
شبكة النبأ: منذ بواكير الصباح الأولى،
شهدت مدينة الموصل شمال العراق إقبال متزايد لإعداد الناخبين
وبانسيابية كبيرة على مراكز الاقتراع من مختلف الفئات وسط إجراءات
أمنية مشددة شاركت فيها قوات الحرس الوطني والشرطة الوطنية العراقية.
وفي ظل هذه الظاهرة الديمقراطية الحضارية شكا عدد كبير من مواطني
مدينة الموصل من عدم وجود أسمائهم في سجلات مراكز الانتخابات الموجودة
في مناطقهم، كما شكا عدد من المهجرين في مناطق تواجدهم في أنحاء
المدينة عدم وجود أسمائهم أيضاً في سجل الناخبين.
وعزى عبد الخالق الدباغ مدير عام مفوضية الانتخابات في نينوى هذه
الشكاوى الى عدم مراجعة المواطنين لمكاتب تسجيل الناخبين التي أعلنت
عنها المفوضية في شهر تموز وآب الماضيين، متهماً المواطن بعدم مراجعة
مكاتب التسجيل وملأ استمارة 111 الخاصة بالناخبين. وفي نفس السياق أكد
الدباغ نجاح المدينة في الانتخابات، رغم وجود مشاكل في مسألة تسجيل
الناخبين.
وأتهم البعض المفوضية بارتكابها أخطاء عديدة تتمثل بعدم وجود أسماء
لناخبين رغم وجود أرقام بطاقاتهم التموينية.
كما لوحظ عدم تسجيل أي خروقات أمنية في المدينة في يوم الانتخاب
ماعدا الحادثة التي أدت الى مقتل اثنين من الشرطة على أيدي القوات
الأمريكية في حي فلسطين جنوب شرق المدينة.
وجرت الانتخابات في أحياء سومر وفلسطين والحرية والسلام التي كانت
تعتبر مناطق ساخنة على أتم وجه، كما اختفت مظاهر ظهور المسلحين في
الشارع في تلك المناطق التي تعتبر اليوم مناطق آمنة.
يذكر أن الانتخابات المحلية في العراق والتي بدأت صباح السبت
31-1-2009 تمثل ثاني انتخابات محلية في البلاد بعد إسقاط نظام صدام
حسين في نيسان عام 2003، اذ جرت الانتخابات الأولى في نهاية شهر كانون
الثاني من عام 2005، والتي أفرزت أعضاء في مجالس المحافظات أتهم بعضهم
بالفساد الإداري والمالي وخاصة في مجلس محافظة نينوى.
كما لوحظ اختفاء الكثيرون عن خوض السباق الانتخابي ممن هم متهمون
أصلا بسرقة المال العام والإثراء غير المشروع، بالإضافة الى تغيير قوى
سياسية معروفة في المدينة من وجوه مرشحيها للحصول على مقاعد جديدة.
ويبلغ عدد سكان محافظ نينوى 1,5 مليون نسمة حسب المصادر الحكومية،
ويبلغ عدد المقاعد في مجلس محافظة نينوى 37 مقعداً يتنافس عليها 410
مرشح لعدة كيانات سياسية تتقدمها ثلاثة كيانات هي قائمة نينوى المتآخية
وقائمة الحزب الإسلامي وقائمة الحدباء الوطنية.
ومجلس المحافظة مخول بتعيين المحافظ وتولي الإدارة المحلية وإطلاق
مشاريع إعمارية وتمويلها، لكن القوى الأمنية تبقى مرتبطة بالحكومة
المركزية في بغداد.
وأعلنت المفوضية ان النتائج الأولية للانتخابات ستبدأ بالظهور تباعا
اعتبارا من الثالث من شباط الجاري.
ويتأمل الموصليون أن تكون الانتخابات فرصة كبيرة للتغيير والإصلاح
واختيار البديل الأفضل في عراق لازال يبحث عن البسمة منذ الاحتلال. |