة ما عدا محافظات إقليم كردستان الثلاث (اربيل ودهوك والسليمانية) وكركوك”.

وأوضح الحيدري “شارك في الانتخابات 15 دولة كوفود، وان نسبة المشاركة بالاقتراع في البصرة بلغت 48%، ميسان 46% ، ذي قار 50% ، المثنى  61% ، القادسية  58%، النجف 55% ، الانبار 40% ، صلاح الدين 65% ، واسط 54% ، كربلاء 60% ، بابل 56% ، ديالى 57% ، نينوى 60% ، أما بغداد لم تكتمل النسبة لغاية الان لكن التقديرات تشير الى نسبة 40%”.، منوها الى ان  “النتائج الأولية ستعلن نهاية الاسبوع الجاري، فيما سيتم الاعلان عن النتائج النهائية بعد ثلاثة أسابيع، ولم تؤشر المفوضية سوى خروقات بسيطة”.

شبكة النبأ المعلوماتية- االخميس 5/شباط/2009 - 9/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م