بوادر حرب سنية- سنية في الرمادي

أبو ريشة: عند تزوير الانتخابات سنتحول الى جناح مسلح ضد المفوضية والحزب الإسلامي

علي الطالقاني

شبكة النبأ: تشير الأوضاع بعد السباق الانتخابي الخاص بمجالس المحافظات الذي انتهى بتاريخ 31-1-2009، و في محافظة الرمادي غرب العراق خصوصا الى أتساع فجوة الانقسام بين الحزب الاسلامي ومجالس الصحوة مما أستدعى الوضع الى فرض حظر التجول بعد الانتخابات وفي فترة ظهور النتائج الاولية لمنع اندلاع اعمال عنف.

 التصريحات التي أطلقت من قبل رئيس قائمة عشائر الأنبار حامد الهايس بتحويل شوارع الرمادي الى مقبرة أو نار ضد  الحزب الاسلامي، لم تأت من فراغ والتوتر الذي حصل له جذوره المحلية بعد العام 2007 ، فبعد ظهور مجالس الصحوة كقوة في المنطقة تقاتل المتطرفين تحت غطاء حكومي، لم يرق الأمر للحزب الاسلامي الذي يتمتع بنفوذ حكومي من خلال نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي يضاف الى ذلك حظور الحزب كعامل رئيس في محافظة الرمادي بعد سقوط النظام عام 2003، كما لم يرق الامر لمجالس الصحوة بعد ان شعرت بخطورة الحزب الاسلامي واتهمته بمحاولة التفرد بالقرار السني، وفرض برنامجه على المكونات السنية الاخرى، فيما ينفي الحزب هذه الاتهامات ويرد عليها باتهامات مماثلة، ساعياً في الوقت نفسه إلى شق صفوف مجالس الصحوة واستقطاب عدد من زعماء العشائر للتحالف معه. بعد ذلك انسحب قرابة اربعين شيخ عشيرة وزعيم قبيلة من مؤتمر صحوة العراق الذي يتزعمه الشيخ احمد ابو ريشة. وقال الامين العام للمؤتمر الشيخ مؤيد الحميشي ان انسحابه مع مجموعة من شيوخ العشائر جاء بعد عقد أبو ريشة تحالفات سياسية مع تجمع المستقلين الوطني، وهو كيان سياسي تابع للحزب الإسلامي، معتبراً أن تلك التحالفات لا تخدم منهج الصحوة.

أما مجالس الصحوة فقد برزت تحت غطاء العشائر المدعومة من الحكوة العراقية والتي تعد الذراع الرئيسي لأي تنظيم يريد النجاح هناك، أضافة الى الدعم من قبل القوات الأمريكية، كما أحتلت مجالس الصحوة  خلال فترة  وجيزة منصباً أمنيا لتحتل بعد ذلك مكانة سياسية نتج عنها ترشيح مجالس الصحوة لإدارة محافظة الانبار التي تضم ثمان مناطق. ومن بين الاسباب التي ساعدت المجالس في أحتلال مكانة مرموقة الإنتقال الاستراتيجي من حقبة زمنية تحمل عنوان الجهاد والمقاومة ضد القوات الأمريكية والعراقية الى مقاتلة تنظيم القاعدة الذي أتهمته تلك العشائر  بالتطرف وان التنظيم أثر على أبنائهم، لتنطلق بعد ذلك رؤية جديدة بعنوان طرد تنظيم القاعدة والمتطرفين تحت لواء مجالس الصحوة الذين يتسمون بالبساطة ويحاولون الوصول إلى السلطة مع عدم امتلاكهم أجندة سياسية وهدف واضح ويمتازون باتفاق ومهادنة مع الحكومة العراقية والقوات الأمريكية.

يقابلهم الحزب الإسلامي الذي يتسم هو الآخر بالتنظيم والتعقيد وفقا لما يتمتع به تنظيم الإخوان المسلمين  من خطورة وانقضاض على التخفي السياسي (التقية) عند الفرص. علما كان لهذا الحزب تحالف مع الأميركيين، وأنه يريد لسنة العراق احتكار السلطة،  أما صعود العشائر إلى السلطة يعتبر أمر مرفوض من قبلهم ومزاحم لأفكارهم.

وقد ساهمت هذه الحالة في خلق صراع على السلطة المحلية بين الطرفين يصعب تخطيه ويعتبر تهديدا لما تحقق من أمن هناك خلال العامين الماضيين. وهذا ما تبلور من خلال التصريحات التي أطلقها رئيس مجالس الصحوة في العراق ورئيس عشائر الدليم في محافظة الانبار علي حاتم السليمان،  الذي حذر من أي تأخير فيها او أي تزوير لأننا سنقلب الامر على من يفعل ذلك وسنجابه وبكل قوتنا ايضا من يقوم بالتزوير والتأخير من اجل تنفيذ مصالح ضيقة.

وأشار السليمان الى ان خلافاتهم مع الحزب الاسلامي ما زالت مستمرة وقد أعطينا لهم مهلة للخروج من المحافظة ومجلسها، ولكن الحكومة والقوات الأميركية طلبت منا التمهل في الامر وقد استجبنا لذلك لحين إجراء الانتخابات التي ستكون لصالح الكفة التي تريد للعراق الخير.

وحذر السليمان الحزب الاسلامي من أنه في حال أتى بأي تصرف او إجراء لتغيير موعد الانتخابات، فان ذلك سيعني حربا من جانب الصحوات على كل من يقوم بذلك. ودعا مجلس النواب الى اتخاذ اجراءات تحد من تسلط بعض الكتل السياسية على سير القرارات في الحكومة. جريدة الشرق الاوسط  الثلاثـاء 20 مايو 2008 العدد 10766

ولا تخفى التصريحات الاخرى حيث قال رئيس قائمة عشائر الأنبار حامد الهايس الذي توجه إلى بغداد لتقديم احتجاج. إنه سيشن حربا على الحزب الاسلامي  وعملائه من خلال شن حرب عشائرية ضدهم وضد من يتعاون معهم.

تضاف الى ذلك تصريحات رئيس مجالس الصحوة الشيخ أحمد أبو ريشة الذي قال إن مجالس الصحوة وجهت تحذيرا لمفوضية الانتخابات بعدم السماح بحدوث تزوير. وأشار إلى أن مجالس الصحوة ستتحول من كيانات سياسية إلى جناح مسلح ضد مفوضية الانتخابات والحزب الإسلامي بعد اكتشافها للتزوير.

ويعد هذا الصدام بين الطرفين تقويضا لما تحقق من تقدم على الصعيد الأمني في الانبار. ويهدد هذا الصدام الانفراج السياسي وسيعصف النزاع بالجهود المبذولة لعقلنة السنة والذين لم يشاركوا من قبل في العملية السياسية عن إرادة.

و أذا أريد لهذا النزاع أن يخرج من مرحلة الإنضاج إلى مرحلة التطبيق ستعمل قوى خفية من خلال الأرضية الخصبة لتقويض كل ماتحقق من استقرار في وقت تأمل فيه الحكومة العراقية عودة أبناء تلك المناطق للمشاركة في العملية السياسية بشكل أكثر وضوحا.

فالرمادي تحتاج إلى نهضة سياسية عاقلة وعلى الأطراف التي ترى في نفسها الكفاءة أن تساهم في أرشاد الجماهير نحو مشاركة فاعلة انطلاقا من النهوض بالعراق، في وقت يأمل جميع العراقيين أن تشارك القوى النزيهة في العملية السياسية الجارية وعدم تغييب الأطراف المساهمة في بناء عراق حر موحد.

A_alialtalkani@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- االخميس 5/شباط/2009 - 9/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م