
شبكة النبأ: يجمع اغلب المحليين
السياسيين والجهات الدولية المراقبة للشؤون العراقية ان سنوات العنف
الطائفي والعمليات المسلحة ربما بدأت تتلاشى بالفعل وتصبح جزءا من
الماضي وان الامن بات مستتبا بصورة اكبر.
حيث اجرى العراق انتخابات مجالس المحافظات دون وقوع اي هجوم كبير
في البلاد، غير ان الحقيقة المتمثلة في الاضطرار الى اجراء الانتخابات
خلف اسلاك شائكة وعدم مشاركة اربع محافظات يشير الى ان العراق ما زال
امامه طريق طويل للوقوف في مصاف الديمقراطيات المستقرة.
حيث يقول هانز فون شبونيك وهو منسق سابق للامم المتحدة لشؤون العراق
"الخوف والترهيب واستبعاد اربع محافظات منها كركوك عوامل تذكرنا تماما
بان الاوضاع في العراق لم تعد الى طبيعتها." واضاف "يجب ان نضع ذلك في
اعتبارنا ونحن نحكم على نتائج الانتخابات."
اما جوست هيلترمان من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات قال"الحل
يكمن فيما اذا كانت الاحزاب تستطيع التوصل الى ميثاق يدعم انضمام
مخربين سابقين او من يمكن ان يكونوا كذلك في هيكل الدولة العراقية."
الاقتراع السلمي الهادئ
حيث انتهت عمليات الاقتراع في انتخابات مجالس المحافظات العراقية
التي جرت بهدوء لافت مع تمديد الوقت لفترة ساعة اضافية بغية افساح
المجال امام الناخبين في ظل غياب معلومات دقيقة عن نسبة المشاركة.
وقالت المسؤولة في المفوضية العليا للانتخابات حمدية الحسيني ان
المراكز الانتخابية اغلقت ابوابها السادسة (15,00 تغ) مساء بعد انتهاء
عمليات التصويت في جميع المحافظات. واكدت ان "الانتخابات سارت بشكل جيد
دون اي معوقات". بحسب وكالة فرانس.
وكانت المفوضية مددت التصويت ساعة اضافية حيث كان يفترض غلق المراكز
عند الخامسة مساء.
وادلى الناخبون باصواتهم في اول عملية اقتراع منذ العام 2005 وسط
اجراءات امنية مشددة تحسبا لهجمات.
وفتحت مكاتب الاقتراع في 6500 مركز انتخابي ابوابها السابعة صباحا
(04,00 تغ) امام الناخبين البالغ عددهم نحو 15 مليونا لاختيار ممثليهم
في مجالس المحافظات من نينوى شمالا حتى البصرة جنوبا. بحسب (ا ف ب).
وتنافس 14431 مرشحا على 440 مقعدا في مجالس المحافظات التي تعين
المحافظ وتطلق المشاريع وتمولها.
وفرضت السلطات حظر تجول على المركبات باستثناء تلك التي تحمل تراخيص
محددة لكن رئيس الوزراء نوري المالكي امر برفع الحظر حوالى الواحدة
ظهرا.
كما اغلقت الحدود الدولية ومداخل المحافظات ومنعت السلطات كذلك حمل
السلاح المرخص.
وجرت الانتخابات في 14 من 18 محافظة مع استثناء محافظات اربيل
والسليمانية ودهوك في اقليم كردستان اضافة الى محافظة كركوك.
وشارك مئات الاف من عناصر الجيش والشرطة في الاجراءات الامنية
الصارمة تجنبا لهجمات قد تشنها مجموعات متطرفة تعارض الانتخابات.
وستعلن نتائج الانتخابات تباعا على ان تعلن نهائيا يوم الثالث من
شباط/فبراير كما توقعت مصادر في المفوضية العليا.
من جهته ابدى المالكي في كلمة عبر شاشات التلفزيون "ارتياحه
للاجواء" التي سادت الانتخابات مشيرا الى "الكثافة الهائلة" من حيث
المشاركة في عمليات الاقتراع.
لكن لم يصدر اي مؤشر من المفوضية حول نسب المشاركة، وقال "من لم يفز
هذ المرة" ستكون امامه فرص اخرى لتحقيق ذلك.
وسجلت المشاركة معدلات مقبولة في بعض المحافظات كما شارك المسيحيون
في شمال العراق بكثافة في حين سارع الناخبون في الموصل في الساعات
الاخيرة قبل اغلاق صناديق الاقتراع الى الادلاء باصواتهم بعد مشاركة
عادية قبل الظهر.
واختار المالكي زعيم حزب الدعوة الاسلامي دعم قائمة "ائتلاف دولة
القانون" التي تجمع بعض الاحزاب الشيعية.
وتخلل الحملات الانتخابية توتر وانتقادات لاذعة بين اقطاب التحالف
الشيعي وخصوصا بين المالكي والمجلس الاسلامي العراقي الاعلى بزعامة عبد
العزيز الحكيم والتيار الصدري الذي اختار لائحتين طالبا من انصاره
التصويت لصالهحما.
ومن المتوقع ان تعزز نتائج الانتخابات التي ترجح الاستطلاعات فوز
لائحته فيها مواقع المالكي في وجه خصومه من المجلس الاسلامي العراقي
الاعلى والتيار الصدري.
وحض المالكي العراقيين على المشاركة الكثيفة في الانتخابات "لاختيار
الاكفأ والاكثر نزاهة".
وستنبثق عن الانتخابات مجالس تتمتع بصلاحيات واسعة تندرج ضمن اطار
اللامركزية.
وخصصت الحكومة مبلغ 2,4 مليار دولار للاستثمار في المحافظات ضمن
موازنة العام 2009. ويقول مستشار مقرب من رئيس الحكومة ان المحافظات
انفقت 11% فقط من موازنة مماثلة للعام السابق.
وتنطوي عملية الاقتراع على رهان مهم للغاية في جنوب شيعي غني
بالثروات الطبيعية تتنافس فيه فصائل وجهات عدة ابرزها التيار الصدري
والمجلس الاسلامي الاعلى وحزب الدعوة بزعامة المالكي.
يذكر ان المجلس الاعلى وحزب الدعوة والتيار الصدري فازوا في
الانتخابات التشريعية العام 2005 تحت لائحة "الائتلاف العراقي الموحد".
وقال أندرو جيلمور نائب رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق "لا
تقاطع أي جماعة رئيسية هذه الانتخابات كما حدث في الماضي... وهذا يعني
قبل أي شيء ان هذه المجالس يتوقع أن تكون قادرة على تقديم قدر من
الخدمات."
وحدثت بعض المشكلات حيث قال البعض انهم لم يجدوا اسماءهم على قوائم
الناخبين المسجلين ولم يتمكنوا من التصويت. من بين هؤلاء فاضل الشمري
وهو مسن مشى على قدميه ثلاثة كيلومترات للادلاء بصوته في شارع فلسطين
ببغداد وكان يجلس كل 50 مترا ليستريح على مقعد كان يحمله ابنه.
وقال "سأنتظر هنا حتى الليل. يجب أن أدلي بصوتي قبل أن أموت... ربما
هم يحاولون سرقة صوتي. لكن لن أسمح بهذا. ما زلت على قيد الحياة.. لم
أمت بعد."
وفي محافظة الانبار بغرب البلاد والتي كانت من قبل معقلا للمسلحين
السنة يأمل شيوخ عشائر ساعدوا في طرد تنظيم القاعدة من المحافظة في
الفوز على الحزب الاسلامي العراقي السني.
وتركزت معظم أعمال العنف في الشمال حيث قاطع العرب السنة الانتخابات
السابقة التي جرت عام 2005 والذين ابتعدوا منذ ذلك الوقت عن السلطة في
المحافظات. ومن المتوقع أن يخسر الاكراد الذين أداروا محافظة نينوى
الشمالية منذ ذلك الوقت.
ولكن بالنسبة لكثير من العراقيين فان الانتخابات هذه المرة لا تتعلق
بالعرق والطائفة وانما بالكفاءة.
وفي احدى بلدات نينوى قرب الحدود السورية رفع طالب يبلغ من العمر 19
عاما وهو أحد أفراد الطائفة اليزيدية اصبعه المغطى بطلاء أرجواني في
اشارة الى أنه أدلى بصوته وقال "هذه هي المرة الاولى التي أدلي فيها
بصوتي وأشعر بسعادة غامرة... نريد من أي شخص يفوز أن يرصف هذا الطريق."
انتخابات تاريخية
قال ناخب من بغداد يدعى حميد "إنها فرصة عظيمة بالنسبة لنا، ويوم
عظيم أن نصوت بحرية دون ضغوط أو تدخلات". وقال ناخب آخر هو عدنان
الجنابي إنه لم ينم ليكون الأول في طابور الناخبين الذين يدلون
بأصواتهم.
وكان على الناخبين أن يمروا بالعديد من الحواجز الأمنية ليصلوا إلى
مراكز الاقتراع والتي أقيم أغلبها في مدارس.
فيما شددت السلطات العراقية الإجراءات الأمنية، إذ تم إغلاق الحدود
الدولية وحظر سير المركبات في بغداد والمدن الرئيسية الأخرى وفُرض حظر
التجول في العديد من المناطق حتى يحين موعد التصويت.
كما جندت المئات من النساء، بما فيهن المدرسات وموظفات الخدمة
المدنية، للمساعدة على تفتيش المقترعات، لا سيَّما بعد ازدياد عدد
الانتحاريات في العراق خلال العام الماضي.
وكان مسؤولون أمنيون عراقيون وأمريكيون قد حذروا خلال الأيام
القليلة الماضية من أن تنظيم القاعدة يمكن أن يشكِّل تهديداً وخطرا على
الانتخابات.
يذكر أن 8 من بين 14 ألف مرشح في الانتخابات قد لقوا حتفهم في أعمال
عنف استهدفتهم مؤخرا ومن بينهم 3 من السنة قتلوا في مدن بغداد والموصل
وديالى.
واشرف على الانتخابات والتي تنظِّمها الأمم المتحدة والمفوضية
العليا للانتخابات، وهي مؤسسة عراقية مستقلة، حوالي 400 مراقب دولي
بالاضافة إلى الآلاف من المراقبين العراقيين من مختلف الأحزاب السياسية.
ومجالس المحافظات العراقية مسؤولة عن ترشيح المحافظين الذين يتولون
شؤون الإدارات المحلية لمحافظاتهم، بما في ذلك الإشراف على مشاريع
إعادة الإعمار وتمويلها، إلا أن الإشراف على قوات الأمن تظل تحت سيطرة
السلطة المركزية في العاصمة بغداد.
فيما يجزم خالد الأعظمي قائلا إنه قاطع الانتخابات النيابية عام
2005، قولهم إن مقاطعتهم تلك كانت "خطأ فادحا."
وقال الأعظمي: "لقد خسرنا الكثير لأننا لم نقترع، إذ شاهدنا النتيجة
بأم أعيننا، والتي تمثلت بالعنف الطائفي. ولهذا، فنحن نودُّ أن نقترع
الآن من أجل تفادي الأخطاء التي ارتكبناها في الماضي."
هذا وينظر المحللون إلى عودة السنَّة للمشاركة في الانتخابات،
وبالتالي الانخراط بالعملية السياسية الجارية في البلاد، كواحد من أكبر
التحديات التي ستبلورها وتتمخَّض عنها هذه الانتخابات.
أمَّا على الجانب الشيعي، فتجري أيضا مراقبة النتائج والتطورات عن
كثب، وذلك وسط إشارات وتوقعات تفيد بأن العديد من الناخبين الشيعة
ينوون الانفضاض عن الأحزاب والفصائل الدينية الكبيرة ويلتحقون بالأحزاب
والتجمعات العلمانية والوطنية.
كما ينظر المراقبون إلى انتخابات مجالس المحافظات، والتي يبلغ عدد
من يحق لهم الاقتراع فيها حوالي 15 مليون ناخب، على أنها تشكِّل
اختبارا لاستقرار البلاد قُبيل الانتخابات العامَّة التي ستشهدها
البلاد أواخر العام الحالي.
فقد شدَّدت مجموعة الأزمات الدولية على أهمية انتخابات اليوم، إذ
جاء في تقرير أصدرته بالمناسبة: "بينما ساعدت انتخابات عام 2005 على
وضع العراق على طريق الحرب الأهلية، فإن الانتخابات الحالية ستشكِّل
نقطة تحوُّل أخرى في البلاد، وإن كانت هذه المرة تجري بطريقة أكثر
سلميَّة."
أكبر تظاهرة دولية لمراقبة الانتخابات
قال المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة ستيفان دي مستورا، ان
انتخابات مجالس المحافظات التي انتهت مساء اليم السبت، كانت “اكبر
تظاهرة دولية لمراقبة الانتخابات”، فيما كشف رئيس المفوضية العليا
للانتخابات فرج الحيدري ان نتائج الانتخابات ستعلن خلال الايام الخمسة
القادمة.
جاء هذا في مؤتمر صحفي مشترك عقد الحيدري وديمستورا بعد ساعات من
انتهاء عملية التصويت في انتخابات مجالس المحافظات التي استمرت لـ11
ساعة في 14 محافظة عراقية من مجموع 18 محافظة.
وقال ديمستورا الذي زار محافظتي الانبار (غربي العراق) والنجف (جنوبي
العراق) ان انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في العراق اليوم السبت،
تعد “اكبر تظاهرة دولية لمراقبة الانتخابات، بعد ان اشترك العديد من
المراقبين الدوليين لأول مرة في الشرق الأوسط”.
واثنى ديمستورا على سير الانتخابات، وعلى الخطة الامنية التي طبقتها
القوات العراقية والتي جعلت من وصول الناخبين الى صناديق الاقتراع
“سهلا، ومن دون مخاطر امنية”. بحسب اصوات العراق.
اوباما: الانتخابات العراقية خطوة مهمة الى
الامام
وصف الرئيس الرئيس الامريكي باراك اوباما، الانتخابات العراقية التي
جرت اليوم السبت بانها “خطوة مهمة الى الامام، معربا في القوت نفسه عن
“فخر الولايات المتحدة” بما قدمته من معونات فنية لانجاح الانتخابات.
وقال اوباما في بيان نشره البيت الابيض الامريكي، ان ملايين
المواطنين العراقيين من كافة المجموعات العرقية والدينية “ذهبوا في
سلام الى مراكز الاقتراع عبر البلاد لاختيار مجالس المحافظات”، مشيدا
بالاجراءات التي نفذتها الحكومة العراقية في تنظيم الانتخابات التي
وصفها بانها “خطوة مهمة للامام ويجب مواصلة عملية تولي العراقين
مسؤولية مستقبلهم”.
واضاف أوباما الذي اعلن عن نيته بحسب القوات الامريكية من العراق
خلال 16 شهرا، أن “الشرطة العراقية وقوات الجيش ساعدوا في تأمين مراكز
الاقتراع وحماية الناخبين”، ” معبرا عن “فخر الولايات المتحدة بتوفير
معونة فنية للسلطات العراقية لاجراء الانتخابات مع الامم المتحدة وباقي
المنظمات الدولية العاملة في العراق”، فضلا عن اشادته بالمفوضية العليا
للانتخابات التي “التي قامت بعمل مهني تحت ظروف صعبة”.
كما هنأت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية فى بغداد والقوة متعددة
الجنسيات في العراق الشعب على انتخابات مجالس المحافظات التي تعد خطوة
“كبيرة” نحو “التطور” الديمقراطي في العراق.
وقال بيان مشترك صدر، عن الجانبين ببغداد إن “سفير الولايات
المتحدة الأمريكية رايان كروكر والجنرال راي أوديرنو يهنئان الشعب
العراقي على انتخابات مجالس المحافظات”.
وأضاف أن “هذه الإنتخابات معلما هاما لشعب العراق، كما أنها تعد
خطوة كبيرة إلى الأمام على طريق التطور الديمقراطي في العراق”. بحسب
أصوات العراق.
وأوضح “كان الإقبال على التصويت كبيراً كما نجحت قوات الأمن
العراقية في توفير الحماية لملايين العراقيين ومكنتهم من التعبير عن
آرائهم بحرية في ربوع محافظات العراق الأربعة عشر”، مبينا “نحن نهنئ
السلطات العراقية وقوات الأمن والمفوضية العليا للإنتخابات العراقية
على ما قاموا به من إعداد دقيق وإدارة لهذه الانتخابات”.
صحيفة امريكية تدعو اوباما الى قبول النتائج
على صعيد ردود فعل الداخل الامريكي دعت صحيفة بوسطن غلوب The Boston
Globe ادارة اوباما الى عدم اتخاذ أي موقف سلبي او انتقادي ازاء اية
نتيجة تتمخض عنها انتخابات مجالس المحافظات في العراق سواء افرزت ميلا
الى صبغة اكثر اسلامية او الى حكومة مركزية قوية قائلة ان عهد تعليم
العراقيين اصلاح وضعهم قد ولى.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها “عندما يصوت العراقيون اليوم لمجالس
محلية جديدة، فانهم سوف يتخذون قرارات حاسمة تخص بلدهم.”
وترى الصحيفة ان “والقضايا الرئيسة في اقتراع اليوم تتركز في تعريف
العراقيين لانفسهم بدلا عن تعريف الدور الامريكي في العراق.” لهذا
السبب بالذات، كما تجد الصحيفة “الانتخابات تساعد في تهيئة الطريق
لانسحاب عسكري قطع وعده الرئيس اوباما.”
ووجدت الصحيفة ان “الحملة الدعائية التي سبقت الانتخابات ابرزت
نوعين من المحاججات: بين اولئك الذين يريدون دولة تتعرف بالدين واولئك
الذين يريدون التحرك باتجاه علمانية؛ بين المدافعين عن حكومة مركزية
قوية في بغداد وفيدراليين يصرون على حكم ذاتي في مناطق مستقلة في
العراق. هذه هي المسجلات التي على العراقيين تسويتها في ما بينهم”.
و”عندما يتعلق الامر بهذه القضايا، فلا شان للولايات المتحدة
بمحاولة فرض افضلياتها الخاصة بها على العراقيين،” مشيرة الى ان “تحفظ
ادارة اوباما الجديدة على هذه الامور علامة ايجابية.” حسبما تدعو
الصحيفة.
ورات الصحيفة ان “ادارة بوش كانت كثيرا ما تعامل العراق كما لو انه
انبوب اختبار لتجارب متقلّبة في اعادة صياغة الشرق الاوسط.”
وتعتقد ان “تلك التجارب ارتدت على اعقابها بنحو كارثي.” وتوضح ذلك
بالقول بان نتائج تلك التجارب “تضمنت ما يزيد عن 4 ملايين مهجَّر؛ وحرب
اهلية مروعة؛ ومئات الالاف من الارواح؛ وعجز في الطاقة الكهربائية،
والماء النظيف، والرعاية الصحية المناسبة، والمدارس للاطفال العراقيين.”
لذا فهي ترى ان “وقت تعليم العراقيين دروسا في كيفية اصلاح مجتمعهم
المحطَّم قد ولّى.”
من هنا تؤكد الصحيفة ان “من الضروري بالنسبة للولايات المتحدة ان
تمارس ضبط النفس في القول في طبيعة الخيارات السياسية التي يتخذها
العراقيون اليوم، او بشان الانتخابات البرلمانية التي من المقرر عقدها
في كانون الاول ديسمبر من هذا العام.”
وتطرح الصحيفة تلك القرارات العراقية التي يحتمل ان تفرزها
الانتخابات اليوم بالقول ان “هذه الانتخابات ـ والتحالفات الحاسمة التي
ستتشكل بعدئذ ـ ربما تنتج سياسة تميل الى حكومة مركزية قوية او تحجم
عنها، تميل الى صبغة اكثر اسلامية او تتخلى عنها.” لذا تدعو الصحيفة
الى ان “مهما يكن الناتج، ومهما تكن افضليات صناع السياسة الامريكية،
ينبغي ان لا تصدر من واشنطن انتقادات علنية او انتقاصات.”
وتلفت الصحيفة الى “ان ادارة اوباما ستخدم افضل خدمة كل من المصالح
الامريكية والعراقية اذا سارت باتجاه سحب منظم للقوات القتالية. كما ان
الحملات الدعائية الانتخابية التي مهدت لانتخابات اليوم بينت منعطفا
حاسما نحو موضوعات وطنية عراقية. وعلى الرغم من ان ذلك يؤدي حتما الى
التعبير عن نفاد الصبر مع المحتل الاجنبي، بل وربما تذكّر ببعض من
خطابيات نظام صدام، الا ان هذا ليس شيئا سيئا بالضرورة”.
وتخلص الصحيفة الى ان “في احسن الاحوال، ستفرز الانتخابات قادة
يسعون الى ابعاد العراق عن صلافة تاثير الجيران، وستحتضن القوى
السياسية السنية التي كانت مبتعدة، وتحل الصراعات الكردية العربية.
وهذا من شانه ان يقطع شوطا طويلا باتجاه خلق الاستقرار المطلوب لتسهيل
انسحاب تام للقوات القتالية الامريكية كما وعد اوباما.
Le Monde: الانتخابات اختبار لاستقرار العراق
كما علقت صحيفة لو موند Le Monde الفرنسية على الانتخابات العراقية
اختبارا لمستوى الاستقرار في البلد، فضلا عن انها تؤشر عودة قوية للعرب
السنة الى المشاركة في الحياة السياسية العراقية.
ولاحظت الصحيفة ان بعد وقت قصير من انتهاء انتخابات مجالس المحافظات
العراقية، ان الاقتراع “جرى عموما بنحو جيد على الرغم من تسجيل بعض
الحوادث”، مشيرة الى ان في تكريت، “منطقة ديكتاتور العراق السابق صدام،
انفجرت اربع قذائف على مقربة من مراكز اقتراع من دون وقوع ضحايا”.
واشارت الصحيفة الى ان التصويت جرى اليوم تحت حماية مشددة وفرتها
قوات الشرطة والجيش العراقيين، مبينة ان “تصويت اليوم، يعد اختبارا
لاستقرار العراق بعد سنوات من العنف”.
وعلقت الصحيفة بالقول ان منذ ثلاث سنوات “كان السنة يديرون ظهورهم
الى الانتخابات، الا ان الانتخابات التي جرت اليوم من شانها ان تؤشر
عودتهم بقوة”. |